لم يعرف التاريخ العربي الحديث قضية اشرف واكثر نبلا من القضية الفلسطينية ، كما لم يعرف التاريخ العربي الحديث ايضا ، قضية تاجر بها كل المستبدين والافاقين ، اكثر من القضية الفلسطينية، وتعرضها لمثل هذه المتاجرة الغوغائية . فهل أصبحت ضحية لتطبيع العرب وللطموحات الانتخابية لترامب؟ ، ولاخر يري الانقسام الفلسطيني مبرراً لغسل يديه من القضية الفلسطينية .
فهل اتفقوا على تصفية القضية الفلسطينية في اطار القفز على الحقوق السياسية والدينية والتاريخية للشعب الفلسطيني؟ .. بعض الدول العربية تحاول الاستيلاء على قرار فلسطين وتحاول ضمها لصفقة القرن بالإكراه"، و أن الهدف فتح الباب " لإسرائيل" لتسرح وتمرح في العواصم العربية دون أن تذكر هذه العواصم فلسطين .
و برغم من ذلك كله ، فلا احد يستطيع الوقوف ضد الإرادة الحرة ، وجاء رفض الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لكل اتفاقيات التطبيع وكل المؤامرات التي لا تعترف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ، داخل الجامعة العربية وامام العالم ، ولا تكون ورقة يتلاعب بها أدعياء الزعامة والغوغائية السياسية في العالم ، ولا يستمر الحال مع المستبدين والافاقين الذين يتاجرون بقضايا ومشاعر الشعوب ، وضد الحماقات التي تجلب على القضية والشعب الخسائر والنكبات ، دونما تدبر او تعقل؛ فلا ارض فلسطين وارض العرب سلعة للمساومة والتنازل ، ولا ارواح الشعب الفلسطيني وممتلكاته وحقوقه المشروعة تهدر هكذا.
في كل مكان بهذا العالم الخطر ، يوجد ما يسمى" بالكمبارس" ممن يريد ان يتبوا ، ادوار مرئية مسموعة ، وان يفعلوا ذلك على عجل . ربما يأمل هؤلاء "الكمبارس" ان يتقمصوا أدوار البطولة في المشهد الجديد ، مع من انتج واخرج المشهد ، وفرض دورهم الجديد على المنتج الامريكي والمخرج الصهيوني ، كما حاول بعض الكمبارس السابقون، ان يحتلوا ما يسمي في لغة السينما والمسرح " بالأدوار المساندة ( support-roles) مقابل بعض المنافع ، ليستمر في ممارسة الشذوذ السياسي - معذرة التشبيه فج - ولكن لا اجد تعبير اكثر توثيقا وهو ان البعض يمارس شذوذا سياسيا – او بتعبير اخر مثلية سياسية وذلك تحت مظلة ما يسمي التطبيع .
فهؤلاء المتآمرين على قضيتنا ، وضد شعوبهم ، اورقهم مكشوفة امام شعوبهم مكشوفة للغرب.
هم يعلمون من بيده اوراق اللعبة لغض الطرف عنهم ولتركهم في سدة الحكم مع مؤامراتهم التي لا تنتهي . فلو كان لديهم شجاعة، لما تنكر بعضهم وانكر علاقته مع الصهاينة ككيان صهيوني دموي مغتصب وعنصري ، وبعضهم من زمان يتبادل التعاون التجاري و التمثيل الدبلوماسي ولهم قصور على سواحل والمنتجعات السياحية في يافا وتل ابيب. " فالأيام أفضل جهاز لكشف الكذب".
وبالرغم من ذلك نحن من الداعمين بقوة للكل الدول العربية وامنها واستقرارها . فاستقرار الأمم نعمة لا يدركها، إلا من نام في معسكر لاجئين ، إلا من تخطفته أسلاك شائكة بين حدود دول ، إلا من طاردتهم المنافي، إلا من كان عزيزًا وبات ينتظر طبق أرز من مفوضية أممية للاجئين ، ولهذا يحزن القلب ويظهر الاستياء الفلسطيني المرير من الجامعة العربية و من العالم ، ليُعلن أن البشرية قررت “رجمه حتى الموت” بدل دعم حقوقه المشروعة و كفاحه المستمر ضد القتلة. ومن فشل العالم في توقع أو استيعاب مدى البربرية التي انحدرت إليها دولة الصهاينة ، بامتلاكها قوة مظُلمة و مدمرة ، وازدراءها للرأي العالمي ، بعد ان جعلت من قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن مدعة للسخرية.
ابدا .. لن تصيبنا خيبة الامل والإحباط ، بل ستزيدنا إصرار على وجودنا في ارضنا وفي الرباط في القدس والمسجد الأقصى المبارك ، ونحن من نحدد متى وكيف يتحقق السلام في الشرق الأوسط وفي العالم باسره. وإذا وجدت روح الاستقلال ، فلا يُمكن العثور عليها إلا داخل وحدتنا الحقيقية لندافع عن قضيتنا بكل ما فينا من قوة .. من إخلاص، لأن هناك من يخونها بكل ما فيه من غدر ، لنحافظ على وحدتنا سر أستقلالنا وقوتنا طرق عودتنا.
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ.. فإمًا الحياة و إمــا الرَّدى.