اعتبرت "نوعا لانداو" المراسلة السياسية في صحيفة هآرتس العبرية، مساء اليوم الأربعاء، الاتفاق الذي وصف بأنه "تاريخي" بشأن رفع الحظر الأميركي عن تقديم الدعم للمشاريع والبحوث العلمية في المستوطنات القائمة على حدود 1967، بأنه خطوة ضم فعلي، يظهر عدم ثقة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل، واللذين وقعا على الاتفاق في مستوطنة أرئيل، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن يبقى في منصبه.
ورأت فيما جرى بأنها "عملية اختطاف" خشيةً من فقدان إدارة ترامب لنفسها مع قرب الانتخابات الأميركية الشهر المقبل، معتبرةً سرعة إنجاز الاتفاقية بشكل خلال أسبوع واحد رغم أنه يتم منذ عام العمل على محاولة تنفيذها، دليل على أن هذه العملية قد تكون الأخيرة لإدارة ترامب التي يبدو أنها لا تثق في معجزة ستبقيها على رأس الحكم في الولايات المتحدة.
وقالت لانداو في تعليق إخباري على ما جرى نشر في موقع صحيفة هآرتس، إن نتنياهو وفريدمان يعرفان ذلك أكثر من غيرهما.
وأشارت إلى أن الاتفاق وقع بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن المستوطنات الإسرائيلية لم تعد تنتهك القانون الدولي في نظر بلاده.
ولفتت إلى أن الاتفاقية هي أول نتاج عملي لإعلان بومبيو، مشيرةً إلى أن إلغاء التقييد الجغرافي على هذه الاتفاقيات سيمنح المستوطنات بحوث علمية تصل إلى 1.4 مليار دولار، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يمول أكثر بكثير من ذلك، لكنه يمنع تمويل المستوطنات بها.
واعتبرت أن توقيع الاتفاقية في الحرم الجامعي لمستوطنة أرئيل، بأنه لم يتم من قبيل المصادفة، مشيرةً إلى أنها ستكون من أكبر المستفيدين المحتملين من وراء تغيير الاتفاق.
وقالت "ليس من قبيل المصادفة أيضًا أن يكون وراء هذه المبادرة شخص آخر لا يثق بالمعجزات على غرار نتنياهو وفريدمان، الرجل الذي يربط جميع النقاط في الرسم السياسي لحياتنا اليوم، الداعم الكبير على مر السنين لجامعة أرئيل، وصديق ترابمب ونتنياهو - هو شيلدون أديلسون، والذي كان من بين الدعاة الرئيسيين لتغيير الاتفاقات".
وأضافت "إن إلقاء نظرة فاحصة على ملاحظات فريدمان خلال الحفل يروي القصة الكاملة، حين قال إنه قبل بضع سنوات طلب رؤية نسخ من هذه الاتفاقيات، وأنه فوجئ مما قرأه، وخاب أمله، بأنها تتضمن قيودًا جغرافية وفق تصور سياسي، وأن هذه القيود لم تعد متوافقة مع السياسات الخارجية في ظل إدارة ترامب وعقيدة بومبيو، بأنه لم نعد نرى في المجتمعات اليهودية في يهودا وسامرة (المستوطنات بالضفة الغربية)، أنها غير متوافقة بالضرورة مع القانون الدولي".
واعتبرت أن هذا الموقف القديم لفريدمان، المؤيد المتحمس لمشروع الاستيطان، ينضم لتفسير آخر يمكن تعريفه على أنها انعكاس كامل للواقع من قبل إدارة ترامب التي ترى في خطواتها أنها أفضل طريقة للسلام بين إسرائيل والدول العربية أو حتى مع الفلسطينيين.
وقالت "في عالم السلام الذي ابتكره فريدمان، يتم تمامًا تجاهل حقيقة أن وجود جامعة أرئيل ليس تعاونًا أو يدفع نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن في الحقيقة إن هذا يؤدي إلى استمرار تجريد الفلسطينيين برعاية أميركية".
ورأت في ختام مقالها التعليقي، في توقيع الاتفاقية بأنه انتزاع واضح قبل الانتخابات الأميركية التي لا يثق نتنياهو وفريدمان وأديلسون بأنها ستحقق لهم معجزة بإبقاء ترامب في البيت الأبيض، معتبرةً ما جرى ضم آخر فعلي للمستوطنات تحت إشراف حكومة تخشى أن تختفي قريبًا.