دعا وكيل وزارة الصحة الفلسطينية د. يوسف أبو الريش، إلى ضرورة انهاء الحصار على قطاع غزة، في ظل ما يشهده القطاع من انتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أن القطاع يعد أكثر الأماكن السكنية ازدحاماً في العالم وأن وزارته تقاوم الفيروس في ظل إجراءات غاية في التعقيد ناجمة عن الحصار.
وقال د. أبو الريش خلال تجوله مع سفراء الاتحاد الأوروبي في مستشفى غزة الأوروبي " اليوم أتحدث إليكم نيابة عن زملائي الذين يعملون في ظل ظروف صعبة تأتي في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأدوية والمواد الاستهلاكية وقطع الغيار ومستلزمات الصيانة أثناء عدم استلامهم لرواتبهم"، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي " العالم كله يواجه كورونا بينما غزة عليها أن تواجه الفقر والحصار و كورونا معاً".
وبين د. أبو الريش الآثار التي تركها الحصار على قطاع غزة من ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 60٪ ، ومعدل بطالة تجاوز 50٪ ، وفقر الدم لدى الأطفال والحوامل 59٪ ، والغالبية العظمى من السكان ليس لديهم مياه صالحة للاستخدام الآدمي".
وأشار د. أبو الريش إلى أن وزارته بأمس الحاجة إلى مولدات الأكسجين ومرافق العناية المركزة مثل أجهزة التنفس الصناعي والأسرة والشاشات والأدوية والمواد الاستهلاكية ومضخات التسريب لتلبية الحالات المتزايدة كل يوم.
وأضاف د. أبو الريش "قبل يومين ، نفذت اختبارات فحوصات كوفيد19 بسبب نقص الموارد المخبرية"، وتداركت منظمة الصحة العالمية الأمر وأرسلت إلينا 19 ألف مسحة وهذه الكمية لا تكفي سوى لأيام محدودة.
كما أشار د. أبو الريش إلى ارتفاع الاصابات بكورونا بشكل كبير في قطاع غزة قائلاً "قفز العدد الإجمالي لحالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 المكتشفة في غزة إلى أكثر من 26231 حالة، وبلغ عدد المرضى الذين فقدوا حياتهم نتيجة الفيروس إلى 162".
وحول الظروف في مستشفى غزة الأوروبي، قال د. أبو الريش " في هذا المستشفى لدينا 263 مريضًا والأعداد تتزايد بسرعة كل يوم في ظل قدرة محدودة للغاية في مستشفياتنا".
ولفت د. أبو الريش إلى أنه على الرغم من كل هذه التعقيدات المجتمعية إلًا أن وزارته دافعت عن شعبها من خلال سلسلة إجراءات تمثلت بالحجر الصحي الإلزامي لجميع العائدين إلى غزة ونجحت في تأخير دخول كورونا حتى أغسطس 2020.
وأضاف "نحن من خلال الفرق الصحية نحاول السيطرة على جائحة الكورونا حيث نعمل على مدار الساعة ولكن هذا لن يكون كافيا بدون دعمكم"
إلى ذلك، أشار الوفد الأوروبي إلى أنهم قدموا لقطاع غزة ليطلعوا عن كثب حول ما آلت إليه الظروف الصحية في القطاع نتيجة لجائحة كورونا، مشيرين إلى أنهم سيعملون على إيصال صورة الأوضاع والظروف في القطاع غزة ونقلها إلى دولهم والعمل قدر الإمكان على مساعدة الشعب الفلسطيني في القطاع.
وشاهد الوفد عبر بث حي نقل من داخل أقسام مستشفى غزة الأوروبي ومن مقر العناية المكثفة، الجهود المبذولة من الكوادر الطبية في معالجة مرضى كورونا في قطاع غزة وما تتعرض له من ضغوطات هائلة في ضوء زيادة الحالات ونقص التجهيزات.
كما شملت جولة سفراء الاتحاد الأوروبي في مستشفى غزة الأوروبي، زيارة لمحطات الأكسجين المستخدم في علاج مرضى كورونا.