الرئيس التونسي الأسبق يصف الجامعة العربية بـ "الجيفة التي تطلق روائح كريهة"

الجمعة 06 نوفمبر 2020 10:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس التونسي الأسبق يصف الجامعة العربية بـ "الجيفة التي تطلق روائح كريهة"



سما /وكالات/

قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، إن جامعة الدول العربية انتهت منذ زمن بعيد، وتأكدت نهايتها بعد عدم رفضها للتطبيع مع الاحتلال "الإسرائيلي".  

وأكد المرزوقي في حوار مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن "مشاعر الفلسطينيين تجاه الدول العربية وشعوبها نتفهمها، ونتفهم مشاعر العتاب الصادرة منهم بسبب تقصيرنا"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين تركوا في وضع لم يمر عليهم في تاريخ القضية الأم للعرب.  

وأضاف: "لم تعرف القضية الفلسطينية وضعاً أصعب من الوضع الذي عليه، وعلينا التفريق بين الحكام العرب وموقف الشعوب"، مشدداً أن الشعوب العربية المغاربية لم يتغير على موقفها أي شيء منذ أكثر من 90 عاماً والقضية الفلسطينية لهم هي القضية الأم".  

انهيار دول

وحول الدول العربية ووضعها الراهن، أوضح المرزوقي في حديثه أن جزءاً من الدول العربية بصدد الانهيار، وجزءًا آخر دخل التبعية المباشرة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الأنظمة، وأن أغلبية الأنظمة العربية في حالة تفكك.  

وذكر أن حكام الدول العربية تخلت عن القضايا الخاصة بشعوبها، متسائلاً: "فما بالكم عندما تتخلى عن القضية الفلسطينية".  

وندد المرزوقي بالموقف العربي الرسمي المهرول نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الشعوب  في نفس الخندق مع الشعب الفلسطيني، وأن "المعركة واحدة والمشاعر تجاه فلسطين لن تتغير رغم التقصير".  

وفيما يتعلق بالموقف الراهن لجامعة الدول العربية، قال المرزوقي: "الجامعة انتهت منذ سنوات، وكل العرب يعرفون ذلك، وأنهم يدارون من خلال وزارة الخارجية المصرية ومن قديم الزمان"، مؤكداً أنه "أصبح واضحاً انتهاء الجامعة بالنسبة لكثير من العرب".  

وقال: "جامعة الدول العربية انتهت، وإكرام الميت دفنه"، معتقداً أنها دفنت عندما رفضت الدول المحترمة استلام رئاستها مؤخراً".  

واستذكر الرئيس المرزوقي خلال رئاسته لتونس، أنه حضر 3 قمم للجامعة العربية عقدوا في الكويت والدوحة والرياض، وأنه ذكّر في كل واحدة منها أن النظام العربي الذي بنيت عليه الدول العربي انتهى، وأن عليهم التفكير في نظام جديد يحمي الشعوب؛ إلا أنهم تربصوا به وبالرئيس المصري محمد مرسي. وفق حديثه.  

وقال: "كنت أعرض على الدول العربية صيغة جديدة لتنظيم الفضاء العربي، وكنت أرمي البذرة، وعلى الشباب العربي أن يعمل على الفكرة الحرة والديمقراطية في المستقبل".  

وأضاف: "الجيفة التي اسمها جامعة الدول العربية تطلق روائح كريهة، وهي لا تدين التطبيع، وأعتبرها ميتة، والبدائل ستبقى في العقول والقلوب قبل أن ترى النور بعد سنوات".  

التطبيع مع الاحتلال  

وحول الأنظمة العربي التي طبعت مع الاحتلال، قال: "كل نظام سياسي يستمد شرعيته من نجاحات اقتصادية أو نجاحات تاريخية  أو دعم خارجي، ومن ذهب للتطبيع مع الاحتلال يعلم أنه لا شرعية تاريخية له، ولا يمتلك شرعية سياسية ديمقراطية".  

وأضاف: "من هرول للتطبيع يعلم أن ضريبة بقائه في الحكم، هو الارتماء في الأحضان الأجنبية الإسرائيلية والأمريكية، مثل موقف الإمارات التي خشيت وخافت على حكمها من استمرار الثورات العربية أن تمتد إليها". وفق قوله.  

وذكر أن القضية الفلسطينية تعد ورقة يبحث من خلالها حكام أمريكا لكسب الربح من خلالها في الانتخابات الجارية فيها.  

وقال: "من يزعم أن ما يجري من خلال التطبيع بأنه السلام الحقيقي مع الاحتلال الإسرائيلي فهذا وهم، والتطبيع هو استسلام وليس سلاماً عادلاً يقوم على الحقوق الفلسطينية العادلة التي يسلبها الاحتلال".  

رسالة إلى أهل القدس  

ووجه الرئيس التونسي، رسالة إلى أهل فلسطين وأهالي القدس المحتلة والمرابطين والمرابطات خاصة، قائلا: "نحن مقصرون .. مقصرون في حق القضية الفلسطينية والمرابطات والمرابطين في القدس، ونفخر ونعتز بهم، وهم الطليعة التي تدافع عن القيم والمقدسات".  

وأضاف: "أريد ألا يكرهنا الفلسطينيون، لا أريد أن يلومونا، ولابد أن يعلموا أننا في أصعب الظروف، ولينظروا إلى الشعب السوري والليبي واليمني والمصري والشعوب العربية الأخرى".  

عملية ابتزاز

وأكد أن الدول التي طبعت مع الاحتلال الإسرائيلي شعوبها رافضة لذلك، وهي تتعرض "لأحقر عملية ابتزاز"، قائلاً بشكل خاص: "الشعب السوداني رافض التطبيع، ويتعرض لأحقر عملية ابتزاز، وإذا كان في شيء يظهر خساسة التطبيع هي الطريقة التي تعاملت به السودان ليوافق على التطبيع".  

وأضاف: "أرادوا استغلال الضعف السوداني من أجل الاعتراف ب"إسرائيل".. هذه طريقة مقززة وقذرة، ولا أخلاقية".  

وأكد أن من يطبع ليس الشعب السوداني ولا أي شعب عربي حر، ومن يطبع مع الاحتلال فهم لن يجنوا شيئاً، ويشترون وهماً، والسلام الحقيقي هو إرجاع الحقوق لأهلها.  

التطبيع ودول المغرب

وحول وجود تخوف فلسطيني من أن يتسلل التطبيع إلى دول المغرب العربي، أكد المرزوقي لـ"المركز" أن لديه شبه قناعة أن ذلك لن يحدث، قائلاً: "ما حدث في السودان وفي بلدان الخليج يختلف عن الوضع لدى الشعوب المغاربية".  

وأضاف: "وضعنا الاقتصادي والاجتماعي من حسن الحظ لا يقارن في السودان ولا يمكن أن يبتزنا أحد، والرأي العام قوي جداً، ولدينا دولاً ديمقراطية وشبه ديمقراطية، ولن يجسر أي حاكم على هذا الرأي العام القوي الذي هو خلف القضية الفلسطينية".  

ورأى المرزوقي أن صفقة القرن الأمريكية لن تكتمل، رغم أنهم صرفوا مليارات الدولارات من أجل الوهم.  

رسالة إلى غزة والضفة

ووجه الرئيس السابق، رسالة إلى أهالي قطاع غزة، بأنهم شرف الأمة الذين لم يستسلموا، ولن يكون لديهم أي استسلام للاحتلال الإسرائيلي. 

وتمنى المرزوقي، أن يتحقق حلمه وأمنيته بزيارة إلى قطاع غزة، مستذكراً محاولته السابقة من زيارته عبر أسطول الحرية، وعندما كان رئيساً لتونس، لكنه أرسل حينها وزير الخارجية التونسي.  

ورأى أن الشعب الفلسطيني يقف سدًّا منيعاً أمام أقوى قوة بشرية عاتية تقف مع السارق للأرض الفلسطينية، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يحفر بأظافره قبر دولته بتنفيذه لمخططات الاستيطان والضم في الضفة الغربية.  

وقال للفلسطينيين: "لا خيار لكم سوى خيار المواجهة والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي، لأن العرب غرقى، ولا يوجد دولة عربية وضعها طبيعي".  

الوصاية الأردنية

وحول الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، ومحاولة دولٍ سحب البساط من تحتها، أوضح المرزوقي أنه "ليس من السهولة بمكان أن يتخلى الأردن عن وصايته على "الأقصى" لأن ذلك يمثل له سلطة معنوية كبيرة، وليس من السهل أن يفرط بها".  

وذكر أن الأردن ربما تقاوم هذه الفكرة، ولا تفكر في تنفيذها، قائلاً: "عملية السلام مع الأردن ومصر، لم تؤدِّ إلى السلام الحقيقي".  

وقال: "من سيحاول نزع هذه الورقة من الأردن سيواجه بمقاومة ترفض الفكرة وتنفيذها".  

وعبر المرزوقي عن أسفه لما يعيشه الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم الثاني بعد المائة، مؤكداً أن الأسرى هم فخر القضية الفلسطينية.