تلقى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بظلالها على كافة مجريات الأحداث العالمية، لما تشكله من تأثير كبير على اقتصاديات العالم،وعلى السياسة الدولية قاطبة
ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هى دولة مؤسسات، إلا أن الرئيس يلعب دورا حيويا فى التأثير فى مجريات السياسة الدولية فى كلة بؤر التوتر فى العالم ...
ترامب الذى أساء للولايات المتحدة ،بعنصريته البغيضة وتصرفاته التى أثارت حفيظة ،أكثر من سبعين مسؤولا بالحزب الجمهورى وعلى رأسهم كولن بأول وزير الخارجية الأسبق ،،أعلنوا عن دعمهم لمرشح الحزب الديمقراطى(بايدن ) .. منطلقين من مبدأ(نحن الناس الذين يضعون الوطن فوق الحزب)و ويجزم هؤلاء بأن ترامب لا يتمتع بالكفاءة والحنكة السياسية لأن يكون رئيسا حيث أنه نال من سمعة الولايات المتحدة وعرض الأمن القومى الأمريكى للخطر بالإضافة إلى تقسيم المجتمع الأمريكى إلى فئات عنصرية لم تكن قبل توليه الرئاسة
بايدن الذى خاطب الأمريكيين قائلا ، هل هذه أمريكا التي تريدونها لأنفسكم وأطفالكم؟
بهذه الكلمات استطاع أن يصل إلى عقل وقلب الناخب الأمريكى الذى سئم أداء ترامب وإدارته فى الحكم ،
وفى الواقع يعانى المجتمع الأمريكى من تداعيات جائحة الكورونا التى تفشت فى معظم الولايات الأمريكية الأمر الذى اثقل كاهل النظام الصحى والمالى، وسبب عجزا كبيرا فى ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية...
لقد استطاع بايدن أن يستثمر إخفاق ترامب وإدارته فى التصدى لجائحة الكورونا والتى أدت تداعياتها إلى زيادة معدل البطالة بنسب مرتفعة جدا بين صفوف الشباب ،وايضا استثمر بايدن (مقتل جون فرويد )التى أحدثت زلزالا فى المجتمع الأمريكى وجعلت مستقبل ترامب فى مهب الريح بسبب اخفاقه فى التعامل مع ثورة الأمريكيين من جذور افريقية ...
كل هذه المعطيات جعلت رصيد ترامب يتآكل وتضعف أسهمه، وبالرغم من ذلك وبناء على آراء مستشاريه يخاطب ترامب الشعب الأمريكى باللغة التى يحبها وهى (لغة المال)،فالشعب الأمريكى مشبع بالرلسمالية التى جعلته يبنى كل حياته على الأعمال الحرة ،حتى أفرزت ملوك التقنية مثل (بيزوس) الذى ربحت شركته أمازون (ثلاثة عشر مليار فى يوم واحد)وينطبق الحال على الفيس بوك ...الخ
بايدن يمضى قدما إلى الإمام واستطلاعات الرأى تؤكد ذلك ،ويبقى التحدى الأكبر أمامه أصوات اللوبى اليهودى وجماعات الضغط(الايباك) واليمين المسيحى المتطرف (المسيحيين الانجليين) وكل هؤلاء يمتلكون المال ويحكمون قبضتهم على الاقتصاد الأمريكى ويستطيعون التأثير وبشكل قوى ،
وعلى ضوء ذلك أوفد ترامب وزير خارجيته (بومبيو )لعقد صفقة مع قادة الإحتلال لجلب أصوات اليهود الأمريكيين، وهنا لابد لنا ان نتساءل ماذا عن أصوات الأمريكان من أصول عربية ؟وفى الحقيقة بإمكان هؤلاء أن يؤثروا فى هذا السباق الرئاسى إلا انهم لا يملكون الأثر الكبير بسبب تشتيت أصواتهم بين قطبى مرشحى الرئاسة
ونحن فى فلسطين لن نعير هذا السباق الرئاسى الاهتمام الكبير بسبب التأييد المطلق لإسرائيل ودعمها واسنادها فى الحلبة الدولية وتبنى سياستها المعادية لقضيتنا وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت المستوطنات غير شرعية ومخالفة الشرائع الدولية ثم تبدل الحال إلى أراضى متنازع عليها إلى أن وصل الحال بأنها أراضى صهيونية ويحق لها أن تعمل ما يحلو لها !!!! ويبقى السؤال اذا فاز بايدن هل ستتغير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية؟
إن غدا لناظره قريب فهل يفعلها بايدن؟
كاتب فلسطيني