هآرتس - بقلم: ستاف شبير "مهاجمة متظاهرين وعملية دهس، اعتقالات عبثية، عنف عديم التوازن للشرطة… ونتنياهو ينتظر اللحظة التي يستطيع فيها وقف المظاهرات بالقوة، لكنه اكتشف أن هذا التخيل ينقلب ضده، ولم يصدق أن سيقف أمامه مواطنون مصممون جداً، تعنيهم الدولة جداً إلى درجة أنهم مستعدون للمخاطرة بالنضال من أجلها.
ومن لا يظهرون استعداد التضحية هذا هم معظم أعضاء المعارضة، وهؤلاء اختفوا من الساحة. من المشكوك فيه أنهم كلفوا أنفسهم عناء الدخول إليها. منذ فترة غير بعيدة، شهدتُ نقاشاً حاسماً في لجنة المالية تناول تحويل مئات ملايين الشواقل لحملات سياسية، بالتحديد في فترة الأزمة. وقد اكتشفت، لدهشتي، أن المعارضة لم تعتقد أن النقاش مهم بما فيه الكفاية لمحاولة التأثير عليه.
ليس هناك مبرر لذلك: وليس مطلوباً من هؤلاء أن يكونوا أعضاء في اللجنة، فعضو الكنيست يمكنه المشاركة في معظم نقاشات اللجان، ونجاحه مرهون بتصميمه وقدرته على تجنيد جمهور من المؤيدين. ويمكن لمجموعة من أعضاء الكنيست إن تدير نقاشات لجنة المالية: في السنتين اللتين جلس فيها الأصوليون معنا في المعارضة، بلورنا مجموعة مقاتلة – موشيه غفن،ي الذي هو اليوم رئيس اللجنة، وايتسيك كوهين، وأنا. وقد قمنا بتنسيق خطواتنا وأوقفنا الكثير من مؤامرات نيسان سولومونسكي والبيت اليهودي.
اخترعت الحكومة ووسائل الإعلام اسماً سيئاً للمعارضة. “استمروا في الصراخ من هناك”، قال باستخفاف سياسيون يضطرون الآن إلى الجلوس في المعارضة. ولكن هذا مضلل. للمعارضة دور حاسم، بالأساس عندما تمس الحكومة بصلاحية الكنيست وفصل السلطات. المعارضة هي الوحيدة التي تستطيع والمضطرة إلى الدفاع عن المواطن الذي انفصلت عنه حكومته، كما أنها تستطيع تطرح البديل، وهذا يتطلب التضحية.
الأساس واضح: في كل لحظة لا يكونوا في الكنيست، يجب على أعضاء الكنيست أن يحاربوا مع المواطنين في الشارع. أما في الكنيست فعليهم أن يطلبوا من متخذي القرارات تقديم تقرير، وعليهم أن يوقفوا تشريعاً مناهضاً للديمقراطية، ليس عن طريق الخطابات (الأمر المحبب، ولكن غير الفعال)، بل عن طريق جلسات مطولة تستمر حتى ساعات الليل المتأخرة، إلى حين تفهم الحكومة بأنها أمام أمرين: النوم أو إجازة التشريع. وعلى أعضاء الكنيست أن يستخدموا حصانتهم للقيام بزيارات مفاجئة للمؤسسات المغلقة، التي يمر مرضاها بصعوبات لا تطاق الآن، وأن يشكلوا بأنفسهم لجان تحقيق عندما تعترض الحكومة الكنيست.
بعد ذلك، يأتي العمل الميداني. اليوم كل المبادرة تأتي من المواطنين. مجموعات الاحتجاج التي نظمت إرسال رسائل جماعية لأعضاء الكنيست تمكنت من استخدام الضغط، وهذا الضغط لامس ضمائر عدد من أعضاء “أزرق أبيض” وجعلهم يصوتون ضد الحكومة. 100 ألف مواطن وقعوا على عريضة عدم ثقة، وينتظرون أن تطرحها الكنيست للتصويت.
قبل المظاهرة القريبة القادمة، يجب على أعضاء المعارضة الانتظام والاهتمام بأن يظهروا في بؤر المظاهرات في أرجاء البلاد، ويستخدموا حصانتهم للدفاع عن المواطنين من العنف. ويجب أن تتحول مكاتبهم إلى غرفة عمليات تساعد المحتجين.
إلى جانب الاعتراض، يجب على المعارضة أن تطرح بديلاً: فعدم الثقة بناء يقود إلى تشكيل حكومة جديدة بدون نتنياهو وبدون انتخابات. من داخل الأزمة يجب أن تولد حكومة طوارئ حقيقية حتى لو لسنة، يشارك فيها ممثلو كل الشعب، حتى العرب والأصوليين. هذه الحكومة تقرر في الاتفاق الائتلافي بأن مواردها ستوجه للتعافي من الوباء والخروج من الأزمة الاقتصادية وتحرير المجتمع في إسرائيل من التحريض الذي يخربه. كل الشعب تضرر بسبب كورونا، وسنكون جميعاً شركاء في الحل.