قال كبير مستشاري السياسة الخارجية لجو بايدن، إنه في حين أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة في الشرق الأوسط التي توسطت فيها إدارة ترامب هي تطور مرحب بها، فإن صفقة البيع الأمريكية لطائرات F-35 الحربية إلى الإمارات العربية المتحدة التي تلت ذلك تترك الانطباع بأن اتفاق السلام بين أبو ظبي واسرائيل كان نوعا من “المقايضة”.
في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أعرب طوني بلينكن عن عدم ارتياحه لـ"الالتزام الواضح" الذي قطعته إدارة ترامب للإمارات ببيع الدولة الخليجية الطائرة المقاتلة الأمريكية الأكثر تقدما خلال مفاوضات التطبيع مع إسرائيل التي أجريت خلال الصيف.
وقد نفت إسرائيل بشدة أن يكون بيع طائرات F-35 جزءا من المحادثات، لكن مسؤولي البيت الأبيض أقروا بأن الإمارات وضعت نفسها في وضعية أفضل للحصول على الطائرات المقاتلة بعد أن قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في الشهر الماضي.
وقال بلينكن، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لبايدن، ونائب مستشار الأمن القومي للرئيس ونائب وزير الخارجية خلال عهد إدارة أوباما، إن “إدارة أوباما-بايدن أتاحت تلك الطائرات لإسرائيل، ولإسرائيل فقط في المنطقة”.
وقال أنه من أجل الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل كما يتطلب القانون الأمريكي الحالي، يتعين على إدارة بايدن "إلقاء نظرة فاحصة" على صفقة بيع الطائرات، والتي أبلغ البيت الأبيض الكونغرس بها الأسبوع الماضي.
وقال بلينكن عن اتفاق التطبيع: "سواء كان الاتفاق مقايضة أما لا، فهو يبدو كذلك".
لكن بلينكن، الذي يشغل حاليا منصب مستشار رسمي لحملة بايدن الانتخابية، أشاد بإدارة ترامب لنجاحها في الدفع بالإمارات والبحرين والسودان إلى فتح علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، وقال إن “الرمزية مهمة وبعض الأمور العملية الإضافية التي تنبع من هذه الاتفاقيات مهمة، بما في ذلك العلاقات بين الشعوب، والمزيد من التجارة والاستثمار، وما إلى ذلك”.
وأضاف: "كمبدأ أساسي، فإن تشجيع الدول العربية على الاعتراف بإسرائيل، والتطبيع معها هو أمر دعمناه خلال إدارة أوباما وبايدن وسندعمه في إدارة بايدن وهاريس".
وأعرب بلينكن عن أمله في أنه مع قيام المزيد من الدول بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ستشعر الأخيرة بمزيد من الأمن ورغبة أكبر في الدفع بعملية السلام مع الفلسطينيين قدما أيضا. وركز بلينكن على ربط المسألتين معا “لأن تجاهل الصراع الإسرائيلي-الفلسطينيي لن يجعل الأمر يختفي أكثر من اختفاء كوفيد-19 ’بأعجوبة’”، على حد تعبيره، في انتقاد ضمني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي توقع في شهر فبراير اختفاء الفيروس.
بينما امتنع عن الخوض في التفاصيل، أكد مساعد بايدن أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني سيكون "السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وأيضا للوفاء بحق الفلسطينيين في دولتهم الخاصة بهم".
“ومع ذلك، هذا ليس عام 2009 ولا 2014. إن الطرفين بعيدان كل البعد عن المكان الذي يكونان فيه على استعداد للانخراط في مفاوضات أو في محادثات الوضع النهائي”.
وأيضا، توقع أن تتخذ إدارة بادين بداية موقفا يتبع نهج “لا ضرر ولا ضرار” من خلال ضمان “عدم اتخاذ أي طرف المزيد من الخطوات الأحادية التي تجعل من احتمال حل الدولتين أكثر بعدا أو القضاء عليه بالكامل”.
وتكهن بعض المحللين بأن إدارة بايدن ستتخذ موقفا أكثر ليونة تجاه إسرائيل من الرئيس السابق أوباما، الذي كثيرا ما دخل في مواجهات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا سيما حول قضية التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. بينما اتخذ أوباما في النهاية قرارا بالامتناع عن التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2016 الذي يدين المستوطنات، مما أدى إلى إقراره، قال مسؤولون سابقون في الإدارة لتايمز أوف إسرائيل إن بايدن اختلف مع رئيسه بشأن القرار.
ومع ذلك، فقد أدلى بايدن بتصريحات في الأشهر الأخيرة كرر فيها معارضته طويلة الأمد للمستوطنات وأشاد بقرار نتنياهو تعليق خطط ضم الضفة الغربية.
وامتنع بلينكن عن إجراء مقارنات بين بايدن وأوباما، لكنه أكد على أن المرشح الديمقراطي للرئاسة “أظهر بالقول والفعل أيضا التزاما لا يتزعزع بأمن إسرائيل”.
ومضى في الاستشهاد بالضغط الذي قام به نائب الرئيس السابق في الكونغرس من أجل تمويل “القبة الحديدية” خلال “حرب غزة” في عام 2014 ومشاركته في التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار لإسرائيل في عام 2016 – وهي أكبر صفقة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة.
قبل اختتام المقابلة، أوضح بلينكن وجهة نظر بايدن الأوسع عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.
وقال: “أحد الأمور التي صاغت دعم نائب الرئيس طوال مسيرته لإسرائيل وأمنها هو الدرس المستفاد من الهولوكوست. إنه يؤمن بشدة بأن وجود وطن قومي آمن لليهود في إسرائيل هو الضمانة الوحيدة لضمان عدم تعرض اليهود للتهديد بالهلاك. هذا سبب عميق لعدم تخليه عن أمن إسرائيل، حتى في الأوقات التي قد يختلف فيها مع بعض سياساتها”.