غزة: توصيات باستخدام المياه الممغنطة في عملية الري للتخلص من الملوحة

الإثنين 04 يناير 2021 09:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة: توصيات باستخدام المياه الممغنطة في عملية الري للتخلص من الملوحة



غزة / سما /

 أكد مختصون في الشأن الزراعي ضرورة اعتماد جهاز مغنطة المياه (الايونيزر) في الزراعة سيما في المناطق التي تعانى من ملوحة بنسب مرتفعة، والعمل على اعداد برنامج إرشادي متكامل لاستخدام الجهاز لتحقيق أفضل النتائج المرجوة، وتبيان طبيعة عمله لكافة المزارعين، خاصة وأنه يعتبر أحد الحلول المناسبة لمعالجة المياه في عملية الزراعة.

ولفتوا إلى أن التجارب التي قدمها مركز "معا" تبين بأن النتائج كانت ايجابية وحققت محصولا فاق التوقعات، داعين القطاع الخاص وبالتعاون مع المؤسسات العاملة في مجال الزراعة لاستثمار الجهاز والعمل على توفيره.

كما دعوا الى تنفيذ سلسلة من التجارب على مزروعات متنوعة في لقطاع، والعمل على تبنى ممارسات زراعية أخرى سليمة تعزز قطاع الزراعة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموى معا -برنامج الابتكار وريادة الاعمال- حول نتائج تجربة استخدام جهاز تكسير ملوحة المياه باستخدام تقنيه الفصل المغناطيسي الايونيزر وأثره على نبات الخيار والشمام والبطيخ، وذلك بتمويل المكتب المشترك للمساعدات الكنسية الدنماركية والنرويجية.

واجريت التجربة لمدة عام في ثلاث مناطق تعانى من نسب عالية في ملوحة المياه في قطاع غزة.

وأدار الورشة التي عقدت عبر تقنية "زوم" مجد المجدلاوي، منسق برامج الابتكار وريادة الأعمال التابع لمركز معا، بحضور عدد من المختصين في الشأن الزراعي.

واستعرض المجدلاوي الاسباب التي دفعت المركز لتبنى استخدام الجهاز، لافتا إلى أن نسبة الملوحة الكبيرة كانت من أهمها، لاسيما جنوب القطاع وانخفاض المحاصيل الزراعية لبعض المزروعات والحاجة الماسة لإحياء الأرض من جديد، وزراعة محاصيل أخذت تختفي، مشيرا الى أن "معا" عمل على دراسة مسبقة لنسبة الأملاح في التربة.

وأشار الى ان النظام المغناطيسي، له دور كبير ومهم في علاج الملوحة وهناك عدد كبير من التجارب والبحوث العلمية التي أجريت على المستويين العالمي والمحلي، أثبتت جدوى وأهمية هذه الطريقة العلاجية، ومنها تجربة مركز العمل التنموي.

واقع كارثى

واستعرض د. إسماعيل ابو زنادة أخصائي البستنة والانتاج النباتي، والمشرف الفني على نتائج التجربة، مجريات العمل خلال عام من استخدام الجهاز على ثلاثة محاصيل هي: الخيار والشمام والبطيخ.

وأشار إلى أنه تم اختيار مناطق تجاوزت فيها نسبة الملوحة الـ3100 ملغرام/لتر في الآبار الكبيرة، بينما تجاوزت الـ2600 ملغم/لتر في الآبار المتوسطة، لافتا إلى أن ملوحة المياه تعد من أهم الاسباب التي أثرت سلبا على تنوع المحاصيل والعزوف عن زراعة بعض الاصناف.

وأوضح أن جهاز تكسير الأملاح المغناطيسي (أيونيزر) أو ما يعرف بالتقنية المغناطيسية يؤدي دورًا كبيرًا ومهمًّا في علاج الملوحة، وقدرة الماء الممغنط على الذوبان وتفتيت الأملاح بنحو 50%، ما يسهل امتصاص الجذور له

ونوه أن تقنية الري الممغنط أدت الى رفع العناصر جاهزة للنبات للامتصاص، وان هذه الطريقة تؤدي إلى زياده امكانيه امتصاص العناصر مما ينعكس ايجابيا على صحه النبات.

ومن ميزات الجهاز، بحسب ابو زنادة ، أنه يمكن تحييد أضرار كلوريد الصوديوم وإزالة الأملاح من حول جذور النبات، والقضاء على الطبقة الملحية المتراكمة على سطح التربة. كما يتيح زيادة كمية المحصول، حسب نوعه وظروف الانتاج، فضلا عن الحصول على ثمار ذات جودة عالية.

وقال، إن الجهاز من شأنه أن يحلّ مشكلة الترسبات الكلسية وانسداد النقاطات في شبكة الري، والمساعدة في استخدام مياه الري الغنية بالحديد بدون الحاجة إلى تنظيف شبكة الري والنقاطات بشكل دوري.

وعن اهداف التجربة التي نفذها المركز أوضح أبو زنادة ان : " التجربة البحثية تهدف الى معرفه تأثير الري بالمياه المعالجة المغناطيسية على انتاجية وثبات محصول الخيار و البطيخ والشمام وقد كانت النتائج ايجابية" مشيراً إلى أنه تم في التجربة الاولى زراعة الخيار على مساحة دونمين في منطقة جحر الديك، حيث يتم لأول مرة زراعة الخيار في المنطقة اذ تصل نسبة الملوحة الى 2400 والخيار يحتاج لـ 1200، وكانت النتائج ايجابية .

وفيما يتعلق بمحصول البطيخ فقد تم تطبيق التجربة على مساحة دونمين ايضا في منطقة الفخاري برفح، حيث وصلت نسبة ملوحة المياه لـ 3100 وقد صممت التجربة بتكرار 4 مرات، وكانت النتائج ايجابية من حيث طول النبات وعدد الأوراق ووزن ألورقة الواحدة وهى نتائج تزيد من نسبة المحصول وبعد 80 يوما كان المحصول قابلا للتسويق.

وفي التجربة الثالثة (الشمام)، اجريت التجربة على مساحة دونم لدى المزارع صالح زعرب في خانيونس، حيث بلغ تنسبة تركيز المياه 2600 وقد دللت القراءات الثلاث على الجدوى الكبيرة من استخدام جهاز مغنطة المياهمن حيث نمو النبات بصورة جيدة وارتفاع نسبة الامتصاص.

حل الاشكاليات

وقدم د. احمد ابو شعبان دراسة مفصلة حول الجانب التقني والمادي لجهاز تكسير الاملاح، مشيرا الى الحاجة لدراسات حول أي تجربة يتم استجلابها من الخارج لمعرفة مدى ملائمتها لواقع غزة.

واشار الى أن الجهاز من شانه ان يساهم في حل اشكاليات يواجهها المزارعون أثر ملوحة المياه.

ولفت الى ان النتائج ايجابية على المحاصيل الثلاثة، ما يدلل على نجاعة الجهاز في تكسير الأملاح.

وتساءل د. ابو شعبان هل لدى المزارعين استعداد لشراء الجهاز ودفع ثمنه ام أن الواقع يتطلب تقديمه لهم ومتابعة الرى من خلاله.

ويشير ان ذلك يتطلب اعداد دراسة سوقيه لذلك وكيفية اعداد دراسة على سلاسل القيمة للجهاز وهل الناتج يسمح للمزارع بأن يقتنى الجهاز.

ونوه إلى أن نحو 17 مزارعا تسلموا الجهاز من خلال مؤسسات بغزة وان النتائج كشفت بان الجهاز له امكانيات تطبيقية ضخمة، ويعد فرصة لمن يسعى لتحسين واقع الزراعة وتحسين نوعية المياه .

ودعا الى تنفيذ العديد من التجارب ودمج المزارعين فيها من خلال محطات المشاهدة التابعة للمؤسسات ذات العلاقة.

بدوره شدد المهندس يوسف عوض من الفريق المشرف على التجربة أن الجهاز تم استخدامه بعد تجربة واضحة بين النبات المعامل والنبات غير المعامل.