حذر جامعيون وخبراء إسبان في العلوم السياسية والدراسات الأمنية مواطنيهم من كون "الإسلاميين" ينوون ويسعون، برأيهم، للاستحواذ على جامع قرطبة ومعالم أخرى إسبانية مرتبطة بتاريخ الأندلس.
ودعوا المواطنين الإسبان إلى توخي الحذر من الإسلاميين، وألا يكونوا ساذجين، وفق اعتقادهم، ويجارونهم في مساعيهم. كما أوضحوا بأن نشاط هذا التيار السياسي ذي الطابع الديني في هذا المجال يتزايد منذ تحويل السلطات التركية قبل أشهر كنيسة (متحف) آيا صوفيا إلى جامع، مشدِّدين الانتقاد، بهذه المناسبة، للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وأتباعه في تركيا وخارجها.
وبرأي هؤلاء الجامعيين والخبراء فإن "الإسلام السياسي يستخدم تحويل آيا صوفيا إلى جامع لإعادة تفعيل الخطاب الاحتجاجي حول الجامع-الكاتدرائية في قرطبة".
جاءت هذه التحذيرات بشكل خاص من طرف كارلوس إتشيفيريا خيسوس، خبير العلاقات الدولية والأستاذ في الجامعات الإسبانية، خلال ندوة تحت عنوان "من إسطنبول إلى قرطبة: رموز الإسلام السياسي"، نظمها أمس الخميس معهد الأمن والثقافة الإسباني في مدينة قرطبة بجنوب إسبانيا.
وتتزامن هذه الندوة ومخرجاتها، التي شارك فيها مانويل تورّيس سوريانو، مع التوتر الجاري في فرنسا بشأن الإسلام والمسلمين الذي يأخذ منحى تصعيديا منذ خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عما وصفه بـ: "أزمة الإسلام العالمية".
خبراء إسبان يحذرون مواطنيهم:
كارلوس إيتشيفيرا الخبير الإسباني في الأمن والعلوم السياسية. الصورة: وسائل إعلام إسبانية.
قال إيتشيفيرا خلال الندوة إن "الإسلاميين" يعتبرون أن جامع قرطبة "يجب أن يكون للمسلمين" وبالتالي، من وجهة نظرهم، على حد زعمه، فإن "المسيحيين غير جديرين به". وبالنسبة لإيتشيفيرا، "في إسبانيا هناك من ينخرط دون قصد في لعبة هؤلاء الذين يحاولون تغيير وضع الجامع/الكاتدرائية بشكل عميق" ملمحا إلى مساع، من بينها إعلان سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة في دولة الإمارات، بعيْد تحويل آيا صوفيا إلى جامع، بأن "جامع قرطبة (يجب أن يكون) للمسلمين لأنه ملكهم، والمسيحيون غير جديرين به" حسب صحيفة "غرنانادا أوي" (غرناطة اليوم) الإسبانية.
برأي إيتشيفيرا، ما حدث لكنيسة آيا صوفيا "خطوة إضافية في إطار عملية أسلمة" تركيا التي انطلقت بوصول إردوغان وحزبه إلى الحكم، وتتواصل بإقامة أول صلاة في كنيسة سان سالفادور، على حد قوله.
واتهم إيتشيفيرا إردوغان بركوب مطالب بقية الإسلاميين في الدول الغربية، معبرا عن مخاوفه هو وزميله مانويل توريس من الأعين "الإسلاموية" المصوَّبة تجاه المعالم الإسبانية المرتبطة بالماضي الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية، في العهد الأندلسي وعلى رأسها قصر الحمراء وجامع قرطبة الكبير.