أعرب أعضاء من الجالية اليهودية البلجيكية عن قلقهم البالغ إزاء حكومة بلادهم القادمة، وقالوا إنّ بعض أعضائها معرفون بانتقادهم الشديد لإسرائيل، لافتًا إلى أنّه حتى قبل الإعلان عن التشكيلة الوزاريّة النهائيّة، توقع أصدقاء إسرائيل المطلعون على المشهد السياسي البلجيكي زيادة التوترات مع إسرائيل والمجتمع اليهودي المحلي، مشيرين إلى ما وصفوه بالعديد من منتقدي إسرائيل القاسيين، الذين من المرجح أنْ يتم تعيينهم في مناصب رئيسيّة في الحكومة، كما أفادت مجلة (تايمز أوف أزرائيل).
وقالت جيني أهارون، المقيمة في بروكسل والتي تقدم المشورة للمسؤولين الإسرائيليين والمنظمات اليهودية بشأن المسائل المتعلقة بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل: “ستجد إسرائيل أنّ هذه الحكومة ستحاول وقف كل ما تبقى من الحوار القليل بين البلدين، ولكنّ التي أدّت اليمين أمام الملك فيليب لا تمثل الأغلبية الفلكندية. لذلك سيكون من غير الدقيق اعتبار سياساتها المعتمدة المناهضة لإسرائيل على أنها شعور يتقاسمه الشعب البلجيكي ككلّ، طبقًا لأقوالها.
ونقل الموقع عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ بلجيكا تعتبر من بين أشّد منتقدي إسرائيل في أوروبا، حيث يوجد خلاف بين الدولتيْن بشأن القضية الفلسطينية، لافتةً إلى أنّه في شهر شباط (فبراير) الماضي، تمّ استدعاء السفير البلجيكي في تل أبيب إلى وزارة الخارجية لتوبيخه بسبب ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ”حملة ممنهجة لشيطنة الدولة اليهودية”، بعد أنْ دعت سفارة بلاده لدى الأمم المتحدة ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين للتحدث أمام مجلس الأمن.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه في حزيران (يونيو) الأخير، مرر البرلمان البلجيكي بأغلبيةٍ ساحقةٍ قرارًا يحث الحكومة على العمل لمنع إسرائيل من ضمّ أجزاء من الضفة الغربية من جانب واحد، والدعوة بشكل نشط لاتخاذ إجراءات عقابية على مستوى أوروبا ضد إسرائيل إذا استمرت في خطتها المثيرة للجدل.
وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ بعض الأحزاب في الائتلاف الجديد، مثل الاشتراكيين والخضر، قدّمت بعض مشاريع القوانين المناهضة لإسرائيل، مُوضحةً بذات الوقت أنّ الاتفاق الائتلافيّ الجديد، الذي تمّ نشره ينذر بالسوء بالنسبة لإسرائيل، لأنّه يؤكّد أنّ بلجيكا ستقوم باتخاذ خطوات جديدة قيما يتعلق بسياساتها إزاء المستوطنات الإسرائيلية، إذْ تعهدت الحكومة الجديدة بالفعل مع بلدان أخرى على وضع قائمة بالإجراءات المضادة الفعالة والمتناسبة، في حال قيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، كما ستنظر في قضية الاعتراف بدولة فلسطينية، بحسب الاتفاق الائتلافي.
وقال ميشيل فريليش للمجلّة الإسرائيليّة، وهو نائب عن التحالف الفلمكني الجديد: “أنا قلق بشأن علاقات بلجيكا المستقبلية مع إسرائيل عندما أرى الأحزاب الشريكة في هذه الحكومة، وأضاف أنّه في صفوف حزب “إكولو” اليساريّ عضو برلمان يدعى سيمون موتكا، والذي ترأس لسنوات حركة المقاطعة (BDS) البلجيكية التي تدعو لمقاطعة إسرائيل، كما أنّ الحزب الاشتراكيّ اقترح مؤخرا قانونًا للاعتراف بدولة فلسطينية دون شروط، وبالتالي ترك الطريق المقبول دوليًا لتسوية تفاوضية.
وأضاف النائب البلجيكيّ في حديثه قائلاً إنّه مؤخرًا دعا الحزب الديمقراطي المسيحي والفلمكني بلجيكا إلى أخذ زمام المبادرة عندما يتعلق الأمر بتثبيت عقوبات دولية ضد إسرائيل في حالة الضمّ، وهي مفردات تمّ شملها الآن في الاتفاق الائتلافيّ الجديد. وقال فريليش، وهو يهودي، إنّ حزبه، الذي يعرف باللغة الفلمنكية ـVA-N لطالما صوت ضد هذه الاقتراحات، وقال: “نحن نرغب بسلام عادل يستند على حلّ الدولتين لشعبين، مع احترام احتياجات إسرائيل الأمنية والتطلعات الفلسطينيّة”، مضيفً:”نؤمن أيضًا بأنّ أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي المفاوضات بين الطرفين”.ط
ووصفت عدّة مصادر، كما أكّد الموقع الإسرائيليّ، وزير العدل ونائب رئيس الوزراء البلجيكيّ الجديد المحتمل، فينسينت فان كويكنبورن، من حزب VLD Open، بأنّه معارض راديكالي لإسرائيل، وفي عام 2003، قام بزيارة مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين في غزة، كما أنّه في وقت سابق من هذا العام أشار إلى وزراء إسرائيليين بوصفهم ب”اللوبي اليهوديّ”، وبحسب فريليش فإنّ مجموعات يهودية بلجيكية ناشدته بالتراجع عن التغريدة، ولكنّه رفض بشكلٍ قاطعٍ، على حدّ تعبيره.