نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف نقل فيه عن مسؤولين في حزب الله اللبناني وصفهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمجنون وأنه قد يدفع مع إسرائيل باتجاه حرب ضد إيران وحزب الله قبل وصول إدارة جوزيف بايدن.
وقال إن حزب الله وخلال السنوات الأربع الماضية قاتل في سوريا ودعم الميليشيات الشيعية في العراق وأدار السياسة في لبنان وتجنب استفزاز حرب مع إسرائيل. لكن قادة الحزب المرهقين يخشون من أن يقوم ترامب في آخر لحظات رئاسته بتحقيق تهديداته التي تتفوق على أي شيء آخر.
وفي معاقل حزب الله بلبنان يراقب عناصر عقارب الساعة والسماوات. ويسمع أزيز المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية منذ أكثر من شهر وزاد تردد الطلعات الجوية الإسرائيلية وكذا الأمن في الضاحية الجنوبية في بيروت التي تعتبر عصب الجماعة المسلحة الأقوى في المنطقة. ويخشى قادة حزب الله وأعضاؤه البارزون من محاولة ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وإسرائيل استخدام ما تبقى من أسابيع قبل تنصيب جوزيف بايدن والتحرك بطريقة حاسمة ضد إيران وحزب الله.
وقال مسؤول بارز: “لديهم نافذة ويحاولون إنهاء ما بدأوه” و”لكن لا تقلق فالسيد (حسن نصر الله) آمن”. وكشفت مقابلات مع مسؤولين من صف الوسط في حزب الله ووسيط على معرفة بتفكير إيران، عن حزب مصمم على عدم الانجرار إلى حرب مع إسرائيل أو أن يظهر بمظهر من يدافع عن إيران.
وعبرت المصادر الثلاثة عن اعتقادها أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستحاول التفاوض مع طهران والعودة للاتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما وألغاها ترامب. وقال مصدر: “هذا يعني تخفيف العقوبات وتخفيف الضغط عنا بشكل تدريجي”، وأضاف: “يحاولون التسبب بضرر لإيران لتحطيمنا، ولن تنجح لأن كل واحد شاهد الخطة منذ الصيف، ولدينا الوسائل للنجاة من الضغط”.
وصارت الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا شبه أسبوعية من بداية 2017 وعادة ما كان يصاب عناصر من الحزب الذين شاركوا في تعزيز قوة نظام بشار الأسد، مع أنه لم يتم استهداف قادة الحزب البارزين منذ وقت. وكان مقتل عالم الذرة الإيراني في 27 تشرين الثاني/نوفمبر خارج طهران عملية إسرائيلية بالتأكيد. وزاد من القلق في بيروت أن التمييز بين إيران وحزب الله قد يتغير في مدة الشهر ونصف المتبقية لرئاسة ترامب. ووصف مسؤول بارز الأسابيع المقبلة بأنها “أخطر مرحلة منذ 30 عاما، والكل قلق ولأسباب واضحة”.
وحتى هذا الوقت فقد أظهرت إسرائيل حذرا في استهداف قادة الحزب البارزين في سوريا وقامت بإطلاق أهداف تحذيرية حتى تتجنب ضربهم. وواحد من هذه الأهداف كان في نيسان/إبريل وشمل على هجوم صاروخي ضد سيارة جيب على معبر حدودي من سوريا إلى لبنان. وعندما هرب أربعة عناصر من السيارة ضربها صاروخ ثان ودمرها. ودعم قادة إسرائيل وبقوة سياسة “أقصى ضغط” لإدارة ترامب ضد إيران وقراره التخلي عن الاتفاقية النووية الذي نظر إليه على أنه طريقة لإضعاف الحزب وقوته.
وكانت العلاقات المشتركة الإسرائيلية – الخليجية ضد إيران والتي دعمتها الولايات المتحدة سببا في اتفاقيات التطبيع بين الإمارات العربية والبحرين مع إسرائيل والدفء في العلاقات مع الرياض. وتؤمن إسرائيل أن دول الخليج معادية لإيران وحزب الله، بل وأكثر وهي ليست مستعدة لمساعدة لبنان في أزمته المالية والاقتصادية طالما ظل حزب الله في الحكومة. وقال مسؤول ثان في حزب الله: “لا يهم كثيرا ما يقوله السعوديون” و”يستطيع الحزب الاعتناء بنفسه، وعليهم فهم أنه لو انهار البلد فلن تخرج الأحزاب السياسية التي يدعمونها قوية”.
وتساءل: “هل سيحاولون عمل أمر كبير ببيروت في الأسابيع المقبلة؟ هذا محتمل رغم أن هناك حالة تأهب أمني في الضاحية والجنوب. وهذا من أجل حماية قادتنا وليس لدينا شيء محدد ولكن هناك شيئا في الأجواء”. ويعتبر المحور الأمني قلب معقله ومحاط بالأسلاك والتي رفعت الأسبوع الماضي وسمح للسيارات بالمرور. ووقف عناصر الأمن على جوانب الطرق مراقبين حركة السير، المراقبة من كاميرات ضخمة تراقب المنظر المتداخل للضاحية. ورفعت رايات تحمل صورة الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أمريكية بداية العام ووضعت على تقاطعات الطرق وانتشرت معها أيضا صور حسن نصر الله. وهناك ملصقات تحمل صور عناصر الحزب الذين قتلوا في سوريا.
وقال مسؤول حزب الله الثاني: “كما تعرف لا نخاف الموت” و”لكن علينا حماية قادتنا ونعرف أننا سنتضرر سياسيا لو حدث شيء لهم، وهذه أوقات خطيرة، وترامب مجنون ولكن لن يحصل على ما يريد، فلا صبر لديه ولا وقت. ويعتقد الإسرائيليون أنهم قادمون إلينا ولكن القادمين هم نحن”.