عبّر مسؤولون في جهاز الصحة الإسرائيلي عن "تفاؤل حذر" في ما يتعلق بوتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد خلال الأيام القليلة الماضية، حسبما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، الأحد، وسط مؤشرات أولية على بدء نجاح إجراءات لجم الموجة الثانية من الوباء التي وصلت إلى ذروتها خلال الأسابيع الأخيرة.
وبناء على المعطيات الأخير حول مُستجدات كورونا، أشارت القناة إلى أن المهنيين والمختصين أوصوا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير الصحة، يولي إدلشتاين، بالتنازل عن إقرار إجراءات جديدة لتشديد التقييدات وتمديد الإغلاق.
ويطالب وزير المالية الإسرائيلية بتخفيف فوري للتقييدات التي تفرضها الحكومة على المرافق الاقتصادية، تبدأ بالسماح بعودة 10 موظفين كحد أقصى لأماكن العمل التي لا تستقبل الجمهور، الأمر الذي يحظى بدعم عدد من المختصين الذين يؤكدون أنه يمكن السماح للمصالح التجارية الصغيرة باستئناف العمل كونها لا تشكل بؤرا لتفشي الفيروس.
إلا أن نتنياهو يرفض اعتماد الحكومة لهذا النهج في الوقت الحالي، ويريد الانتظار بضعة أيام أخرى حتى تظهر المعطيات نتائج واضحة ومحددة تمكن من البدء بتخفيف تدريجي للتقييدات؛ علما بأن المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا (كابينيت كورونا)، يجتمع مساء يوم غد، الإثنين، لبحث هذه التطورات.
وفي مقطع مصور نشره مساء اليوم، على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، قال نتنياهو إنه يفضل الانتظار قبل الشروع بتخفيف الإجراءات، وقال: "هناك من يقولون بالفعل إنهم متفائلون بحذر بأن سياسية فرض الإغلاق تعمل بالفعل (بدأت تظهر نتائج إيجابية)، وبدأ المنحنى التصاعدي لدالة الإصابات الجديدة يستقر. أنا أكثر حذرا من الحذرين، أريد الانتظار 10 أيام على الأقل (قبل اتخاذ قرارات).
وتابع نتنياهو "هذا يعني أننا سنتخذ يوم الخميس المقبل، قراراتنا بشأن استمرار الإغلاق بعد عيد ‘سمحات توراه‘ (اليهودي، يوافق العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل). في غضون ذلك، سنناقش في ‘كابينيت كورونا‘ غدا (الإثنين) سياسية الخروج طويل الأمد من كورونا، الانتقال من مرحلة إلى أخرى".
تأجيل فتح المؤسسات التعليمية شهر إضافي
من جانبه، من المرجح أن يطرح مُنسق مواجهة كورونا في الحكومة الإسرائيلية، روني غمزو، بدعم من المسؤولين في وزارة الصحة، على "كابينيت كورونا" اقتراحا بتأجيل استئناف عمل المؤسسات التعليمية وعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، بما يشمل الييشيفوت (المعاهد الدينية اليهودية) لمدة شهر على الأقل.
وفي هذا السياق، أفادت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") بأن المخطط الذي سيعرضه غمزو يشمل مراقبة حثيثة لبيانات كورونا وتطور معدلات الإصابة وعدد الإصابات اليومية المسجلة، وإذا ما طرأ تحسن واضح وأظهرت المعطيات انخفاض في الدالة التصاعدية لانتشار الفيروس، فإنه فسيكون من الممكن بحث إمكانية فتح المؤسسات التعليمية للطفولة المبكرة - بما في ذلك رياض الأطفال والصفوف الأولى فقط من المرحلة الابتدائية.
بالإضافة إلى موضوع التعليم، من المتوقع أن يقرر "كابينيت كورونا"، الذي سينعقد الإثنين الساعة 5 مساءً، ما إذا كان سيستمر العمل في حالة الطوارئ التي تقيد التظاهر في مسافة تصل إلى كيلومتر واحد من أماكن سكن المحتجين، التي تم فرضها بموجب إعلان "حالة الطوارئ الخاصة"، والتي تنتهي صلاحيتها يوم الثلاثاء المقبل؛ ورجحت "كان 11" أن نتنياهو سيطالب بتمديد حالة الطوارئ، وبالتالي استمرار القيود على المظاهرات.
وزراء يطالبون باستئناف جزئي لعمل الأنشطة الاقتصادية
وفي هذه الأثناء، يتزايد عدد الوزراء الأعضاء في "كابينيت كورونا" الداعين إلى استئناف جزئي لعودة الأنشطة الاقتصادية، بعد الأعياد اليهودية ومع بداية الأسبوع المقبل، وذلك على الرغم من معطيات كورونا المرتفعة للغاية، في ظل الانخفاض النسبي بمعدل الإصابة (عدد الفحوصات الموجبة من مجمل الفحوصات).
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن وزير المالية، يسرائيل كاتس، ووزير الاقتصاد، عمير بيرتس، ووزير العلوم والفضاء يزهار شاي يؤيدون فتح ما لا يقل عن 50% من الاقتصاد مطلع الأسبوع المقبل، وعودة رياض الأطفال لاستقبال الطلاب (من جيل 0 حتى 3 سنوات)، ما يدعمه العديد من الخبراء الذين يشاركون في المناقشات.
وفي تصريحات صدرت عنه خلال بث مباشر على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، هاجم كاتس المسؤولين في "كاحول لافان" واعتبر أن إصرارهم على ربط رفع التقييدات عن المظاهرات بعودة الأنشطة الاقتصادية. وقال: "أنا أعارض إغلاق الاقتصاد مقابل إلغاء التظاهرات. إن السياسة التي اتبعها (وزير القضاء) آفي نيسانكورن و‘كاحول لافان‘ بدعم الجهاز القضائي، خطيرة للغاية. يجب وقف التظاهرات خلال هذه الفترة بغض النظر عن إغلاق الاقتصاد".