عادت صناعات الخليل السياحية، التي تواجه تحديات وصعوبات، بسبب تفشي فيروس كورونا، سنوات إلى الوراء، وتراجع حجم مبيعاتها بما لا يقل عن 70%، منذ إعلان حالة الطوارئ في شهر آذار الماضي، فيا أصاب الشلل التام قسماً منها.
وقال بدر الداعور التميمي، رئيس نقابة الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية، إن قطاع السياحة هو أول المتضررين وآخر المتعافين، مشيراً إلى أن ثلاث قطاعات سياحية معطله بشكل كامل، هي الفنادق السياحية وأدلاء السياحة والمكاتب السياحية.
وأضاف، إن الصناعات السياحية تضررت وتراجعت ما بين 70-80%، والقوى العاملة ما بين 30-35%، بينما المطاعم السياحية ما بين 40-60%، موضحاً أن اللوجستيات، كالمواصلات والمحلات التي تخدم ما يلزم الوفود السياحية تعرضت هي الأخرى للدمار.
الخليل القديمة تدفع الثمن
وبين الداعور، أن بلدة الخليل القديمة، التي لها خصوصية، تدفع الثمن غالياً، نظرا لتضرر القطاع السياحي، حيث يستغل الاحتلال ومستوطنيه ذلك بإغلاقها وحصارها، خاصة في مثل هذه الايام، بحجة الاعياد اليهودية، وقد أصابها الشلل واصبحت مدينة اشباح، مشيراً إلى أن الخسائر سياسية أكثر منها اقتصادية، كون السياحة نافذة البلدة على العالم، ويتم اطلاع الوفود السياحية الداخلية والخارجية على ما تعانيه من الاحتلال ومستوطنيه، وتقديم الرواية الفلسطينية لهم.
وقال: لقد خسرنا جبهة مقاومة، ونحن في سباق مع الاحتلال على الوفود والحضور للبلدة، موضحا أن "ما يحدث في البلدة القديمة جريمة لا تغتفر، ويجب على المؤسسات والدوائر الرسمية التواجد فيها حتى وان كانت المشكلة السياحية عالمية، حتى لا تبقى مفرغه مهمشه ومهملة".
منكوبة سياحياً
وأوضح الداعور، ان جائحة كورونا وانتشارها في الخليل، وما خلفته من آثارا سلبية بالغة على الصناعات السياحية والقطاع السياحي، دفع النقابة الى إعلان الخليل، مدينة مدمرة ومنكوبة سياحياً في كل القطاعات، وهذا الاعلان له استحقاق، مشيراً إلى أنه تم تقديم نموذج للمتضررين حتى يتم تعويضهم او تخفيف أثر الخسائر.
وأضاف: النقابة تعمل حاليا للاستفادة من الوقت أثناء التوقف عبر دورات تدريبية، كدورة الرسم على الزجاج والخزف والخشب والجلد السياحي، وكذلك التسويق الالكتروني، ودورة السفرجي، وانها تعمل على استئناف المسارات السياحية، وهناك ترتيبات لاستقطاب الوفود لتحسين الوضع السياحي.
تراجع وخسائر
وأكد نادر جلال التميمي، صاحب مصنع خزف، رئيس اتحاد الصناعات التقليدية والسياحية سابقا، أن الصناعات السياحية التراثية، تندب حظها بسبب تفشي وباء كورونا، وما نتج عنه من وقف للاستيراد والتصدير وتعطيل حركة السياحة والسفر، والاوضاع الاقتصادية الصعبة، وحصار الاحتلال، ما جعل هذه الصناعات تتراجع بشكل كبير جداً.
وأوضح، ان صناعة الخزف تعود لاكثر من 400 في الخليل، ويعمل فيها حوالي 200 عامل، وتصل قيمة الانتاج السنوي لها 3 ملايين دولار، يتم تسويق 30% من الإنتاج محليا، و 40% منه يصدر لاسرائيل، و30% يصدر الى الخارج، خاصة دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية، وبعض الدول العربية، مؤكدا ان صناعة الخزف تقع في صميم الصناعات السياحية التي نالها نصيب كبير من الضرر، بفعل الجائحة وتداعياتها، واحدها عدم وصول الوفود السياحية الى البلاد.
وقدر التميمي، الذي يدير مصنعاً من بين نحو 20 مصنع، أن تراجع مبيعات هذا القطاع منذ جائحة كورونا بلغ نحو 85%، مشيرا اي أنه "منذ بداية أزمة كورونا لم تعد أمورنا المالية على أفضل حال، خاصة في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وبالتالي فإن شراء الخزف لم يعد أولوية للكثيرين".
وأوضح أنه عندما تم إعلان الخليل قبل أربعة أعوام، مدينة حرفية عالمية، كانت لذلك آثار إيجابية على أكثر من صعيد، من ضمنها زيادة اهتمام شريحة أوسع من المواطنين، خاصة أهلنا في داخل الخط الأخضر بشراء الخزف، وبالتالي بات هناك إقبال أكبر عليه خلال السنوات الماضية، لكن الجائحة أعادتنا سنوات إلى الوراء.
وأشار إلى أن أهمية هذه الصناعة لا تقتصر على المصانع المنتجة للخزف، بل تتعداها إلى عدد كبير من المحال والمعارض التي يعتاش أصحابها من تسويق المنتجات الخزفية، وأن هناك عشرات المحال التجارية في محافظات أريحا، والقدس، والخليل وبيت لحم، تعتمد على تسويق 17-18 سلعة تراثية، من ضمنها الخزف، والفخار.