كشفت تقارير إخبارية عالمية تفاصيل جديدة حول ما يوصف بأنه أخطر هجوم سيبراني في تاريخ الولايات المتحدة، والذي وصل إلى حد غير مسبوق، بحسب تقارير.
أظهر تحليل لسجلات للإنترنت، اطلعت عليه وكالة "رويترز" أن المتسللين اخترقوا أنظمة شركة أمريكية لتقديم خدمات الإنترنت وحكومة محلية في ولاية أريزونا، في إطار حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق جرى الكشف عنها هذا الأسبوع.
وكانت عملية الاختراق التي تسللت إلى برمجيات إدارة شبكة عامة طورتها شركة (سولار-ويندز كورب) تستهدف الوصول إلى مجموعة من الوكالات الحكومية الأمريكية.
وتلك العملية واحدة من أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني على الإطلاق التي كُشف النقاب عنها ودفعت الفرق الأمنية حول العالم للمسارعة لاحتواء الأضرار الناجمة عنها.
وتظهر السجلات أن وزارات الدفاع والخارجية والداخلية كانت من بين أهداف عملية الاختراق بين مؤسسات ومنظمات أخرى في الولايات المتحدة.
ولم يتضح إن كانت عملية الاختراق قد نجحت بالفعل في الحصول على أي معلومات حساسة.
وقالت شركة مايكروسوفت، التي كانت من بين آلاف الشركات التي تلقت تحديثات ضارة لبرمجيات "سولار-ويندز"، إنها أبلغت حتى الآن أكثر من 40 من عملائها بأن شبكاتهم قد تعرضت للاختراق.
وأضافت أن نحو 30 من بين هؤلاء كانوا في الولايات المتحدة أما الباقين فكانوا في كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا وبريطانيا وإسرائيل والإمارات. وكانت أغلب الأهداف شركات تكنولوجيا وبعض المؤسسات البحثية والمنظمات الحكومية.
وأمس الخميس، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن شبكات وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي الوطنية، التي تدير مخزون الأسلحة النووية في البلاد، تعرضت للاختراق.
ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين مطلعين بشكل مباشر على الأمر، قولهم إن لدى الوزارة والإدارة أدلة على أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى شبكاتهم كجزء من حملة إلكترونية ضخمة أثرت على ما لا يقل عن ست وكالات فيدرالية.
وبدأ مسؤولو الوزارة وإدارة الأمن النووي الوطنية، الخميس، تنسيق الإخطارات حول الخرق مع هيئات الرقابة المعنية في الكونغرس بعد إطلاع روكي كامبيون، كبير مسؤولي المعلومات في وزارة الطاقة على الأمر.
ووجد المسؤولون نشاطا مشبوها في شبكات تابعة للجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية، ومختبري سانديا ولوس ألاموس الوطنية في نيومكسيكو وواشنطن، ومكتب النقل الآمن، ومكتب ريتشلاند الميداني بوزارة الطاقة.
وقال المسؤولون إن: "المتسللين تمكنوا من إحداث ضرر أكبر في شبكة لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية مقارنة بالوكالات الأخرى، لكن لم يوضحوا المزيد من التفاصيل"، فيما قالت مصادر للموقع "إن المحققين الفيدراليين قاموا بتمشيط الشبكات في الأيام الأخيرة لتحديد ما تمكن المتسللون من الوصول إليه أو سرقته".
ويُعتقد أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى شبكات الوكالات الفيدرالية من خلال اختراق شركة البرمجيات "سولار-ويندز"، التي تبيع منتجات إدارة تكنولوجيا المعلومات لمئات من العملاء الحكوميين والقطاع الخاص.