"غزة مونامور" للأخوين ناصر يمثّل فلسطين في الأوسكار

السبت 24 أكتوبر 2020 12:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
"غزة مونامور" للأخوين ناصر يمثّل فلسطين في الأوسكار



كتب يوسف الشايب:

وقع الاختيار على فيلم "غزة مونامور" (Gaza Mon Amour) للأخوين عرب وطرزان ناصر، لتمثيل فلسطين في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي (غير ناطق بالإنكليزية)، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني لهما بعد فيلم "ديجراديه" (Dégradé).

واختارت لجنة تحكيم مستقلة، بتكليف من وزارة الثقافة، وفق ما هو متفق عليه مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار)، الفيلم الذي افتتح عروضه في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وحاز جائزة "نيتباك" (NETPAC ) في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وكان الفيلم العربي الوحيد في المهرجان، بعد منافسة مع فيلمي "200 متر" الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج أمين نايفة، وحاز جائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي أيضاً، وفيلم "بين الجنة والأرض" للمخرجة نجوى نجار، وحاز جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام الماضي.

وعلمت "الأيام" أن اللجنة تشكلت من: المخرج هاني أبو أسعد، والمخرجة شيرين دعيبس، والمخرجة سهى عراف، والممثل صالح بكري، والناقدة علا الشيخ، والمخرج مجدي العمري، وأن خمسة أعضاء من أصل ستة صوّتوا لصالح فيلم "غزة مونامور" من بطولة: هيام عباس، وسليم ضو، وميساء عبد الهادي، ومنال عوض، وآخرين.

وقالت المخرجة عضو لجنة التحكيم لاختيار الفيلم، سهى عراف لـ"الأيام": برأيي الشخصي، تميّز فيلم "غزة مونامور"، وهو الثاني للأخوين ناصر، بالنضج الفنيّ على أكثر من مستوى، سواء على مستوى قصة الفيلم، أو اللغة السينمائية الرفيعة، أو أداء الفنانين، وليس بدرجة أقل تلك الأدوار المميزة للإضاءة والصوت، والديكور واختيار المواقع، وحتى الأزياء، وغير ذلك من العناصر، علاوة على الجرأة في طرح الموضوعات الاجتماعية والسياسية، ودون خطابية أو مباشرة، لذا فهو فيلم مغاير على المستوى السردي وعلى مستوى الفنيّات العالية، فهو فيلم متمرّد قصةً وعلى الصعيد البصري وصعيد الفنيات أيضاً، بحيث كان المخرجان فنانَين وليسا مجرد مخرجين، وأعتقد أن الفرصة للمنافسة كبيرة.

ولفتت عراف إلى أن السينما الفلسطينية "التي تقوم على مبادرات فردية، وفيها الكثير من التجريب، استطاعت تحقيق حضور عالمي، ليس فقط في المنافسة على جوائز الأوسكار لأكثر من مرة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي، أو الفيلم القصير، أو الفيلم الوثائقي، علاوة على التميّز في أبرز المهرجانات العالمية مثل كان وبرلين وفينيسيا وتورنتو، وغيرها".

وأضافت عراف: اختيار "غزة مونامور" لتمثيل فلسطين في الأوسكار، لا يقلل من أهمية الفيلمين المنافسين، ففيلم "200 متر" كتجربة أولى للمخرج أمين نايفة فيلم مهم ويعكس معاناتنا ووجعنا، كما قدم فيه الفنان علي سليمان دوراً مبهراً، في حين أن فيلم "بين الجنة والأرض" لنجوى نجار تميز بجرأته في طرح قضية "اليهود العرب" للمرة الأولى في السينما الفلسطينية، وهو فيلم مهم فنياً لا شك.

وعبّر أعضاء فريق الفيلم عن سعادتهم بالترشيح، معلنين على صفحاتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي ترشحهم عن فلسطين للمنافسة على جائزة الأوسكار، وهو ما فعله الأخوين عرب وطرزان ناصر، في حين نشر الفنان سليم ضو صورة له من الفيلم بدور "عيسى" الصيّاد الغزيّ، يرافقه منشور مختزل جاء فيه "نحن وغزة مونامور في طريقنا إلى الأوسكار".

ويدور الفيلم حول عيسى (سليم ضو) ذلك الصيّاد الستيني الذي يعيش وحيداً، وبالكاد يتمكن، وليس دائماً، من بيع بضاعته من السمك في الشارع، وعلاقته بسهام (هيام عباس)، وهي امرأة في مثل سنّه تدير متجراً للأزياء في السوق، والعيش في ظل التناقضات الكبيرة بقطاع غزة المحاصر، وكيف تنقلب حياته والمحيطون به رأساً على عقب، عقب اصطياد لتمثال برونزي أصليّ للإله اليوناني "أبولو" حيث يعاني من مطاردات في البداية، فاعتقال، وتحقيق، وسجن، باعتبار أن التمثال هو ملك لـ"الدولة"، في فيلم قُدّم بلغة ساحرة وساخرة في آن.

جدير بالذكر أن فلسطين نافست على جائزة أوسكار أفضل فيلم روائي أجنبي بوصولها إلى القائمة القصيرة مرّتين، الأولى في العام 2005 عن فيلم "الجنة الآن"، والثانية في العام 2013 عن فيلم "عمر"، وكلاهما للمخرج هاني أبو أسعد.