تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن جانب من أول زيارة أجراها للسعودية، بعد دخوله البيت الأبيض، وقال إنها المرة الأولى التي يزور فيها الرياض.
وأوضح أوباما في كتابه الأرض الموعودة: "وصلت إلى الرياض حيث كان من المقرر أن ألتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، وأقوى زعيم في العالم العربي. لم تطأ قدماي المملكة من قبل، وفي حفل الترحيب الفخم بالمطار، أول ما لاحظته كان الغياب التام للنساء أو الأطفال على المدرج أو صالات المطار، فقط صفوف من الرجال ذوي الشوارب السوداء بالزي العسكري أو الثوب والغترة".
وأضاف: "كنت أتوقع الكثير من ذلك بالطبع، فهذه هي الطريقة التي تتم بها الأشياء في الخليج. ولكن كنت لا أزال مندهشا من مدى القمع والحزن الذي يشعر به هذا المكان المنفصل، كما لو أنني دخلت فجأة عالما تلاشت فيه كل الألوان".
وأشار أوباما إلى أنه انتقل مع فريقه للإقامة في مزرعة الملك عبدالله خارج الرياض، لكنه تحفظ على تسميتها مزرعة بعدما شاهدها، وقال: "مع أراضيها الشاسعة والفيلات المتعددة المزودة بالثريات الكريستالية والمفروشات الناعمة والأدوات الصحية المطلية بالذهب، بدا مجمع الملك عبدالله أكثر شبها بفندق فورسيزونز وكأنه سقط في وسط الصحراء".
وأضاف: "الملك نفسه رحب بي بحرارة عند مدخل ما بدا أنه مقر الإقامة الرئيسي في المجمع. كان الملك في حالة مزاجية جيدة في ذلك اليوم، وقام السفير السعودي في واشنطن آنذاك عادل الجبير بدور المترجم، واستذكر الملك باعتزاز لقاء عام 1945 بين والده وروزفلت على متن السفينة يو إس إس كوينسي، وأكد التقدير الكبير للتحالف بين الولايات المتحدة والسعودية، ووصف شعوره بالرضا عند رؤيتي رئيسا منتخبا".
وتابع أوباما بالقول: "وافق الملك على فكرة خطابي المرتقب في القاهرة، مؤكدا أن الإسلام دين سلام ومشيرا إلى العمل الذي قام به شخصيا لتعزيز الحوار بين الأديان. وأكد لي أيضا أن المملكة ستنسق مع مستشاريّ الاقتصاديين للتأكد من أن أسعار النفط لن تعرقل التعافي من الأزمة المالية العالمية".
وأوضح أوباما أن التوافق لم يكن موجودا في بعض الملفات، وقال: "لم يقدم الملك التزاما وكان حذرا من الجدل المحتمل عندما تعلق الأمر باثنين من طلباتي المحددة، وهما أن تدرس المملكة وأعضاء آخرون في جامعة الدول العربية اتخاذ بادرة نحو إسرائيل، قد تساعد في إطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيين، وأن تناقش فرقنا إمكانية نقل بعض السجناء من غوانتانامو إلى مراكز إعادة التأهيل السعودية".
وأضاف أوباما: "خفت حدة الحديث خلال مأدبة الظهيرة التي أقامها الملك لوفدنا. لقد كانت فخمة جدا، كأنها من قصص الخيال؛ طاولة طولها 50 قدما (15.24 مترا) مليئة بالحملان الكاملة المشوية، وأكوام من الأرز بالزعفران وكل أنواع الأطباق التقليدية والغربية. من بين 60 شخصا، كانت مديرة جدولي أليسا ماستروموناكو وكبيرة المستشارين فاليري غاريت، اثنتين من ثلاث نساء فقط حاضرات".
وقال: "بدت أليسا مبتهجة بما يكفي وهي تتحدث مع المسؤولين السعوديين عبر الطاولة، رغم أنه كان لديها بعض المشاكل على ما يبدو في الحفاظ على الحجاب الذي كانت ترتديه من السقوط في وعاء الحساء".
وتطرق أوباما إلى حديث أسري جمعه بالملك عبدالله، وقال: "سألني الملك عن عائلتي، وشرحت كيف تتأقلم ميشيل والفتاتين على الحياة في البيت الأبيض. وأوضح لي أنه كان لديه 12 زوجة، لسن سويا في الوقت نفسه. وتقول تقارير إخبارية؛ إن عدد الزوجات يقترب من 30 زوجة والأبناء 40 وعشرات الأحفاد".
وقلت له: "آمل ألا تمانع في أن أسألك، جلالة الملك، كيف يمكنك مجاراة 12 زوجة؟ فقال وهو يهز رأسه بضجر: بشكل سيئ للغاية، واحدة منهن دائما غيورة من الآخرين. إنه وضع أكثر تعقيدا من سياسات الشرق الأوسط".
وبعد مأدبة الغداء، قال أوباما: "انتقلت إلى الفيلا التي أقيم بها للعمل مع بن رودس ودينيس روس (مستشاريه) لمناقشة التعديلات الأخيرة على خطاب القاهرة، وقبل أن نبدأ العمل، لاحظنا حقيبة سفر كبيرة على رف الموقد، فتحتها ورفعت الجزء العلوي، من جانب كان هناك مشهد صحراوي كبير على قاعدة رخامية عليها تماثيل ذهبية صغيرة، وكذلك ساعة زجاجية تعمل بالتغيرات في درجة الحرارة".
وتابع: "وعلى الجانب الآخر، في علبة مخملية، كان هناك عقد بطول نصف سلسلة دراجة، مرصع بالياقوت والماس، ويبدو أن قيمته تبلع مئات الآلاف من الدولارات، إلى جانب خاتم وأقراط متطابقة. نظرت إلى بن ودينيس، فقال دينيس: شيء صغير للسيدة. وأوضح أن أعضاء آخرين من الوفد وجدوا صناديق فيها ساعات باهظة الثمن تنتظرهم في غرفهم".
وأضاف أوباما: "على ما يبدو، لم يخبر أحد السعوديين عن قوانيننا التي تحظر الهدايا. رفعت الجواهر الثقيلة، وتساءلت كم مرة كانت مثل هذه الهدايا تترك بتكتم لقادة آخرين خلال الزيارات الرسمية للمملكة، قادة ليس لدى دولهم قواعد ضد أخذ الهدايا".
وتابع بالقول: "فكرت مرة أخرى في القراصنة الصوماليين الذين أمرت بقتلهم، جميعهم مسلمون، والعديد من الشباب مثلهم عبر الحدود المجاورة في اليمن والعراق ومصر والأردن وأفغانستان وباكستان، أرباحهم طوال أعمارهم ربما لن تقترب أبدا من ثمن تلك القلادة في يدي.. إذا أصبح 1% فقط من هؤلاء الشباب متطرفا فسيكون هناك جيش من نصف مليون شخص مستعدين للموت من أجل المجد الأبدي، أو ربما من أجل مذاق شيء أفضل. وضعت القلادة وأغلقت العلبة وقلت: حسنا، دعونا نعمل".