الكشف عن أسرار من الانتفاضة الثانية .. سفينة “كارين A” والموقف الأمريكي من أبو عمار

الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 09:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن أسرار من الانتفاضة الثانية .. سفينة “كارين A” والموقف الأمريكي من أبو عمار



ترجمة محمد ابو علان

كتب آيال ليفي في صحيفة معاريف العبرية بمناسبة الذكرى ال 20 للانتفاضة الفلسطينية الثانية تحت عنوان:” بعد 20 عاماً، المواجهات، العمليات القاسية، والمفاوضات التي فشلت، والفرصة الضائعة التي كان يمكن أن تغير الصورة”.

الشرعية الدولية:

يهود باراك لم يستمر كثيراً في منصبه كرئيس وزراء، قضى عام و 254 يوم، الحكومة الأقصر عمراً في تاريخ الدولة، في شهر مارس 2001 غادر كرسييّه لصالح أرئيل شارون، لكن العمليات لم تتوقف، ثلاثة شهور بعد ذلك، في الأول من حزيران، هز سماء تل أبيب انفجار النادي الليلي “دولفناريوم” ، انفجار أسقط 21 قتيلاً.

وتابعت معاريف:” مع دخول شارون للمنصب، بدأ عرفات بالقلق، إحدى الخطوات الفورية التي قام بها إدخال حماس والجهاد الإسلامي لدائرة العمليات”، قال موشه يعلون:

“بعد ليلة عملية النادي الليلي الدولفناريوم”، عند صباح السبت اجتمع الكبنيت في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية/الكريا، هذا هو، انتهى الأمر، هو عدو، شارون أعطى إشارات بأنه منحنا الضوء الأخضر لعمليات هجومية، حينها عين بيرس وزير خارجية ونائب رئيس وزراء”.

وتابع يعلون:” مرّة أخرى اهتم بتهدئة الأمور، ومن خلف الكواليس طلب من وزير الخارجية الألماني الذي كان في فندق انتركونتيننتال لحظة الانفجار، بأن يحاول الحصول مع عرفات بأن يخرج بصوته ليقول:” كفى عنف”، على هذه الخلفية كان شارون مستعد الانتظار قبل الانتقال للمرحلة الهجومية”.

وتابع يعلون:” في المساء كان من المفترض أن يعلن عرفات ذلك، تابعنا المؤتمر الصحفي وهو يقف لجانب ميخائيل ماراتينيوس، ممثل الاتحاد الأوروبي، عرفات لم يقل شيء، ماراتينيوس أعلن عن ضرورة وقف النار، عرفات وقف جانباً وهز رأسه، والعنف لم يتوقف”.

آفي ديختر يذكر تلك الجلسة المتوترة مع رئيس الحكومة:” قلت لشارون أننا نوصي بطرد السلطة الفلسطينية من بيت الشرق في القدس ومن بقية المكاتب التي بيدهم، ممثلو الشرطة قالوا أن عملية كهذه تحتاج لألف شرطي، ستكون فوضى، قلت إن لم يكن هذا الليلة، لن يكون، عرفات أصدر بيان ضد الإرهاب، ولسوء الحظ جمد كل شيء”.

وتابع ديختر:” الفرصة الأصعب كانت بعد شهرين، في شهر آب، الانفجار في مطعم سبارو، سقط فيه 15 قتيلاً، شارون جمعنا، وقلت حينها:” الليلة مجبرين طرد السلطة الفلسطينية من القدس، هم ينظرون لممتلكاتهم في القدس وكأنها السفارة الأمريكية في تل أبيب، محصنة أمام أي خطوة، في تلك الليلة طردناهم من القدس،ومن كل مكان تواجدوا فيه في المدينة، حتى عرفات أدرك أن هذه الضربة الأقوى التي تلقتها السلطة”.

عن الخطوة الإسرائيلية ضد السلطة في القدس كتبت معاريف، هذه الخطوة لوحدها لم تبطء الأحداث، في 17 أكتوبر قتل وزير السياحة رحبعام زئيفي في القدس، الجبهة الشعبية تبنت العملية، واعتبرتها رداً على اغتيال قائد التنظيم أبو على مصطفى شهران قبل ذلك.

في ذات الفترة طور الجيش الإسرائيلي عمله على عمليات الاغتيال، خاصة في ظل عدم قدرته دخول المدن الفلسطينية الواقعة تحت السيادة الفلسطينية، استخدم الجيش المعلومات الاستخبارية، والطائرات في عمليات الاغتيال.

عودة لشاؤول موفاز الذي اعتبر عمليات الاغتيال إجبارية، وقال في هذا السياق:” الاغتيالات كانت ضرورية لأسباب عدة، عندما تضرب العمود الفقري للقيادة، هذا يشكل عامل ردع لمن يحتل محله، وسيستغرق وقت حتى يندمج، وخلقت لديه شعور الملاحقة، ينفق مزيد من الوقت في الحفاظ على نفسه، ويُردع في عدد من العمليات التي يخطط لها، وكانت الاغتيالات أداة مهمة في “صندوق عدة الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك الإسرائيلي” (حسب تعبير موفاز)، أنا من أنصار الاغتيالات وقد وصلنا فيها إلى مستوى فاعل للغاية. لولاها كنا سندفع أكثر بكثير ممن قتلوا في الانتفاضة الثانية “.

وعن الفلسطينيين كتبت معاريف، الفلسطينيون استمروا في خطتهم في التسلح والتصعيد، في مطلع يناير 2001 سيطر سلاح البحرية الإسرائيلي على سفينة “كارين A”، والتي ضبطت في البحر الأحمر مليئة بالأسلحة، وكانت في طريقها لرجالات السلطة الفلسطينية.

شاؤول موفاز كان مقتنعاً أن القبض على سفية “كارين A”، كان حدثاً مهماً للأمريكيين، والرئيس بوش اقتنع أن عرفات هو المشكلة وليس الحل، عرفات هو من رتب الصفقة حسب إدعاء موفاز، 50 طن أسلحة إيرانية كانت في طريقها للسلطة، وهذا كان يمكن أن يكون حدث استراتيجي مختلف بالمطلق، في مرحلة من المراحل، عرضت المعطيات أمام كوندليزا رايس.

وتابع موفاز، الرئيس بوش هو من قال إنه يجب استبدال القيادة الفلسطينية لأنها تدعم الإرهاب. لقد ساعدنا هذا الاتهام في اكتساب الشرعية الدولية، وخاصة عند الأمريكيين “.

"الجزء الرابع "

يتبع ..