تشير المعلومات المتوفرة حاليا إلى أن حركتي فتح وحماس لم تنجحا، منذ 17 نوفمبر الماضي، وهو تاريخ آخر جلسة مصالحة عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، في رأب الصدع، والتوصل إلى حلول مرضية للطرفين بشأن ملف الانتخابات، من أجل الاستمرار في حوارات المصالحة، خاصة في ظل تمسك كل حركة بموقفها من طريقة إجراء تلك الانتخابات.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر مطلعة أن اتصالات بعد ذلك التاريخ جرت بين قيادات من الحركتين، لكن لم تنجح بعد فشل حوارات القاهرة، في الوصول إلى نقطة في منتصف الطريق، يجمع عليها الطرفان.
وهذا الملف يحمل وجهتي نظر من أجل حله نهائيا، ليكون بادرة إيجابية وقوية تجاه إنهاء قضايا الخلاف الأخرى، الأول طرحته حركة فتح، وسبق وأن حظي بموافقة حركة حماس، ويشمل أن تجرى الانتخابات بشكل متوال تبدأ بالتشريعي ومن ثم الرئاسية والمجلس الوطني في مدة ستة أشهر، فيما الحل الثاني الذي طرحته حركة حماس في حوارات القاهرة يوم 16 من الشهر الماضي، يطالب بأن تعقد الانتخابات بشكل متزامن، رغم أنها وافقت شهر سبتمبر في حوارات مماثلة أجريت في إسطنبول التركية على إجراء الانتخابات متتالية، وأرجعت التراجع في الموقف لعدم ثقتها بأن يجري بعد التشريعية عقد الانتخابات الرئاسية.
وبسبب التباين في وجهات النظر، وإصرار حركة فتح على المضي في ما جرى التوافق عليه سابقا، خاصة في حوارات إسطنبول، ومن قبلها خلال جولة سابقة نهايات العام الماضي لرئيس لجنة الانتخابات المركزية لغزة، حول إجراء الانتخابات بالتوالي، لم يجر الاتفاق حتى اللحظة على عقد لقاء قريب مع قيادة حركة حماس، لاستكمال الجهود الرامية لطي صفحة الانقسام.
ومع استمرار الخلاف، قال اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي قاد وفد حركته في جولات المصالحة الأخيرة، إن الحركة طورت مجموعة من المفاهيم والأسس لإنهاء الانقسام وتحقيق شراكة وطنية من خلال عملية ديموقراطية، وانتخابات بالتمثيل النسبي، مؤكدا التزام الحركة بكل التفاهمات مع حركة حماس سواء في اجتماع إسطنبول أو الأمناء العامين.
وأكد أيضا أن حركة فتح ملتزمة بإنهاء الانقسام، مؤكدا أن حركته “غير مدانة في الخلل الذي حصل بالفترة الماضية”، وقال إن “الإخوة المصريين المكلفين من قبل الجامعة العربية بإنهاء ملف الانقسام توجهوا الى قطاع غزة والتقوا بقيادة حماس هناك”.
ودعا الرجوب حركة حماس لأن تدرك أهمية الوحدة وبناء الشراكة وتجاوز كارثة الانقسام، والذهاب الى مربع الوحدة والشراكة لإعطاء الأمل للشعب الفلسطيني، ومحاصرة أعدائه الذين يستغلون الانقسام لتكريس الاحتلال والعدوان.
من جهته، دعا القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، حركة فتح إلى “تغليب المصلحة الوطنية العليا بالعودة لمربع الحوار الوطني والشراكة وتحقيق المصالحة، ونبذ التنسيق الأمني وتطبيق ما اتفق عليه الكل الوطني وإنهاء اتفاق أوسلو”.
وشدد رضوان على ضرورة التوافق على استراتيجية وطنية على أساس الثوابت والمواجهة الشاملة مع الاحتلال بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
وفي هذا السياق، شددت خمسة فصائل فلسطينية على ضرورة استئناف أعمال الحوار الوطني من خلال الدعوة لاجتماع جديد للأمناء العامين للفصائل، لبحث كافة القضايا المدرجة على جدول أعمال قضيتنا الوطنية.
وهذه الفصائل هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وحركة الجهاد الإسلامي، وطلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وأكدت الفصائل، في بيان لها عقب اجتماع عقدته في العاصمة السورية دمشق، تمسكها بمواصلة الحوار الوطني الشامل، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية على أسس من الشراكة الوطنية.
ودعت لإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني على أساس ومرجعية وثيقة الوفاق الوطني، “والتوافق على استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة للاحتلال وإزالة المستوطنات”.
كما طالبت بالتوافق على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية وإطلاق المقاومة الشعبية بكل الأشكال، نحو انتفاضة شاملة، وعلى طريق التحول إلى عصيان وطني حتى دحر الاحتلال.
وجددت معارضتها العودة إلى “اتفاق أوسلو” بشقيه الأمني والتفاوضي، وتمسكها بقرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية لـ “اتفاق أوسلو”، وسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، وإلغاء بروتوكول باريس الاقتصادي.
ونددت الفصائل الفلسطينية الخمسة بكل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها خطوة النظام في المغرب، وجددت ثقتها بالجماهير العربية في وقوفها الثابت إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة.
من جهته، أشاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران بدعوة الفصائل الخمسة، لاستمرار الحوار وتجديد لقاء الأمناء العامين، وقال إن حماس “تتفق مع كل ما جاء في البيان، وتؤكد موقفها الثابت من الوحدة الوطنية، واستعدادها للاستمرار في الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لاستعادة الوحدة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية على أساس من الشراكة الوطنية بما في ذلك منظمة التحرير وفق المرجعيات الوطنية التي تم التأكيد عليها في اجتماع الأمناء العامين”.