تبدو المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية بينهما، والتي بدأت قبل شهرين، أنها وصلت إلى طريق مسدود، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تنسب سبب عدم حدوث تقدم في المفاوضات إلى "توجه صارم أكثر" من الجانب اللبناني، كما أنها تدعي أن المواقف التي استعرضها الوفد اللبناني شمل تناقضات مع المواقف التي طرحتها بيروت في السنوات الأخيرة، "ويبدو أن الاتفاق ما زال بعيدا"، حسب الصحيفة.
يذكر أن الولايات المتحدة بادرت إلى هذه المفاوضات، التي تجري في مقر الأمم المتحدة في الناقورة، في الجانب اللبناني من الحدود. وعُقدت حتى الآن أرب جولات مفاوضات، امتدت كل واحدة إلى ما بين ثلاث إلى خمس ساعات. ويرأس الوفد اللبناني الجنرال باسم ياسين، فيما يرأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة، أودي أديري. ويشارك في المفاوضات وسطاء أميركيون ومندوبون عن الأمم المتحدة.
ويصف الجانب الإسرائيلي المفاوضات بأنها "عملية ومباشرة"، لكنها "عالقة"، وأن لبنان يتخوف من أي مؤشر لتطبيع علاقات، "ولا يسمحون، حاليا، بحوار غير رسمي خارج طاولة المفاوضات" وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي ما زال يواجه صعوبة في "فك رموز الخط الصارم الذي يطرحه اللبنانيون حاليا". ويعتقد مسؤولون أن لبان ليست معنية بالتوصل إلى اتفاق، وإنما سعت فقط إلى إظهار استعدادها للمفاوضات من أجل عدم الدخول في خصومات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويرى مسؤولون إسرائيليون آخرون أن "اللبنانيين حضروا إلى المفاوضات بتوجه سوق متوسطي، وأحصل على ما يمكن الحصول عليه، وطرح موقف صارم وفي النهاية سنتساوم بشكل ما".
وتابعت الصحيفة أنه "من الجائز أن أسباب طرح مواقف صارمة نابع من الحراك الداخلي في لبنان مقابل حزب الله، الذي اضطر إلى الموافقة على بدء مفاوضات لكنه ليس متحمسا حيالها".
وألغى الأميركيون جولة مفاوضات أخرى بعدما اتضح أن الفجوة بين مواقف الجانبين كبيرة. وقالت الصحيفة إن "التخوف الآن، وعلى خلفية تغير الإدارة في واشنطن، هو أن الاتصالات ستجمد لفترة طويلة واحتمال حل الخلاف سيتراجع بشكل كبير. وفي إسرائيل ما زالوا يقدرون أن الاحتمالات متعادلة، وأن الاتفاق سيخدم الجانبين، لكن احتمالات ذلك الآن تبدو أقل مما كانت عليه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي".