أطلقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم الاثنين، بمدينة البيرة، كتاب بعنوان "للسجن مذاق آخر"، للأسير أسامة الأشقر.
وقد جاء الكتاب في 175 صفحة موزعة على فصلين، يتحدث الفصل الأول منها عن واقع الاعتقال وظروف الحياة الاعتقالية، أما الفصل الثاني فيتحدث عن حروب الظل، وكيف تقوم إدارات الاحتلال بحروب في الخفاء لتفكيك التماسك المجتمعي والتنظيمي لإحداث اختراق في بنية المجتمع الفلسطيني وتطويعه لسياسات الاحتلال وكيف تم اكتشاف هذه السياسات ومواجهتها.
والأسير أسامة الأشقر اعتقل بتاريخ 14/11/2002 في كمين نصبه جنود الاحتلال له في ضاحية شويكة بطولكرم، بعد مطاردة استمرت عامين، وتم إثر ذلك إخضاعه لتحقيق لأكثر من 3 أشهر، وقد حكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد 8 مرات و50 عاما، بتهمة مواجهة المحتل.
وفي نهاية الاحتفال تم عقد قران الأسير أسامة الأشقر على منار خلاوي.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول إننا نضيف اليوم إضافة جديدة على أدب السجون بهذا الكتاب الذي اختار له عنوانا فريدا، وهو مذاق القوة والإرادة والعزيمة، بعيدا عن الألم واليأس والظلم، موضحًا أن قضية الأسرى على سلم أولويات القيادة، ولهم مكانة خاصة في أذهان وعقول كل الشعب الفلسطيني.
بدورها، وجهت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، التحية للأسرى داخل سجون الاحتلال.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن الاحتلال أراد من هذه السجون أن تكون مقابر للأحياء، ولكن الأسرى جعلوها معاهد وجامعات خرجت آلاف من الكوادر، لافتا الى أن سنوات السجن الطويلة التي أمضاها الأسير الأشقر لم يكن كما تمناها السجان، من وظلم ويأس واحباط، إنما استطاع تحدي السجن بإرادة وقوة، حيث نشر العديد من المقالات.
وأشار الى أن هذا الكتاب يعد مساهمة قيمة لتوعية الشباب، وليرى العالم حقيقة هذا المحتل.
من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب مراد السوداني، أنه ورغم الأحكام الجائرة للأسير الأشقر، الا أنها لم تنل من عزيمته، فهو يصر على الحياة والفرح، مشيرًا الى أن إطلاق الاتحاد العام باكورة اسامة لهو انحياز لمدونة الأسرى.
ومنح السوداني الأسير الأشقر عضوية الاتحاد، تأكيدًا على دوره وفعله بما يعزز صمود الأسرى وعزيمتهم. فيما منحه نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر عضوية في النقابة.
إلى ذلك، قال مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة عبد السلام العطاري، إن أدب الحركة الأسيرة هو من أولويات واهتمامات الوزارة، لافتا الى أن أسامة ومنار سجلا ملحمة ثقافية ابداعية من خلال تواصلهما مع العالم، ومع الكتاب والأدباء الفلسطينيين.
وقال الأسير أسامة الأشقر في كلمة مسجلة له: إن هذه المناسبة هي أكبر دليل على قوة وارادة الشعب الفلسطيني، بالرغم من كل الظروف والتحديات والصعوبات التي يعاني منها الأسير، مشيرا الى أن الأسرى لن يستكينوا للسجان وظلمه، وسنرفع راية النضال في كل الميادين، وأننا أصحاب حق وأن الاحتلال ظالم مستبد.
وأكد الأشقر أن الأسرى قادرون رغم السجن والمعاناة على خلق المعجزات والانبعاث من جديد.
فيما قالت منار خلاوي زوجة الأسير الأشقر إننا نحتفل اليوم رغما عن انف السجان الذي يريد للأسير المعاناة واليأس، مؤكدة أن الأسير الأشقر يتمتع بروح معنوية عالية وبقوة إرادة كبيرة.
وخلال الحفل منحت جامعة القدس المفتوحة الأسير أسامة الأشقر درجة البكالوريوس في تخصص "تعليم الاجتماعيات" من كلية العلوم التربوية فيها، بعد اجتيازه متطلبات التخرج ضمن برنامج التعليم للأسرى داخل سجون الاحتلال، الذي تنفذه بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.
ومنح رئيس الجامعة يونس عمرو، عائلة الأسير شهادة ابنها، ليصبح أحد خريجي الجامعة للفوج الثاني من الأسرى داخل السجون البالغ عددهم (246) خريجاً.
وقال عمرو "إن البرنامج جاء ضمن حرص الجامعة على توفير التعليم العالي للأسرى داخل السجون كما وفرته خارجها للأسرى المحررين على مدار سنوات عديدة، وضمن معايير وأسس أكاديمية تضمن جودة مخرجات هذا البرنامج. وأنها ستواصل تقديم كل ما تملكه لخدمة الأسرى وقضيتهم ليكونوا قادرين على مساعدة مجتمعهم على التحرر والاستقلال".