حذرت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية من تصاعد عمليات الهدم في مدينة القدس المحتلة، ومحيطها بعد كشف النقاب 18 الف منزل وبناية ومنشاة مهددة بالهدم في مدينة القدس المحتلة، وهي عرضة للهدم بكل لحظة وهو ما يشكل جريمة حرب بكل المقايس، وترتبط بجريمة اخرى وفق سياسات تقوم على الهندسة العرقية للمدينة تمهيدا لتصفية الوجود الفلسطيني، وحرمان اصحابها من حق الحماية لموجب القانون الدولي الانساني .
وأكدت الشبكة في بيان صحفي: ان الاجراءات المتواصلة في القدس هي جزء من سياق طويل ومعلن لحكومة الاحتلال، واجراءاتها لتضيق الخناق على السكان الاصليين، وترحيلهم قسرا وخلق وقائع جديدة لتغير معالم المدينة، وتراثها الحضاري والانساني لصالح المشروع الاستيطاني الاحلالي ضمن سياسة واضحة المعالم تقوم على طرد المقدسيين او اجبارهم على الرحيل، وهو ما يلمسه المواطنون فيها يوميا عبر فرض الضرائب، وسحب الهويات، ومنع الحركة والتنقل اضافة لاستهداف المقدسات الاسلامية، والمسيحية، واعاقة الوصول للمسجد الاقصى لاداء الصلاة بسبب الاقتحامات شبه اليومية، وليس اقل من ذلك قرارات المصادرة، وقطع التواصل الجغرافي، والاغلاقات لمنع الوصول للمدينة، وهو ما يجعل استمرار العيش فيها امرا مستحيلا .
وأضافت ان قرارات الاحتلال بحق المدينة تعكس صورة قاتمة للوضع القادم في حال استمرار الصمت على ما يجري حيث تشير الاحصاءات ان الاحتلال سلم منذ مطلع العام الجاري اوامر هدم ل 650 منزلا ومنشاة في القدس المحتلة اضافة لهدم نحو 20 منشاة خلال شهر اب الجاري ، وهو ما ينذر بوقوع كارثة انسانية محققة يتم فيها القاء المواطنين في العراء دون ماوى، وهي جريمة بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي الانساني تستوجب تدخلا فوريا لوقفها، والضغط على دولة الاحتلال لمنعها من الاقدام على تنفيذها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال والزامها باحترام المواثيق والاعراف الدولية .
وطالبت الشبكة بخطة عمل موحدة، ومتكاملة،وسريعة لانقاذ المدينة بمشاركة جميع المكونات وحمايتها من خطر التهويد الاسرلة ووضعها على راس سلم الاولويات وطنيا ومجتمعيا، وتقديم كل سبل ومقومات البقاء لمواجهة اجراءات الاحتلال فيها وتوحيد مرجعياتها في ظل انتشار فيروس كوفيد 19 كورونا، وهو ما يحتم على الجميع مضاعفة الجهود، وتكثيفها مع المماطلة والتلكوء من دولة الاحتلال في تقديم الخدمات الطبية من قبل دولة الاحتلال، ومناشدة الامم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية لتقديم الفحوصات، والعلاج اللازم للاهالي في المدينة وبلداتها، وقراها مترافقة مع جهد حثيث لدعم مقومات الصمود والبقاء المقدسي بكل الامكانات المتاحة، وادراج ممارسات الاحتلال ضمن مسار قانوني دولي بهدف تجريم هذه الممارسات تمهيدا لمحاسبة دولة الاحتلال عليها في المحاكم الدولية .
وفي ذات الاطار استنكرت الشبكة جريمة الهدم التي جرت فجر اليوم "الثلاثاء" بحق التجمع البدوي وادي السيق شرقي رام الله، وقيام جرافات الاحتلال بهدم ثمانية بركسات لعرب الكعابنة، وهي منطقة تقع ضمن مخطط الضم القريب من شارع الون وهو ما يعني استمرار عملية الضم الصامت والتدريجي الجاري تنفيذه في الضفة الغربية ويهدف لفرض السيادة الاسرائيلية فيها .