في ظل مؤشرات بايدن المتصالحة: هل تزيد إسرائيل خيار هجومها على إيران؟

الجمعة 08 يناير 2021 04:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
في ظل مؤشرات بايدن المتصالحة: هل تزيد إسرائيل خيار هجومها على إيران؟



القدس المحتلة /سما/

إسرائيل اليوم - بقلم: أرئيل كهانا   "مع أن الكثيرين يرون في إسرائيل الولاية الـ 51 للولايات المتحدة، فإن السياسة الداخلية هناك ليست من اهتمامنا. فقد اختارت أمريكا خيارها، وحذار علينا نحن الإسرائيليين أن نبدي رأينا إذا كانت محقة أم مخطئة. وفي الوقت نفسه وانطلاقاً من احترام الديمقراطية الأمريكية، فإن من هم في الحياة العامة في البلاد ممكن بل وواجب عليهم أن يوجهوا نظرهم إلى النتائج وتداعياتها.

وما هي النتائج والتداعيات؟ السيناتور اليهودي جون إوسوف، الذي انتخب أمس عن ولاية فيرجينيا درج على نشر مقالات الموقع المناهض لإسرائيل 972، والذي يروج للمقاطعة على إسرائيل. زميله حديث العهد، رفائيل فيرنوك، شبه جدار الفصل بسور برلين، وسياسة إسرائيل بالعبودية، الأبرتهايد والنازية.

وثمة جبهة لا تقل إثارة للقلق تظهرها تعيينات بايدن الجديدة. في اللحظات الأولى مثلاً، من خلال تعيين أنطوني بلينكن وزيراً للخارجية ،كان يخيل أن بايدن اختار خطاً مركزياً. ولكن أعيدت إلى الصورة في الأيام الأخيرة بضعة أسماء بارزة من عهد أوباما وثمة شخصيات عينت في الجولة الأولى تحدثت بشكل مثير للقلق.

مثلاً، المستشار المرشح للأمن القومي، جاك سليبان، الذي يتبنى نهجاً متصالحاً تجاه آية الله في إيران، ولا يميز بين خرق حقوق الإنسان من جانبهم وتلك التي في السعودية – فإن الدولتين نالتا منه تغريدات نقدية على “تويتر” منذ الإعلان عن تعيينه. كان لسليبان دور حاسم في الاتفاق النووي البائس مع إيران في 2015 وكذا أيضاً ويندي شيرمان، التي وقفت على رأس الطاقم الأمريكي للمحادثات وعينت أول أمس نائبة لوزير الخارجية.

ألماني وبريطانيا وفرنسا شجبت، ولكن أياً من هذه الثلاثية العليا – وليس غنياً عن الذكر أن بلينكن وشيرمان يهوديان خالصان – ردت ولو بنصف فم على الاستفزاز الإيراني المتمثل برفع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة وبدء استخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة. ولعل صمت هذه الدول على سلوك إيران، قبل أن يتسلم بايدن مهام منصبه، ليس بالضرورة موافقة عليه. ولكن واضح أن من يقف أمام الإيرانيين –من وجهة نظرهم- منتخب ضعيف. وواضح أيضاً أن إيران تفزع عن قصد الإدارة المستقبلية كي تسهل عليها دخولها إلى المنصب.

هكذا بحيث إن المؤشرات المتراكمة تبدأ بإثارة القلق. وليس صدفة أن أوصى معهد بحوث الأمن القومي أمس “بوجوب الإبقاء على خيار هجومي مصداق حيال إيران والوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة حول الشروط لعملية عسكرية لإحباط تقدم إيران نحو القنبلة النووية”.

وعندما تتلبد السحب بهذا الشكل، لا يكون واضحاً على الإطلاق سبب تجاوز ممثلي اليسار ومحلليه ذلك، خصوصاً في ضوء الانتصار الديمقراطي في فيرجينيا. إسرائيل كما أسلفنا ليست الولاية الـ 51.