القصة الكاملة للجاسوس اليهودي بولارد الذي خانته إسرائيل 5 مرات

الأحد 22 نوفمبر 2020 02:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
القصة الكاملة للجاسوس اليهودي بولارد الذي خانته إسرائيل 5 مرات



القدس المحتلة / سما /

اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها الاستخبارية خانت جاسوسها اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد خمس مرات قبل أن يُفرج عنه تماما خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعد 35 عامًا من اعتقاله في واشنطن. 

وأضافت الصحيفة، أن بسبب هذا الإهمال الذي يمكن وصفه بالخيانة، حُكم على بولارد بالسجن المؤبد بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل"، وقضى 30 عامًا في السجن وخمس سنوات أخرى في ظل قيود شديدة أجبرته على البقاء في منطقة معينة من نيويورك، بما يشمل الاحتجاز الليلي والمراقبة المستمرة.

وبحسب الصحيفة، تمثلت الخيانة الأولى بقرار رئيس مكتب العلاقات الاستخباراتية، شرفي ايتان، بتشغيله، ثم خيانته لاحقًا من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي كذبت على الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريغان، زاعمة أن عملية تجنيد بولارد  كانت خارج نطاق السيطرة أو المركزية.

وترى الصحيفة أن المرة الرابعة التي خانت فيها "إسرائيل" جاسوسها عندما وافقت على التعاون مع الإدارة الأمريكية في ملف بولارد، لكنها لم تشترط تخفيف عقوبته، أما المرة الأخيرة فكانت عندما وافقت "إسرائيل" على التعاون وإعادة جميع الوثائق السرية التي نقلها بولارد وحينها حاولت القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية خداع الأنظمة القانونية والاستخباراتية الأمريكية، وهو ما فاقم الغضب الأمريكي وانعكس ذلك على الجاسوس المعتقل.

ولد جوناثان بولارد في عام 1954 لعائلة يهودية مؤيدة لإسرائيل في جالفستون بولاية تكساس، وانتقل لاحقًا مع عائلته إلى ساوث بيند، في ولاية إنديانا، بسبب عمل والده موريس، كأستاذ علم الأحياء الدقيقة. في عام 1977 تقدم بولارد بطلب للعمل في وكالة المخابرات المركزية (CIA)، لكن جهاز كشف الكذب وجد أنه غير موثوق به، وتم رفضه. 

لكن وبشكل مفاجئ، نظرًا لغياب التنسيق بين الهيئات التي كانت تشكل مجتمع المخابرات الأمريكية، تم فرزه لمنصب في مركز الاستعداد لمكافحة الإرهاب التابع للبحرية الأمريكية، ونتيجة لفشل آخر من قبل المخابرات الأمريكية، تمكن بولارد من الوصول إلى جميع المواد السرية للغاية التي تحتفظ بها 16 وكالة استخباراتية أمريكية. 

في ربيع عام 1984، عقد بولارد اجتماعا غير مخطط له في نيويورك لكنه غير حياته للأبد، حيث التقى برجل أعمال يهودي في ظروف اجتماعية، وأخبره الأخير عن عسكري إسرائيلي بارز شارك في الهجوم على المفاعل النووي في العراق، وقد التقى بولارد بالعسكري الإسرائيلي وأعرب له عن انزعاجه لعدم مشاركة الولايات المتحدة كافة التفاصيل الاستخباراتية التي بحوزتها مع "إسرائيل".

وتقرر في "إسرائيل" تجنيد بولارد لكن ليس من خلال جهاز الموساد المسؤول عن تجنيد الجواسيس في الخارج، وإنما من خلال LKM وهي وحدة سرية كانت تعمل في وزارة جيش الاحتلال تأسست عام 1957 وكان دورها تأمين المعلومات وتزويد المفاعل النووي في ديمونة بمعدات سرية، ثم أصبحت فيما بعد هيئة استخباراتية تجمع المعلومات التكنولوجية والعلمية لمجتمع المخابرات الإسرائيلي بأكمله وصناعاته الدفاعية. 

وتتعلق الوثائق التي قدمها الجاسوس اليهودي ببرامج الأسلحة الكيماوية السورية، وجهود العراق لإحياء برنامجها النووي، وشحنات الأسلحة السوفيتية في الشرق الأوسط وكل برقية أو تقييم استخباراتي أمريكي تعامل مع الشرق الأوسط، ولم تكن هناك أقمار صناعية خاصة بالاستخبارات الإسرائيلية في حينه، وقد استخدمت الصور التي قدمها بولارد في هجوم عام 1985 على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.

وفي المرحلة الأخيرة قبل اعتقاله من قبل السلطات الأمريكية، كان بولارد يعيش في حالة من الرعب والخوف بعد إدراكه أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يتابع مكالماته وتحركاته، وقد لجأ إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن للاختباء فيها، لكن بعد فترة من وجوده هناك، قامت السفارة بطرده واعتقل لاحقا.