كفانا تسويف ومجاملات.. نحتاج للتغيير.. بقلم: صلاح عبد العاطي

السبت 19 سبتمبر 2020 03:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
كفانا تسويف ومجاملات.. نحتاج للتغيير.. بقلم: صلاح عبد العاطي



غزة /سما/

ولاية ترامب الأولى شارفت على الانتهاء بكل ما حملته ولا تزال من دعم وشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي بل وتتبنى مقاربات الاحتلال في تصفية الحقوق والقضية الفلسطينية في ما يعرف بصفقة القرن التي ترقى لمستوى الجريمة الدولية .. وسبق ترامب أربع إدارات أمريكية، ومع ذلك نفس القيادات الفلسطينية باقية وبنفس الأداء والمقاربات والانقسام مستمر .. والتفرد في القرار الوطني وغياب دور المؤسسات وغياب الاتفاق على برنامج وطني واستراتجية وطنية كما أن ردود الافعال الرسمية والشعبية لم ترقَ لمستوى التحديات الوطنية رغم ان سياسية التردد و الانتظار المتبعة والتي تراهن على المفاوضات ونتائج الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية وتارة على التغييرات العربية والاقليمية التي كان خلاصتها هرولة تجاه التطبيع ورغم اتضاح نتائج هذه المراهنات أمعن الرئيس في التفرد في القرار  في كل مؤسسات المنظمة التي تحولات لأجسام شكلية واستشارية ومؤسسات السلطة التي عطلت وحلت وانقسمت واستمرت في التراجع والانهيار  لتتفرد حماس في إدارة غزة ولتتفرد فتح الرئيس في إدارة الضفة والمنظمة.. وحتى المصالحة ووصل الأمر لاستخدامها كورقة تهديد للاحتلال وجرى إحباط كل مقاربات إنجازها .. و بدلا من الرهان على استعادة الوحدة الوطنية وإرادة الشعب تم تعزيز التناقضات الداخلية والانشغال بالخلافات و الصرعات الشخصية والفئوية على السلطة واستمرت الانتهاكات للحقوق والحريات وتم منع الانتخابات في كل مؤسسات النظام السياسي وغاب حتى تعزيز صمود الناس وبل وفرضت عقوبات جماعية على غزة وأهملت قضايا اللاجئين والاسرى والتصدي للاستطيان الاستعماري وإزاء التحديات تم اتباع استراتحية الاجتماعات لأجسام شكلية واتخاذ قرارات لا تنفذ وسياسية تشبعتهم شتما وفازوا بالإبل واختزلت القضية في شخص بات هو المهدد والمهدد وبات التسحيج سياسية من يرغب في البقاء واستمرار الراتب و المخصصات وكل من يشكل خطرًا على الزعيم يطرد ويعاقب وتستخدم كل الأدوات القمعية ضده وضد أسرته حتى الشهداء نابهم العقاب ومع ذلك لا يزال البعض رغم كل الأداء السلبي والنتائج الكارثية التي وصلنا إليها يراهن على ذات القيادة والشخوص والسياسيات هنا لا أستثني أحدًا رئيسا وأحزابا ومجتمعا مدنيا وقطاع خاص ونخب مستفيدة ما يفسر العجز عن التغيير  والتكيف مع هذا الواقعى وهنا يجب رؤية اتساع دائرة المستفيدين لتبدو لغة المصلحة الشخصية الحزبية الضيقة والخوف والمحاصصة والقمع قد عطلت أبصار الغالبية عن الرؤية وبل وجعلت البعض إما مقيد ومعاقب أو مستفيد من هذه الحالة في شكل نفوذ ووظائف وامتيازات شخصية ومشاريع ومخصصات وارتباطات حتي لو كان بعضها مع الاحتلال . ورغم بعض الإيجابيات و ردود الأفعال الشعبية والمبادرات الوطنية ومحاولات التغيير وبعض الفضاءت التي فتحها شعبنا من مقاومة ومقاطعة والاصرار على التمسك بالحقوق إلا أن هذه القيادات منعت مفاعيل التوظيف لمقاومة وصمود شعبنا ولنقدم للعالم أسوأ نموذج في إدارة الذات والشأن الوطني والانساني والعجز والارتهان وما تركه ذلك من تداعيات كارثية علي شعبنا وقضيتنا..

للأسف لا زلنا نتصرف كأننا نمتلك ترف الوقت في اقليم يعاد ترتيبه وهندسته وعالم متسارع التغيير وفي ظل استيطان زاحف ومتمدد وقدس تهود وحصار يتم ماسسته وخطر الضم الماثل وانتهاكات وجرائم تطال المدنيين.. ألا يستدعي كل المخاطر  والتحديات الوطنية سرعة في استعادة الوحدة الوطنية وتجديد الشرعيات واتفاق وطني على عقد وبرنامج وطني واستراتجية نضالية شاملة،  برفع كلفة الاحتلال وتعزيز صمود المواطنين.
ولانجاز كل ما سبق نحتاج لبلورة تيار وطني عابر للأيدلوجيا يضمن حشد جهود الناس، وكل الراغبين بترتيب البيت الداخلي لفرض إرادة الشعب الفلسطني في استعادة الوحدة وإجراء التغيير الديمقراطي عبر الانتخابات الشاملة على أساس التمثيل النسبي وإطلاق انتفاضة  بما يضمن إصلاح الحقل الوطني والنظام السياسي والأداء الاجتماعي والاقتصادي والانساني، إن أردنا استعادة مكانة قضيتنا وضمان حقوقنا الوطنية والإنسانية.