أشارت تقديرات مؤسسة التأمين الوطني، اليوم الثلاثاء، إلى أن تشديد الإغلاق الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، سيضاعف عدد العاطلين الجدد عن العمل ليصل إلى 100 ألف شخص.
وأظهرت البيانات الصادرة عن التأمين الوطني أنه دخول الإغلاق الثالث حيّز التنفيذ، بداية الأسبوع الماضي، أدى إلى إخراج 44 ألف موظف إلى إجازة بدون راتب، منهم نحو 35 ألف عامل يخروجون إلى إجازة بدون راتب للمرة الثانية على الأقل.
وأمس، ذكرت دائرة الإحصاء المركزية أن معدل البطالة انخفض قبل فرض الإغلاق الثالث ووصل إلى 12.7%، الأمر الذي يشير إلى أنه حتى خلال الفترة التي سُمح خلالها بممارسة الأنشطة التجارية وفتح الاقتصاد، وصل عدد العاطلين عن العمل في إسرائيلي إلى 517 ألف شخص، من بينهم 360 ألفًا أخرجوا إلى إجازة بدون راتب.
في غضون ذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، خلال جلسة الحكومة التي بدأت ظهر اليوم، وتستمر حتى هذه الأثناء، أنه يدعم تشديد القيود على الأنشطة الاقتصادية، وقال: "الجميع يرى أن الوضع اليوم أسوأ من أي وقت مضى".
وتابع أنه "نحن نرى الضوء في نهاية النفق، حملة التطعيم مذهل، لكن تسهيل عمل الأنشطة الاقتصادية والتجارية تجعل من الصعب التحفيز على الإغلاق كما أنه تجعل من المستحيل إنفاذ القرارات الحكومية ذات الصلة".
خلاف على موعد دخول الإجراءات المشددة حيّز التنفيذ
ومن المتوقع أن تصادق الحكومة مساء اليوم على الإجراءات الجديدة؛ وتشير التقديرات إلى أن الإجراءات الجديدة سوف تشمل إغلاق جهاز التعليم بشكل كامل، واقتصار الأعمال التجارية على الأنشطة "الحيوية" فقط، وإغلاق محلات بيع المواد التموينية بدءا من الساعة السابعة مساء.
كما أيد وزير التعليم، يؤآف غالانت، تشديد القيود بما يشمل إغلاق جهاز التعليم، غير أنه يسعى إلى استثناء مؤسسات التعليم الخاص ومؤسسات تعليم الفتية المعرضين للخطر، وإجراء امتحانات صفوف الحادي والثاني عشر خلال فترة الإغلاق، كما يدفع باتجاه تسريع حملة تطعيم أعضاء الهيئات التدريسية باللقاح ضد فيروس كورونا.
من جانبه، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على أن السلالة المتحورة من فيرووس كورونا خرجت عن السيطرة، وذلك قبل إعلان مرتقب لحكومته عن تشديد الإغلاق وسط تقارير عن اتفاق بين مركبات الحكومة في هذا الشأن.
ورجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تفرض الحكومة إغلاقا شاملا مشددا، منذ يوم الجمعة، بعد إعلان وزير الأمن، بيني غانتس، الشريك في الائتلاف الحكومي، عن موافقته على تشديد إجراءات الإغلاق الحالي.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة: "إذا لم نتحرك على الفور، فسوف نخسر مئات الأرواح". وأضاف أن "الطفرة البريطانية خرجت عن السيطرة، والمستشفيات تحذر من أننا دخلنا أخطر مرحلة منذ تفشي الوباء. كما أن وزارة الصحة حذرت من فقدان المئات من الإسرائيليين، في حال لم نتحرك على الفور".
وفشل إغلاق جزئي تفرضه الحكومة الإسرائيلية منذ 28 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي في الحد من معدل الإصابات الذي بلغ مستويات غير مسبوقة منذ 3 أشهر. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 8,368 إصابة جديدة بكورونا، وذلك للمرة الأولى منذ 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وخلال الأيام الـ5 الأخيرة سجلت وزارة الصحة الإسرائيلبة 142 حالة وفاة بكورونا، بمعدل يومي يصل إلى نحو 28 حالة. وحتى مساء اليوم، سجلت وزارة الصحة الإسرائيلية 455,144 إصابة من بينها 3,489 حالة وفاة، و59,376 حالة نشطة.