موقع ذي هيل: "قد لا تصطف دول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"

الإثنين 21 سبتمبر 2020 11:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع ذي هيل: "قد لا تصطف دول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"



واشنطن /سما/

 كتب دوف زخايم المستشار الأول في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ونائب رئيس مجلس إدارة معهد أبحاث السياسة الخارجية، ونائب وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، مقالاً نشره موقع ذي هيل الإلكتروني، اليوم الاثنين، بعنوان "قد لا تصطف دول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، استهله قائلاً إنه "بعد استضافة حفل ناجح في البيت الأبيض لإضفاء الطابع الرسمي على تطبيع علاقات إسرائيل مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ما يصل إلى ست دول أخرى قد تطبع علاقاتها قريباً مع الدولة العبرية، وبعد ساعات، عدَّل الرئيس ذلك العدد، مؤكداً أن ما يصل إلى تسع دول ستحذو حذو الإمارات والبحرين".

ويقول زخايم، وهو حاخام أيضا، "من الصعب رؤية كيف توصل الرئيس ترامب إلى أي من هذين العددين. فمن بين دول الخليج، يبدو أن سلطنة عُمان هي المرشحة التالية للتطبيع. فلطالما عملت عُمان كوسيط في التواصل العربي-الإسرائيلي؛ ومنذ عام 1996، استضافت مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه (MERDC)، الذي تضم لجنته التنفيذية ممثلين عن عدة دول عربية بجانب إسرائيل وفلسطين؛ وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزيارة علنية للغاية إلى مسقط في شهر تشرين الأول 2018 للقاء السلطان قابوس آنذاك".

ويضيف "قد يكون السودان مرشحاً رئيسياً آخر لإبرام اتفاقية مع إسرائيل. فلم تكن علاقاته السرية مع إسرائيل طويلة الأمد ولا مستمرة مثل بعض الدول الأخرى، ولكن على عكس بقية أعضاء جامعة الدول العربية، دعم السودان اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978 التي كانت أساس معاهدة السلام لعام 1979 بين إسرائيل ومصر. ومع ذلك، قد تتردد كل من سلطنة عمان ودولة السودان بشأن المضي قدماً بسرعة في التطبيع. فقد عملت مسقط كوسيط ليس فقط بين إسرائيل والفلسطينيين ولكن أيضاً بين واشنطن وطهران، ويمكن أن تفعل الشيء نفسه يوماً ما بين إسرائيل وإيران".

ويعتقد زخايم أن العائلة الحاكمة في السلطنة لم تنس أبدا أن إيران، في عهد الشاه، هي التي مكنتها من إخماد ثورة الظفار في سبعينيات القرن الماضي "ولن يؤدي إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل إلى تنفير طهران فحسب، ولكن من المحتمل أيضاً أن يضع نهاية لدور وساطة عمان -الذي توليه السلطنة أهمية كبيرة". وبالمثل، يوضح الكاتب :" من غير المرجح أن يتوصل السودان إلى اتفاق رسمي مع إسرائيل ما لم تفعل سلطنة عمان أو دولة أخرى ذلك في نفس الوقت تقريباً. وبغض النظر عن عمان، قد تكون احتمالية قيام دول خليجية أخرى بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أبعد بكثير. إذ تُعد قطر على خلاف مع الإمارات وتملك سجلاً طويلاً من التوتر مع البحرين؛ ومن غير المرجح أن تضحي بعلاقاتها مع تركيا وحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين من أجل التوصل إلى سلام. وفي الواقع، تستغل قطر علاقاتها العلنية مع حماس وعلاقاتها الأكثر سرية مع إسرائيل للتفاوض على اتفاقات لوقف إطلاق النار بين العدوين اللدودين، وهو موقف خاص يوازي موقف سلطنة عمان ومن غير المرجح أن تتخلى عنه الدوحة بالمثل".

أما بالنسبة للكويت، فيقول الكاتب "لا تبدو دولة الكويت متلهفة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ بل على العكس تماماً، يبدو أن الكويتيين الآن من أشد المؤيدين لفلسطين. وكما صرح مسؤول حكومي كويتي في وقت سابق من هذا الصيف، "الكويت... ستكون آخر دولة تطبع مع إسرائيل".

ويضيف زخايم الذي يعرف العراق جيدا وكان من الدائرة المصغرة التي خططت لغزو العراق :"وبالمثل، لا يملك الجار الأكبر للكويت، العراق، مصلحة قصيرة الأجل في إبرام أي اتفاقية مع الإسرائيليين. إذ تواجه بغداد ضغوطاً مستمرة من إيران والميليشيات التي تعمل بالوكالة لصالحها، وهي ليست في وضع يمكّنها من زيادة مشاكلها السياسية الداخلية من خلال إقامة علاقة مع القدس المحتلة".

وحول الجائزة الكبرى، يقول الكاتب :"لن تسارع المملكة العربية السعودية ولا المغرب أيضاً إلى التفاوض على اتفاقية مع إسرائيل. وقد أشار السعوديون إلى أنهم ليسوا منزعجين من قرار أي من جيرانهم بتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية؛ حيث سمحت الرياض علانية لشركة العال الإسرائيلية للطيران بالتحليق فوق أراضيها في طريقها إلى المنامة أو أبو ظبي ودبي.

وعلاوة على ذلك، من دون ضوء أخضر من السعودية، لما كانت البحرين وقعت على أي اتفاقية رسمية مع إسرائيل لأن المنامة تدرك كلياً أنه إذا كان السعوديون غير راضين، فإن تشكيلاتهم المدرعة ليست سوى على بعد معبر واحد".

ويشرح الكاتب ومع ذلك، يُعد الوضع في الرياض أكثر تعقيداً بكثير. إذ يُقال إن ولي العهد محمد بن سلمان يؤيد على الأقل بعض الخطوات نحو التطبيع، ولكن والده يرفض بشدة حتى يتم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. إذ يرى الملك السعودي، الذي لقبه الرسمي خادم الحرمين الشريفين، نفسه كزعيم للعالم الإسلامي. وفي الواقع، كان الشيعة يسيطرون على مكة المكرمة في القرن العاشر، وهي حقيقة لم تنساها إيران. وقد أصر المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي علناً في 2018 على تخلي السعوديين عن السيطرة على الأماكن المقدسة. ويمكن لأي اتفاق سعودي علني مع إسرائيل أن يحيي الطلب الإيراني، وربما يُكسب طهران دعماً ليس فقط من سوريا ولبنان اللتين يهيمن عليهما الشيعة ولكن أيضاً من بعض الدول العربية السنية".

وبالمثل، يعتقد زخايم "لا يبدو الملك محمد السادس، عاهل دولة المغرب، في عجلة من أمره لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل. فعلى غرار الملك الحسن الثاني من قبله، حافظ على علاقات ودية ولكن غير رسمية مع إسرائيل واستضاف القادة الإسرائيليين بهدوء. ويعتبر الملك محمد أن المليون إسرائيلي-مغربي داخل بلده هم رعاياه، والكثير منهم إن لم يكن معظمهم يعتبرونه ملكهم، كما يزور السياح الإسرائيليون المغرب باستمرار. ولكن في الوقت نفسه، يرأس الملك المغربي لجنة القدس التابعة للمؤتمر الإسلامي، وهو ما يجعله مدافعاً رسمياً عن نقل القدس الشرقية ومسجديها الرئيسيين إلى الفلسطينيين. ولا يستطيع ببساطة أن يمضي قدماً في التطبيع الكامل حتى تتوصل إسرائيل والفلسطينيون إلى تسوية رسمية على أساس دولتين".

ويوضح الكاتب في نهاية المقال أنه قد تكون هناك حقاً بعض الدول العربية أو الإسلامية التي ستتقدم نحو التطبيع، "فقد تستأنف موريتانيا العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل التي حافظت عليها من عام 1999 إلى 2010؛ وقد تتحرك جيبوتي، حيث تمتلك الولايات المتحدة (والصين) قاعدة، أيضاً نحو التطبيع؛ وكلتاهما دولتان فقيرتان للغاية ومتعطشتان إلى المساعدة الاقتصادية والتقنية التي يمكن أن تقدمها إسرائيل لهما. ومع ذلك، بالنظر إلى أنه على أي حال لا يوجد لدى أي دولة عربية أدنى حافز للمضي قدماً في هذه الخطوة إلا بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، فمن الصعب رؤية كيف يمكن أن يتحقق توقع الرئيس ترامب بأن تسع دول عربية إضافية، أو حتى خمس دول، مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".