ذكرت اليونان أنها مستعدة لبدء حوار مع تركيا بعد أسابيع من التوترات المتنامية بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط والحدود البحرية، ولكن فقط حال أوقفت تركيا سلوكها الاستفزازي.
وتصاعدت الحرب الكلامية بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تدعي كل منهما بحقها في التنقيب عن الغاز في نفس الجزء من شرق البحر المتوسط.
وزادت حدة المواجهة بين أنقرة وأثينا مع إرسال تركيا سفنا للتنقيب في مناطق المياه المتنازع عليها. كما أرسلت دول الاتحاد الأوروبي سفنا إلى المنطقة لمساعدة اليونان في دعم مطالبها. وتجري كل من تركيا واليونان مناورات عسكرية في المنطقة تشارك فيها فرقاطات وطائرات مقاتلة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الجمعة إن مطالبه يمكن أن تتلخص بسهولة في: "هناك خمس كلمات فقط؛ الأعمال الاستفزازية تتوقف، المحادثات تبدأ".
وأضاف ميتسوتاكيس إنه ليس قلقا من تصريحات أردوغان السابقة ولكنه مهتم بمعرفة ما إذا كانت تركيا مستعدة للدخول في محادثات.
وحاولت ألمانيا التفاوض بشأن هدنة وكانت أحدث محاولة في هذا الإطار مساء أمس الخميس في لقاء تم عبر تقنية الفيديو كونفرانس بين أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ولكن دون تحقيق نتائج ملموسة.
كما حاول حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل، رغم أن أثينا شككت فيما إذا كانت المحادثات التي أجريت أمس يمكن اعتبارها رسمية.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج اليوم أن تركيا واليونان تجريان بالفعل محادثات فنية بهدف تجنب تصعيد التوترات العسكرية بين الجانبين في شرق البحر المتوسط، رغم نفي أثينا استعدادها للدخول في حوار.
وذكر ستولتنبرج: "بعد مناقشاتي مع جميع القادة اليونانيين والأتراك، التقى الحليفان (بالناتو) بالفعل لإجراء محادثات فنية هنا في مقر الحلف".
وشدد على أن "هذه محادثات فنية وليست مفاوضات بشأن الخلافات الأساسية بين اليونان وتركيا".
وأوضح ستولتنبرج أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن آلية محتملة لخفض فرص حدوث "وقائع وحوادث" في شرق البحر المتوسط.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الجمعة إن "اليونان أظهرت مرة أخرى أنها لا تؤيد الحوار" متهما أثينا "بالكذب" بشأن دور الوساطة الذي يقوم به حلف الناتو.
وأضاف أوغلو أن الأمين العام لحلف الناتو أجرى مشاورات مع البلدين اللذين اتفقا على إجراء محادثات فنية قبل إعلان ستولتنبرج عنها.
وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه اقترح فكرة عقد مؤتمر متعدد الأطراف للمساعدة في تحفيف حدة التوتر في منطقة شرق المتوسط بشأن أنشطة التنقيب عن الغاز التي تقوم بها أنقرة.
وقال ميشيل في مقابلة إنه طرح فكرة عقد المؤتمر على تركيا وشركاء آخرين.
وأوضح ميشيل أنه سيزور الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (اليونان وقبرص ومالطا) لمناقشة الأمر قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في الفترة من 24 إلى 25 أيلول/سبتمبر الجاري.
ومن المنتظر أن تتصدر قضية شرق المتوسط جدول أعمال القمة.
وشدد ميشيل: "لا نقبل تصرفات تركيا الأحادية، التي لا تلتزم بالقانون الدولي"، مشيرا إلى أنه لا يؤيد "نهج الترهيب والترغيب".