في يوم المعلم الفلسطيني، تلقت المعلمة سحر أبو زينة، من مديرية التربية والتعليم (جنين- نابلس)، كتابا رسميا عنوانه "عقوبة الإحالة إلى المعاش"!، بناء على توصيات لجنة التحقيق على خلفية إضراب عن العمل.
تقول أبو زينة أنها تلقت اتصالا في صبيحة يوم المعلم يقول لها "سَلِّمي العهدة و كوني حاضرة في مكتب التربية".
وتعقيبا على ذلك أعلن "معردون فلسطينيون" الدعم الكامل للمعلمة أبو زينة، مؤكدين على دورهم بتعميم قضيتها إعلاميا لعلّ صرختها تصل، ويتم إنصافها، لأن بإنصافها "يتوقف مسلسل التدهور الأخلاقي الفاسد في مؤسساتنا الحكومية الفلسطينية".
فيما يلي نص ما كتبت المعلمة أبو زينة:
في صبيحة يوم المعلم ...
يرن الهاتف ( بعد السلام و الترحيب): "سَلِّمي العهدة و كوني حاضرة في مكتب التربية".
كنت كما دوماً حاضرة، فتم تسليمي كتاب رسمي مروس بكل ما يلزم، عنوانه (( عقوبة الإحالة إلى المعاش))! كانت العقوبة حسب الكتاب بتاريخ ٤/ ١١/ ٢٠٢٠. بناء على توصيات لجنة التحقيق على خلفية إضراب العدالة. وتم المصادقة عليها بتاريخ ٣٠ / ١١/ ٢٠٢٠!
اليوم و بتاريخ ١٤/ ١٢/ ٢٠٢٠ ، و في يوم المعلم الفلسطيني يتم تسليمي كتاب " العقوبة" متأخرا شهرا كاملا . لست أدري أهي سخرية التاريخ أم مهزلة التأريخ و( المؤرِّخ) ! لست أدري أهي أزمة وطن أم أزمة مواطَنة!
تافهةٌ جدا هذه العقوبة إذا كانت هي ثمن موقفي من إضراب طالب بالعدالة خلال أزمة المقاصة! سخيفة جداً هذه العقوبة إذا كانت ثمناً لصرخة كرامتي و كرامة زملائي الذين لم يطلبوا إلا الحق و بحده الأدنى ( العدالة ). رخيصة جدا هذه العقوبة إذا كانت ثمناً للمطالبة بتعزيز صمود شعب وموظفيه تحت الاحتلال خلال أزمة مالية و وطنية مدمرة!
ليس أبلغ من أن يكون تسلمي كتاب العقوبة في نفس يوم المعلم لتوضيح حال المعلم الفلسطيني الذي يحرم من أبسط حقوقه الأساسية؛ من ممارسة حرية التعبير والعمل النقابي الحقيقي المستقل والمطالبة بالحقوق البديهية.. وفقدانه الدافعية والتعزيز و التقدير والأمان المعيشي و الوظيفي و الظهير النقابي.
أشهد الله و الجميع أنه لم يرف لي جفن ولم ترتجف لي سريرة على نفسي بسبب هذه العقوبة، و لكن حجم الرعب الذي يعتريني على هذا الوطن أصبح مهولاً. أن تصل الأمور بنا إلى هذا الحد، يستلزم وقفة كل منا مع نفسه و صدمها بسؤال : إلى أين نحن ذاهبون!؟
سأقاتل مجدداً و سأخوض معركة رفض العقوبة و لن أسلّم، ليس لأجلي، بل لأجل أن يبقى الأمل موجود على هذه الأرض. لأجل أن يبقى ما يستحق الحياة على هذه الأرض.. لأجل أن لا أكون عبرة لكل من تحدثه نفسه بالمطالبة بحقه كما أراد مصدر القرار.
سأطرق كل ما يجب طرقه ما دمت اعلم انني على حق، و لن أوفر جداراً طالما لي حق وراءه..
في يوم المعلم، لن أنس أن أطير أسمى معاني التقدير و التبجيل لكل زملائي في قطاع التربية و التعليم، و أخص بالذكر كل أصحاب المواقف المشرفة في كل المحطات دون خوف أو وجل في ممارسة حقهم النقابي الشرعي.
دمتم بود ...


