متى سنتوقف عن ذرف الشموع؟ بهجت الحلو

الأربعاء 02 سبتمبر 2020 10:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
متى سنتوقف عن ذرف الشموع؟ بهجت الحلو



كلماتنا في الحزن تقتل حزننا..إن الحروف تموت حين تقال ُ...حقاً لم يعد هنالك متسع للحزن في قلوبنا من تواتر الفواجع التي يكون ضحاياها اطفال، بسبب الترك أو الإهمال أو العنف او قصر ذات اليد. 

لقد مضت ليلة أخرى مؤلمة على نبأ فاجعة وفاة ثلاثة أطفال في قطاع غزة لحريق تسببت به شمعة في غرفة نومهم، ما يضع قضية حقوق الاطفال مرة اخرى في صدارة كل ما يجب القيام به، وبأن نظرية مارك مانسون في كتابة " فن اللامبالاة" تغدو جريمة اخلاقية. 

يعتبر الاطفال هم أكثر الضحايا في قطاع غزة تأثراً بالحالة الرثة التي يعيشها قطاع غزة وخصوصاً مع الانقطاع الدائم للكهرباء منذ سنوات طويلة سبقت ولادة الاطفال الذين قضوا في هذا الحريق، حيث اورثت " العتمة والظلام الدائمين في قطاع غزة " اطفالاً بانحرافات في أعينهم نتيجة فصولهم الدراسية التي تحتاج الى إنارة، واطفالاً تمتلئ اجسامهم بماء غير صالح للشرب، وبشواطئ لا تصلح لسباحتهم فيها نتيجة تلوثها بمياة الصرف الصحي بسبب تعطل اجهزة المعالجة لغياب الكهرباء. 

فما هو الحل؟ حقيقة لا اعرف تماما ما هو الحل، ولكن هناك ثلاثة مستويات للتدخل من منظور حقوق الانسان 

اولاً التدخل الاستجابي، وهو سرعة تقديم المساعدة للضحايا حال حدوث مساس بالحق في الحياة او الصحة، والتعامل السريع مع الصدمة، وثانيا التدخل العلاجي من خلال توافر اجراءات تقدم العلاج المناسب، والمستوى الثالث هو التدخل الهيكلي والذي يشير الى ضرورة توافر تشريعات وسياسات وخطط وبرامج لحماية الانسان وحقوقة.  

لا أعرف ما هو الحل، ولكنني متيقن من أنني اعرف أنه لا قيمة للكلام امام هذا النوع من الفواجع! 

 ومن منظور حقوق الانسان أيضاً، هنالك ثلاثة اهداف للتدخل، الاول لمنع حدوث الفاجعة وهو تدخل استباقي وقائي، وليت هنالك وعي واستخلاص عبر من مخاطر استخدام الشموع في غرف الاطفال! والهدف الثاني للتدخل هو لمنع تكرار الفاجعة من خلال حظر ما تسبب بها، او مساءلة من تسبب بها، او توسيع مساحة الرقابة على سلامة الاطفال لتشمل الأم والاب معاً ، والاحتراس والحذر من من نتائج غياب احدهما لسبب ما. والهدف الثالث للتدخل هو للتقليل من آثار الفاجعة .. و للأسف هنا وامام وفاة الاطفال الثلاثة لاقيمة لهذا النوع من التدخل..فقد قضت الشمعة على كل شيئ.. ولم تُقِم الا حزناً. 

لقد سئمنا من الوقود والوفود والوصل والقطع التي جعلت من حياتنا قطعة فحم ومن اطفالنا مشاريع ضحايا. 

يجب أن يتم حماية اطفالنا من المخاطر من خلال منهج قائم على حقوق الانسان يستند الى نصوص القانون التي تلزم السلطات بالوفاء بمسؤلياتها لاتخاذ كافة الاجراءات والتدابير لحماية الاطفال على المستويات الجسدية والنفسية، وضمان سلامتهم وحصولهم على الطعام والتعليم والأمن والعدالة والتعويض وعدم التمييز. ومن خلال تعزيز ادوات الرقابة والمساءلة والمحاسبة عن افعال التقصير والإهمال. 

إنه وقت إيجاد حل جذري لوباء انقطاع الكهرباء في قطاع غزة والذي يفتك بمستقبل وروح وجسد اطفالنا، وحتى نتوقف عن ذرف الشموع..