نظمت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية (ريفورم) لقاءً حوارياً عبر تلفزيون "وطن"، حول العمل التطوعي في فلسطين ودور الشباب فيه، استضافت فيه كلاً من مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون الطلبة الدكتور محمد شاهين، ومدير عام التعليم العام في وزارة التربية والتعليم، الدكتور صادق الخضور، وذلك بمشاركة عدد من الناشطين الشباب.
وتحدث الدكتور شاهين، حول كيفية خلق مناهج دراسية وجامعية تدفع الطلبة الى حب التطوع، مؤكدا اننا اليوم أحوج ما يكون للتعامل مع التراجع في العمل التطوعي على كل المستويات، لافتا أن هذه القضية تبدأ من التنشئة في الأسرة وفي مراحل المدرسة والجامعات، لأن شخصية الإنسان تتكون في السنوات الست الأولى من حياته.
وفيما يتعلق بدور الجامعات في العمل التطوعي، أوضح انه يوجد في الجامعات برامج وساعات معتمدة للعمل التطوعي، تتفاوت ما بين جامعة وأخرى.
وبيّن شاهين أن الفكر في العمل التطوعي له ثلاثة مكونات أساسية، وهي أولا القيم التي يجب أن تكون جزءاً من المناهج والتنشئة الاجتماعية، وثانيا الدوافع، وثالثا الحوافز.
من جانبه، قال الدكتور الخضور بأن "الحكومة قد شكلت لجنة وزارية لإعادة الاعتبار للعمل التطوعي، إذ نضمّن في منهاجنا وفي اللغات المختلفة محاورا عن القيم في العمل التطوعي، بالإضافة الى الأنشطة اللا صفية، وهذا جزء من عمل الفرق الكشفية، بالإضافة إلى استثمار العمل التطوعي في المواسم مثل موسم قطف الزيتون، بالتالي يأخذ الموضوع بعدين "المناهج، والأنشطة اللاصفية".
وأضاف الخضور، إن العمل التطوعي يتكون من معرفة واتجاهات وقيم، وهي تنطبق على العمل التطوعي، ونحن ماضون قدما في تجذير هذا الموضوع وإعادة النقاش فيه لأن جزءاً منه اندثر، ونحن بحاجة الى أن يكون ثقافة تعاش وهو بحاجة للتعاون من الجميع.
وفي اجابته حول استفسار من احدى المشاركات حول دور الجامعات في تشجيع الطلبة على العمل التطوعي؟ ولماذا لا يتم طرح مساق للتطوع في الجامعة؟، أجاب شاهين أن ثلث المجتمع هو ضمن الفئة العمرية (15-29) عاماً، وأن نسبة الشباب الذين شاركوا في عمل تطوعي لا يزيد عن 20%. و3% من الشباب الفلسطيني يشاركون بفاعلية بالشأن العام، و24% من الشباب الفلسطيني يفكرون في الهجرة. بالتالي الجميع يتحمل المسؤولية عن ذلك وعن دور الشباب في المجتمع، من مؤسسات تعليمية وتنظيمات ومؤسسات شبابية.
وفي إجابة الخضور على سؤال حول اقتصار الأعمال التطوعية على المناسبات الوطنية فقط، أوضح أن وزارة التربية بصدد بلورة برامج لاستثمار الخريجين لصالح التطوع. وأضاف "نعتقد أننا تجاوزنا موضوع المواسم في العمل التطوعي، وبدأنا التوجه لمنحى أخر وهو جعله ثقافة بعيدة عن المواسم، وهذا يتعلق بتغيير القناعات أيضاً".
وحول كيفية التعاون بين المجلس الشبابي الاستشاري وجامعة القدس المفتوحة في الجانب التطوعي، وكيفية إكساب المتطوع خبرة وأن يكون شريكا في صنع القرار بالمؤسسة التي يتطوع فيها، قال شاهين "حقيقة لدينا أهداف تسهل انخراط طلبتنا والخريجين في سوق العمل من خلال اكتسابهم الخبرة أثناء العمل التطوعي، بالتالي وضعنا نظام للعمل التطوعي لكن للأسف يكون هناك أخطاء في التطبيق.
وحول سؤال عن غياب المتابعة في العمل التطوعي في المدارس، أجاب الخضور أن الوزارة تقوم بإطلاق النشرات والنشر على صفحات المدارس، مضيفاً أن الوزير بصدد إطلاق مبادرة "أرضنا" لتجذير العمل.
ووجه أحد الشباب السؤال التالي: "كيف يمكن أن تعمل الجامعات والمدراس على التنمية السياسية؟". وأجاب شاهين بأنه "لا يمكن الحديث عن انسان متكامل ما لم يتم صقل شخصيته من جوانب مختلفة، خاصة البعد والتثقيف الوطني، لذلك حتى يتم توظيف هذه بشكل مناسب يجب أن يبدأ به منذ نعومة أظافره. فيما أجاب الخضور أن الكتب التي تدرّس في المدارس تحمل القيم الوطنية، والاحتلال يعزف على وتر أننا نبالغ في منهاجنا في ذلك، كما أن لدينا تدخلات من خلال برنامج شامل يطبق اسمه المعرفة الوطنية، يختص في ذلك".
وحول الخطة المستقبلية للعمل التطوعي في فلسطين، قال شاهين إنه لا يوجد دولة في العالم تفكر بشكل سليم في تطوير الخدمات دون أن تركز على التطوعي واستغلال الطاقات، بالتالي يجب التركيز على العمل التطوعي وبطريقة ممنهجة، وأضاف: الشباب الفلسطيني هم بترول الوطن، ويجب سماع صوتهم ومبادرات شبابية بحيث يكونوا قادرين على المشاركة في القرار وتطوير العمل التطوعي وإيصال صوتهم.
وحول الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربية لتشجيع العمل التطوعي؟ قال الخضور بأنه يجب وضع الحوافز، وبالتالي علينا في الوزارة أن نربط العمل التطوعي في أطر أخرى، لكن هذا لا يقتصر على التربية وحدها، فمثلا النظام الوطني للتوظيف يجب أن يكون جامعا. وأضاف: "نبدي كل الاستعداد للعمل والشراكة مع الجميع في موضوع العمل التطوعي، ويجب أن نغادر مربع تحميل المسؤولية الى مربع تحمل المسؤولية وأن نستبدل منهجية الكل يريد الى الكل يستطيع".


