تكليف أديب بتشكيل الحكومة اللبنانيّة: الإصلاحات فورًا

الإثنين 31 أغسطس 2020 03:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
تكليف أديب بتشكيل الحكومة اللبنانيّة: الإصلاحات فورًا



بيروت /سما/

كلّف الرئيس اللبناني، ميشال عون، سفير بلاده إلى برلين، مصطفى أديب، بتشكيل الحكومة المقبلة قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى لبنان، حاملا مقترحًا إصلاحيًا.

وتعهّد أديب، بعد تكليفه، بتشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن" تضمّ فريقًا "متجانسًا من أصحاب الكفاءة والاختصاص"، وبإجراء إصلاحات أساسية يشترطها المجتمع الدولي لدعم بلاده.

وقال أديب في بيان تلاه من القصر الرئاسي "الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية والبدء بتنفيذ الإصلاحات فورا من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وبعد تكليفه جالَ أديب في مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار الضخم مطلع الشهر الجاري وأدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 180 شخصًا.

وأديب شخصية غير معروفة من اللبنانيين، ويواجه مهمة شبه مستحيلة بإحداث تغيير سياسي وإجراء إصلاحات ملحّة لإنقاذ البلاد من أزمة غير مسبوقة.

وبرز اسمه إلى التداول فجأة عشية الاستشارات النيابية، خلفًا لحسان دياب الذي استقالت حكومته تحت ضغط الشارع إثر انفجار 4 آب/أغسطس، وأعلن بيان صدر عن أربعة رؤساء حكومة سابقين بينهم سعد الحريري، الزعيم السني الأبرز، ونجيب ميقاتي، ترشيحه، قبل أن تشير مصادر متطابقة الى توافق بين القوى السياسية الأبرز.

وبحسب سيرة ذاتية منشورة على موقع سفارة لبنان في برلين، يحمل أديب دكتوراه في القانون والعلوم السياسية. بدأ مسيرته المهنية أستاذًا جامعيًا في جامعات عدة في لبنان، وعمل أستاذًا متفرغًا في الجامعة اللبنانية منذ العام 2010، وفي فرنسا. وشارك في إعداد أبحاث أكاديمية وقدّم استشارات في مجالات عدة، بينها الرقابة البرلمانية على قطاع الأمن واللامركزية والقوانين الانتخابية.

وأديب متزوج من سيّدة فرنسية ولديهما خمسة أولاد.

"ليس رجل مواجهة"

وقال أحد معارفه في طرابلس طالبًا عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس"، "تتّسم طباعه بالهدوء والسلاسة واللياقة والدبلوماسية"، مشيرًا إلى أنه "ليس رجل مواجهة ولا يبدي مواقف حادة، إنما يتجنب المشاكل ويسعى لحلها دبلوماسيًا من منطلق تعزيز علاقته مع مختلف الأطراف".

وعدّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أديب "نسخة" أخرى عن رئيس حكومة تسيير الأعمال، حسان دياب، الذي دخل الحكومة من بوابة الاختصاصيين وكبّلته القوى السياسية. ولم تتمكن حكومة دياب من تحقيق أي خطوات إصلاحية أو المضي في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، نتيجة الانقسامات السياسية فيما كانت البلاد تغرق أكثر وأكثر في أزمتها الاقتصادية.

ونشرت صفحة "لبنان ينتفض- ألمانيا" على فيسبوك صورة لأديب خلال انتظاره في المطار ختم جواز سفره بينما كان في طريقه إلى لبنان. وأوردت أنه سافر "من دون إجراء فحص كورونا" الذي تفرض السلطات اللبنانية على القادمين إجراءه قبل ثلاثة ايام على الأقل من ركوب الطائرة.

وقال أحد القيمين على الصفحة لـ"فرانس برس" من دون ذكر اسمه، إنّ أديب "لا يختلف عن الطبقة السياسية المتحكمة بمفاصل الدولة في لبنان، خصوصًا أنه تولى مهامه الدبلوماسية من خارج ملاك وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي".

وأضاف "لا نرى تغييرًا نحو الأفضل في ما يخص تسمية أديب، فهو شخص يخضع لنظام التحاصص القائم في لبنان".