مع اندلاع المعارك بين الجيش الأذربيجاني ونظيره الأرمني في إقليم ناغورني قره باغ الذي تحتله أرمينيا، أعادت هذه الاشتباكات إلى الأذهان مجزرة خوجالي التي تعدّ الحادث الأكثر دموية في تاريخ الصراع بين الدولتين، حين اجتاحت القوات الأرمينية البلدة الصغيرة التي تحمل اسم المجزرة وقتلت أكثر من 600 مدني أذربيجاني.
Yenisafak/ مجزرة خوجالي
مجزرة خوجالي.. تعذيب وحرق الأحياء الآذريين
بعد أشهر من حصار بلدة خوجالي – الواقعة الواقعة غرب إقليم ناغورني قره باغ – بشكل خانق، اجتاح عدد من جنود الجيش الأرمني البلدة ذات الأهمية الاستراتيجيّة في 25 فبراير/شباط 1992، وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 613 مدنياً بينهم 106 نساء و63 طفلاً و70 مسناً.
كما أدى الهجوم بحسب ما ذكرته صحيفة Daily Sabah التركيّة، إلى إصابة نحو 487 مدنياً بينهم 76 طفلاً، في حين لا يزال نحو 150 مدنياً من أصل 1275 أسرهم الجيش الأرمني خلال المذبحة في عداد المفقودين.
وبحسب التحقيقات التي أجرتها الحكومة الأذربيجانية بناءً على آراء الخبراء وشهادات 2000 ناجٍ، فقد قامت القوات الأرمينية بتعذيب الأسرى وحرقهم وهم أحياء، إضافة إلى ذبح الناس، وتقشير رؤوسهم، وقطع آذانهم وجدع أنوفهم وتشويه أعضائهم التناسلية وأيضاً اقتلاع عيونهم إلى جانب القتل الجماعي.
Caspian News/ بلدة خوجالي من أهم البلدات الواقعة في مرتفعات ناغورني قره باغ
أهمية بلدة خوجالي بالنسبة للأرمن
تعدَُ بلدة خوجالي من أهم البلدات الواقعة في مرتفعات ناغورني قره باغ لثلاثة أسباب رئيسيّة:
السبب الأول: وقوع البلدة على الطريق الرئيسي الذي يربط بينها وبين مدينتي خانكندي وأغدام حيث تأتيها المساعدات العسكرية.
السبب الثاني: رغبة الأرمن في استخدام بلدة خوجالي كقاعدة عسكرية لقصف خانكندي وأغدام.
السبب الثالث: هو أنّ البلدة تمتلك المطار الوحيد الموجود في المنطقة.
فالح حسينوف هو أحد الناجين من مجزرة خوجالي، تمكن من الفرار من القوات الأرمينية بعد 27 يوماً من الأسر، وفق ما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول" التركية.
وبحسب حسينوف البالغ من العمر 52 عاماً والذي فقد زوجته في الهجوم، فقد "بدأ الناس من رجال ونساء وأطفال بالهروب إلى داخل الغابات قرب البلدة ولكن القوات الأرمنية تمكنت من اللحاق بنا وأطلاق الرصاص تجاهنا فتوفي الكثير من المدنيين بينهم زوجتي واعتقلوا الناجين منهم".
وذكر حسينوف أن القوات الأرمنية عذبته منذ بداية أسره خاصة عندما علموا أنه يعزف على الغيتار، فنزعوا أظافره ثم كسروا أصابعه ثم وضعوا يده على موقد ساخن وأحرقوها.
وبقي أسيراً مدة 27 يوماً قبل أن يتم إطلاق سراحه عن طريق مبادلة أسرى تمت بين أذربيجان وأرمينيا.
وأشار إلى أنه أثناء مبادلة الأسرى كان لونه أسود وأزرق وبالكاد يستطيع الوقوف بسبب الضرب الذي تلقاه في الوقت الذي كان الأسرى الأرمن الذين أطلق سراحهم في حالة جيدة.
إدانات جماعية.. والأرمن يرفضون الاعتراف بالمجزرة
ووصفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحادث بأنه أكبر مذبحة حدثت خلال حرب إقليم ناغورني قره باغ.
في حين وقع 31 عضواً في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا على إعلان يطالب جميع الأعضاء في البرلمان لاتخاذ خطوات للاعتراف بأن ما فعلته أرمينيا في بلدة خوجالي هو إبادة جماعية.
بينما أقرَّ مجلس الشيوخ المكسيكي في العام 2011 بأن ما حصل في بلدة خوجالي هو إبادة جماعية ارتكبها الأرمن بحق الأذربيجانيين.
وعلى الرغم من كل الأدلة، فإن السلطات الأرمينية تنفي مسؤوليتها عمّا جرى، بل إنهم يذهبون إلى حد الزعم أن الشعب الأذربيجاني ارتكب مذبحة خوجالي بنفسه، وذلك بحسب ما صرح به رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان خلال مناظرته المفتوحة مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في مؤتمر الأمن الذي جرى في ميونيخ في فبراير/شباط 2020.
Yenisafak/ الأرمن يرفضون الاعتراف بالمجزرة
آلاف اللاجئين الأذربيجانيين بسبب حرب إقليم ناغورني قره باغ
وأدى الصراع حول قره باغ منذ 1991 إلى نزوح آلاف الأذربيجانيين، حيث امتد الاحتلال الأرميني إلى ما وراء حدود منطقة الحكم الذاتي.
في حين فشلت الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها الحكومة الأذربيجانية في توفير احتياجات اللاجئين، حيث أجبروا على العيش في ظل ظروف قاسية.
وكشفت التقارير أن اللاجئين اضطروا للعيش في مساكن صغيرة وجماعية إلى جانب العشرات من عائلات اللاجئين الآخرين حتى أنهم تشاركوا حماماً واحداً أحياناً مع ما يقرب من 50 شخصاً وسط نقص كبير في المياه الصحية.
وإقليم ناغورني قره باغ هو أرض معترف بها دولياً لأذربيجان تحتلها أرمينيا بشكل غير قانوني من خلال العدوان العسكري منذ عام 1991.
وقد تبنى مجلس الأمن الدولي 4 قرارات تطالب بانسحاب القوات الأرمينية من ناغورني قره باغ و7 مناطق محتلة أخرى في أذربيجان.