تقلص حيز المناورة الإسرائيلي: التوتر الأميركي – الصيني سيستمر بعهد بايدن

الخميس 17 ديسمبر 2020 06:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقلص حيز المناورة الإسرائيلي: التوتر الأميركي – الصيني سيستمر بعهد بايدن



القدس المحتلة / سما /

تواجه إسرائيل ما يشبه مأزقا من جراء تصاعد توتر العلاقات بين حليفتها الأكبر، الولايات المتحدة، وبين الصين، التي تربطهما علاقات تجارية واقتصادية واسعة. وتطرق تقرير إلى هذا الوضع، وصدر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الخميس.

ووصف مدير جهاز المخابرات الوطنية الأميركية، جون راتكليف، في مقال نشره في الثالث من كانون الأول/ديسمبر الجاري، الصين بأنها "التهديد رقم واحد على الأمن القومي" الأميركي، وأنها التهديد الأخطر على الديمقراطية والعالم الحر منذ الحرب العالمية الثانية. وقارن "مقاومة" التحدي الصيني بهزم الفاشية وإسقاط الستار الحديدي في حينه. وأضاف أن الصين تسعى إلى هيمنة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية في العالم، وأن مبادراتها العامة وشركاتها التجارية تعمل كغطاء لأنشطة الحزب الشيوعي الصيني.

واتهم راتكليف الصين بالتجسس وسرقة رأس مال روحاني من شركات أميركية، بحجم 500 مليار دولار سنويا، وتنسخ تكنولوجياتها، وإقصائها من الأسواق العالمية، وأنها بذلك تلحق أضرارا خطيرة بهذه الشركات. وبحسبه فإ مكتب التحقيقات الفدرالي يعتقل مواطنين صينيين بشكل دائم على بسبب سرقة أسرار أبحاث وتطوير وأن برنامجا صينيا يمنح تعويضات لعلماء أجانب كبار مقابل سرقة معلومات لصالح الصين.

وتابع راتكليف أن الصين، بين أمور أخرى تستهدف الولايات المتحدة واقتصادها بحسبه، تركز على التأثير على سياسيين أميركيين، وبينهم أعضاء كونغرس ومساعديهم. وأضاف أن مصنعا صينيا في الولايات المتحدة يشغل آلاف العمال الأميركيين، وأصحابه يحثون رئيس نقابة العمال فيه على التأثير على عضو محلية في الكونغرس، التي تدفع تشريعا يتناقض مع مصالح الصين.

ويناقش التقرير ما ينبغي أن تفعله إسرائيل في ظل هذه الخصومة بين حليفتها الكبرى وشريكتها التجارية. "فإسرائيل ليست الولايات المتحدة وليست في مستوى الدول العظمى. والصين لا تهدد بإقصائها من مكانتها في العالم، وهي ليست غاية بأفضلية عليا في الجهود الإستراتيجية الصينية. والجيش الصيني لا يهدد إسرائيل، لكنها تتأثر من صادرات الأسلحة الصينية إلى المنطقة. والاعتبارات الأيديولوجية ليست في مركز السياسة الخارجية الإسرائيلية، البراغماتية بالأساس. وعموما، ليس هذا الموضوع الوحيد الذي فيه مصالح إسرائيل وحليفتها الكبرى ليست متطابقة".

وأشار التقرير إلى أنه يتعزز الأمل في إسرائيل بتخفيف التوتر بين الدولتين العظميين بعد بدء ولاية الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، وسط ترجيح بأن الإدارة الجديدة ستفسر الخصومة مع الصين باعتبارات سياسية لإدارة الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايتها.

لكن الواقع الأميركي، حسب التقرير، مختلف عن هذه الآمال. "ففي الولايات المتحدة حيث التقاطب كبير، يبرز إجماع غير مألوف بين الحزبين حول النظرة إلى الصين كتحد أساسي لأميركا، في أوساط الجمهور الواسع وبالتأكيد في المؤسسة الأمنية والاستخبارية. وستستمر الخصومة مقابل الصين بشكل أكيد خلال ولاية بادن وبعدها أيضا، في موازاة علاقات اقتصادية متشعبة معها".

وأضاف التقرير أن "إسرائيل لا يمكنها أن تكون غير مبالية حيال مسألة ضعف، وبالتأكيد حيال إضعاف الولايات المتحدة المتعمد، خاصة وأن قوتها ودعمها هي دعامة أساسية لأمن إسرائيل القومي. وتتصرف إسرائيل مقابل الصين في إطار حدود الملعب الذي رسمته الولايات المتحدة لها، ومنذ بداية سنوات الألفين توقفت صادراتها الأمنية إلى الصين بطلب من واشنطن. وعندما تغير الولايات المتحدة مفهوم أمنها القومي ويتم تعريف الصين كتهديد رقم واحد، تتغير حدود المسموح لإسرائيل في علاقاتها مع الصين، وليس بالإمكان توقع أن ’الأعمال تجري كالمعتاد’".

وأشار التقرير إلى أن "ثمة أهمية للانصات إلى النغمة المتصاعدة في واشنطن. فعندما تصف الولايات المتحدة الصين أنها التهديد رقم واحد عليها، ويصفون المواجهة معها بمصطلحات متشددة كمحاربة النازيين، فإنه يتوقع أن يتقلص حيز المناورة لعلاقات إسرائيل مع الصين، فيما الحساسية الأميركية تجاهها سترتفع جدا".