محلل إسرائيلي يكشف عن ما قدمه الربيع العربي لـ "إسرائيل"

السبت 09 يناير 2021 12:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
محلل إسرائيلي يكشف عن ما قدمه الربيع العربي لـ "إسرائيل"



القدس المحتلة / سما /

رأى المحلل الإسرائيليّ أنشيل بيفر أنّ العقد الأخير في الوطن العربيّ اتسّم بالمزيد من إراقة الدماء على خلفية ما سُمّي بالربيع العربيّ، موضحًا أنّ “الربيع العربيّ” جلب ربحًا إستراتيجيًا لدولة الاحتلال تمثّل في عدّة أمورٍ منها على سبيل الذكر لا الحصر: انهيار الجيش العربيّ السوريّ، توثّق العلاقات العسكريّة بين مصر وإسرائيل، والأهّم من العامليْن اللذيْن ذُكِرا، أكّد المحلل أنّ “الربيع العربيّ” فتح الباب على مصراعيه أمام التطبيع بين الدولة العبريّة وبين الدول العربيّة، مُشيرًا إلى أنّ القضية الفلسطينيّة شُطِبت تقريبًا عن الأجندة دوليًا وإقليميًا، كما قال. جديرٌ بالذكر أنّ تحليل الخبير الإسرائيليّ يندرِج في إطار التقييم الذي يجري في تل أبيب لتبعات وتداعيات ما يُطلَق عليه الربيع العربيّ بعد مرور عقدٍ من الزمن على اندلاعه في تونس.

ولاحظ المحلل في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، من وجهة نظره طبعًا، لاحظ أنّ الشعوب العربيّة التي احتجّت على الظلم والاستبداد من قبل الأنظمة الرجعيّة والديكتاتوريّة تمّ قمعها بصورةٍ وحشيّةٍ من عدد من الأنظمة العربيّة، وفي المحصلّة العامّة لم تنشأ الديمقراطيات في الوطن العربيّ، سوى ديمقراطيّة هشة جدًا في تونس، وتابع قائلاً إنّ عدم الوصول إلى الديمقراطيّة سمح للحُكّام العرب المُستبّدين بالتوصّل إلى تطبيعٍ مع إسرائيل دون أنْ يأخذوا في حساباتهم ردّ الفعل من قبل الشارع العربيّ، كما قال.

ودون أنْ يُحمّل الإدارة الأمريكيّة في عهد باراك أوباما المسؤولية عمّا حدث للصديق حسني مبارك، قال المحلل إنّ أوباما آمن بأنّ المظاهرات في بلاد الكنانة ستقود إلى الديمقراطيّة، ورفض الاستجابة لعدد من الزعماء في المنطقة الذين طلبوا منه إنقاذ مبارك، والنتيجة كانت صعود حركة “الإخوان المسلمين” في مصر إلى سُدّة الحكم، ولكن لفترةٍ قصيرةٍ جدًا، حيث أدّى الانقلاب في العام 2013 إلى الإطاحة بالرئيس المصريّ، محمد مرسي، وبعد ذلك تُوّج عبد الفتّاح السيسي رئيسًا لمصر، ووصف الخبير الإسرائيليّ السيسي بأنّه أحد أقسى الجنرالات، ولكنّه امتنع عن وصفه بالديكتاتور.

ولفت المحلل إلى أنّ ردّ الفعل الإسرائيليّ على المظاهرات التي عمّت الوطن العربيّ كان مُتشائمًا للغاية، حيث نبّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من مخاطر الديمقراطيّة وإمكانية تحولّها إلى سلاحٍ بيدّ الطغاة، كما حدث في إيران خلال الإطاحة بالشاه، وذلك على الرغم من أنّ نتنياهو كان قد أكّد في النسخة الإنجليزيّة لكتابه “مكان تحت الشمس” أنّ الديمقراطيّة في الدول العربيّة هي الشرط الأوّل من ناحيته كي يتوصّل إلى اتفاقيات سلامٍ معها، مُضيفًا أنّه في الوقت الذي لاحت فيه رياح الديمقراطيّة في عددٍ من الدول العربيّة تراجع نتنياهو عمّا كان كتبه، وبدأ يُحذّر من تحوّل الربيع العربيّ إلى خريفٍ إسلاميٍّ، مع التشديد على أنّ نتنياهو ذكر في كتابه أنّه يرفض العقيدة التي تقول إنّ العرب لا يُمكِن أنْ يكونوا ديمقراطيين.

وشدّدّ الخبير الإسرائيليّ على أنّ الديمقراطيّة لم تعُد دواءً للمؤمنين بها، كما أنّ الأشهر القليلة الماضية أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ الديمقراطيّة في الوطن العربيّ لم تؤخذ بعين الاعتبار بدليل أنّ إسرائيل-نتنياهو وقعّت على اتفاقيات تطبيعٍ مع دول ديكتاتوريّةٍ، ولم تذكر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ شرطها القاضي بدمقرطة الدول العربيّة كشرطِ للتوقيع على سلام معها.

وعلى ضوء فشل الربيع العربيّ بعد مرور عقدٍ من الزمن على اندلاعه، توصّل الخبير الإسرائيليّ إلى نتيجةٍ مفادها إنّه إذا الحُكّام العرب يخشون في الماضي غير البعيد من ردّة فعل الشارع إذا كشفوا عن علاقاتهم السريّة مع إسرائيل، فإنّه اليوم، وعلى ضوء تنامي الحكم الشموليّ والاستبداديّ في الدول العربيّة، فإنّ الحُكّام الذين يريدون التطبيع مع إسرائيل يعلمون أنّهم قادرون على ذلك، لأنّه في حال اندلعت المظاهرات ضدّ التطبيع فإنّها ستُقمع بيدٍ من حديدٍ، على حدّ قوله.