قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، اليوم الأربعاء، إن فشل المشروع الأميركي المسمى بـ"صفقة القرن" بعد أشهر قليلة من طرحه وبداية التحول في الموقف الدولي تجاهه والتعبير المطلق عن رفضه يؤكد نجاح الموقف الفلسطيني في خلق ائتلاف دولي لإفشاله.
وأضاف في لقاء مع الصحفيين عقد في مقر قاعة الكلية الأهلية بمدينة رام الله، إن هذا اللقاء هو لقاء سنوي تعقده اللجنة التنفيذية للمنظمة، لكنه يعقد هذا العام في ظل غياب أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات.
وتابع "استطعنا كفلسطينيين أن ننشئ ائتلافا دوليا عريضا لرفض المشروع الأميركي القائم على ضم الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات، وأستطيع أن أقول أن الراحل صائب لعب دورا مركزيا وبذل جهدا كبيرا مع كل الأطراف الدولية الصديقة، من أجل بلورة هذا الموقف الدولي، الذي شكل الحامل لموقفنا".
وأوضح مجدلاني أن أبرز محطتين في الموقف الفلسطيني الرافض لـ"صفقة القرن" كانتا في 19 أيار الماضي حيث أعلن الرئيس محمود عباس التحلل من اتفاقيات المرحلة الانتقالية والتفاهمات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، بعد يومين فقط من حصول الحكومة الإسرائيلية على ثقة "الكنيست" بناء على برنامجها العنصري القائم على الضم.
وأضاف أن "هذا الموقف ترتب عليه التزامات وإجراءات من القيادة منها وقف العلاقات واستلام المقاصة، وكان واضحا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا مباشرة لوقف أو منع المساعدات المقدمة لفلسطين.
وأضاف أن "المحطة الأخرى المهمة هي اجتماع الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني في الثالث من أيلول الماضي، وعبر عن وحدة الموقف السياسي الفلسطيني وخرج بنتائج أولها التأكيد على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والمصالحة عبر إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على التوالي، ولأول مرة ربط موضوع إنهاء الانقسام بالشراكة الوطنية من خلال اعتبار أن انتخابات المجلس التشريعي تشكل الحلقة الأولى من انتخابات المجلس الوطني كمدخل للشراكة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والأمر الآخر هو تشكيل قيادة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية، والأمر الثالث هو مقاومة ومجابهة التطبيع الذي كان واضحا أن بعض البلدان العربية قد استجابت له نتيجة الابتزاز والضغوط الأميركية للذهاب بعيدا في التطبيع دون الاحترام لقرارات القمم العربية والاجتماع العربي ومبادرة السلام العربية في آن معا.
وأضاف أن هذا العام شهد تزامن الأزمة السياسية مع أزمة كورونا والتداعيات التي نتجت عنها اقتصاديا واجتماعيا ولا نزال نمر بها.
وقال مجدلاني إن الولايات المتحدة نجحت في تغيير أولويات الشرق الأوسط، حيث أصبحت إسرائيل حليفا محتملا، وذلك في إطار سعيها لاستبدال القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب بأولويات أخرى.
وأضاف أن العام الجاري شهد ارتفاعا في الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية، لفرض وقائع على الأرض تعيق أي استئناف لعملية سياسية وتبطل أي إمكانية لحل دولي.
واستطرد أن الاعتداءات الإسرائيلية نجم عنها ارتقاء 30 شهيدا وإصابة 909 مواطنين، وهدم 700 منزل وتشريد سكانها، كما تزايدت اعتداءات المستوطنين، وآخرها الاعتداء على كنيسة الجثمانية في القدس، حيث وصل عدد الاعتداءات إلى 224 اعتداء، في حين تجاوز عدد المعتقلين 4 آلاف معتقل في سجون الاحتلال.
وبين أن إدارة ترمب استهدفت الأونروا وأوقفت المساعدات عنها، وأعادت تعريف اللاجئ الفلسطيني ومارست ضغوطا شديدة لوقف المساعدات عنها ما انعكس على تقديمها للخدمات في أقاليم عملها الخمسة.