ذكرت قناة كان العبرية وصول الجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد في وقت مبكر من صباح الأربعاء الى مطار بن غوريون ، بعد 35 عامًا من اعتقاله للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح إسرائيل.
وأطلق سراح بولارد من السجن الأمريكي قبل حوالي خمس سنوات ، لكن حتى قبل شهر كان يخضع لقيود شديدة منعته من مغادرة الولايات المتحدة.
من هو جوناثان بولارد:
اعترف جوناثان بولارد، تحت ضغط من محققي النيابة، بضلوعه في التجسس لصالح إسرائيل مقابل إسقاط حكم الإعدام عنه، وذلك تحت ضغط مارسته النيابة على المتهم عام 1985.
لكن بعد مراجعة قاضي أمريكي للتقرير، الذي لا زال سريا حتى الآن، الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية عن حجم الضرر الذي تسبب فيه بولارد للاستخبارات الأمريكية، قرر القاضي الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
منذ ذلك الحين، نادى رؤساء وزراء إسرائيليون متعاقبون وجماعات أخرى في الولايات المتحدة وإسرائيل بالعفو عن جوناثان بولارد، وهو الطلب الذي وُجه إلى عدد من رؤساء الولايات المتحدة، بمن فيهم الرئيس الأمريكي الحالي.
وأشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة فكرت في إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي مقابل بعض الامتيازات التي تمنحها إسرائيل للفلسطينيين، لكن المحادثات بهذا الشأن انهارت لتتراجع توقعات الإفراج المبكر عنه.
وُلد بولارد عام 1954، والتحق بالعمل في وظيفة محلل للشؤون المدنية في المخابرات البحرية بالقرب من العاصمة واشنطن عام 1979.
وخلال سبع سنوات، بدأ الاتصال بينه وبين المخابرات الإسرائيلية من خلال تقديمه لمواد سرية.
وسرعان ما تولى مسؤولون بالسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة إدارة بولارد بشكل مباشر، ما أدى إلى نقل عدد كبير من الوثائق للجانب الإسرائيلي مقابل أموال تقاضاها الجاسوس علاوة على نفقات سفرات له ولزوجته.
كنز من المعلومات
قال وولف بلتزر، مراسل صحيفة جورزاليم بوست، إن هذا الموظف بالبحرية الأمريكية قدم كنزا من المعلومات الاستخباراتية لإسرائيل، بما في ذلك تقارير استطلاع عن مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وأخرى عن العراق، وتقارير عن القدرات الإنتاجية السورية للسلاح الكيماوي، وشحنات السلاح الروسية إلى سوريا وغيرها من الدول العربية.
وكان جوناثان بولارد عضوا بوفد أمريكي للتعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ما مكنه من الإطلاع على ما لم تتمكن البلدان الحليفتان من تبادله من معلومات.
وقال بولارد لبليتزر: "لقد كنت محبطا جدا في نهاية الجلستين. واستمر إحباطي، إذ أن المعلومات التي لم يتبادلها الجانبان كانت مرعبة."
وفي عام 1985، أجرى مسؤولون بالبحرية الأمريكية والمباحث الفيدرالية تحقيقا مع الجاسوس الإسرائيلي بعد ظهور معلومات ترجح أنه نقل وثائق سرية من مكتبه.
واضطر وزوجته، بعد تهديد بمواجهة اتهامات بالتجسس، إلى طلب اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وألقت المباحث الفيدرالية القبض عليهما بعد محاولة اللجوء الفاشلة.
واعترف بولارد بالتجسس لصالح إسرائيل مقابل وعد من وزارة العدل بتخفيف الحكم عليه إلى حكم بالسجن لمدة محددة بدلا من الحكم بالإعدام.
ونفت إسرائيل في البداية كونه جاسوسا يعمل لصالحها، مؤكدة أنه تعامل مع مسؤولين فاسدين.
لكن بحلول عام 1985، منحت إسرائيل جنسيتها لبولارد، وبعد مرور عامين، اعترفت بأنه كان عميلا استخباراتيا يعمل لصالحها في الولايات المتحدة.
قضى بولارد حوالي ثلاثين عاما في السجن، كانت الفترة الأخيرة منها في سجن متوسط الحراسة بالقرب من كارولينا الشمالية.
كما حُكم على زوجته، آن، بالسجن لخمس سنوات، قضت منها سنتين ونصف فقط في السجن، ثم توجهت إلى إسرائيل بعد إطلاق سراحها.
وتزوج بولارد مرة ثانية أثناء المدة التي قضاها بالسجن، وسافرت زوجته الثانية، إستر، أيضا إلى إسرائيل حيث استمرت في حملتها التي تطالب بالإفراج عنه.
وفي عام 1996، اعلنت إستر إضرابا عن الطعام استمر لتسعة عشر يوما للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل بذل المزيد من الجهود للوقوف مع زوجها في محنته.
تقول إسرائيل إن الحكم على بولارد كان قاسيا للغاية، مؤكدة على أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار أنه كان عميلا لأحد أقوى حلفاء الولايات المتحدة.
وعارض مسؤولون بوزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية بشدة إطلاق سراح بولارد لسنوات طويلة.
وفي عام 1998، هدد مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية آنذاك جورج تينيت بالاستقالة إذا اتخذ الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في ذلك الوقت، القرار بالعفو عن ذلك الجاسوس.
وينهي الإفراج النهائي عن الجاسوس الإسرائيلي أزمة مزمنة كانت تؤورق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منذ عشرات السنوات.