غزة: اجتماع وطني يؤكد رفضه للتطبيع ومخطط الضم ويدعو للوحدة

الثلاثاء 18 أغسطس 2020 12:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة: اجتماع وطني يؤكد رفضه للتطبيع ومخطط الضم ويدعو للوحدة



غزة / سما /

عُقد في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا وطنيًا حضرته كافة الفصائل والقوى، إلى جانب أكاديميين ووجهاء وشخصيات مستقلة وهيئات مجتمع مدني ومحلي، للتأكيد على رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومخطط الضم الساعي لضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية، وتأكيدًا على الدعوة للوحدة الوطنية لمواجهة هذه المخططات.

وألقى عدد من القيادات والشخصيات كلمات مقتضبة خلال الاجتماع الوطني الذي عقد في قاعة الهلال الأحمر بمدينة غزة، بحضور قيادات فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وكافة الفصائل والقوى.

وأكد عائد ياغي متحدثًا باسم القوى الوطنية والإسلامية، على الموقف الوطني الرافض للتطبيع، ورفض الاتفاق الثلاثي الإماراتي - الإسرائيلي - الأميركي، للتطبيع، ولمخطط الضم، ولجميع المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وبين أن الكل الوطني، يعتبر الموقف الإماراتي طعنة لنضال وتضحيات الشعب الفلسطيني، وحقوقه ومقدساته وقضيته الوطنية، وبمثابة مؤامرة جديدة على الأمة العربية بهدف التمهيد للمزيد من الاستيطان والعدوان.

وأشار إلى أن الكل الفلسطيني يجمع على أن التوقيع على اتفاقيات ملحقة للاتفاق التطبعي بهدف إنشاء سفارة إماراتية لدى الاحتلال، بمثابة خطوة عدائية من الإمارات ضد الشعب الفلسطيني، وتهديد واضح لمصالح الأمة العربية، وسيسرع بقوة التطبيع مع البلدان العربية وخاصةً دول الخليج على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.

ولفت القيادي ياغي، إلى أن كل ذلك يتعارض مع ما أقر في القمم العربية السابقة، بأنه لا تطبيع بدون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويعد ذلك كسرًا للموقف العربي.

وبين أن الكل الفلسطيني ينظر للاتفاق التطبيعي، بأنه تطبيق فعلي لبنود ما يسمى بصفقة القرن، والتي تتضمن ضم الأراضي الفلسطينية وتصفية القضية وذلك كله خدمةً لكل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال.

واعتبر المتحدث باسم القوى الوطنية والإسلامية، الادعاءات بتبرير التوقيع على الاتفاق بأنه جاء لوقف الضم، بأنها غير صحيحة، لأن الاتفاق نص على تعليق الضم وليس إلغائه، مشيرًا إلى أن عملية الضم جارية على قدم وساق والاستيطان يتوسع كل ساعة في الضفة الغربية.

وأكد على أن الاتفاق لن يؤثر على الشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله وسياساته لمواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين لم يعودوا يعولوا على الاجتماعات التي تعقدها جامعة الدول العربية التي باتت ضعيفة وعاجزة عن التصدي لمختلف الأزمات بالمنطقة.

وأشار إلى أن الشعوب العربية في الإمارات والخليج والدول الأخرى تقف صفًا واحدًا مع القضية الفلسطينية وترفض هذا الاتفاق وستلفظ كل من يسير بهذا المسار التطبيعي. كما قال.

ودعا القيادي الفلسطيني، الإمارات إلى التراجع عن الاتفاق، مؤكدًا على أن أطفال فلسطين وشبابها لن يغفروا لمن يطبع مع الاحتلال.

وشدد على ضرورة التنبه للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية والتخلي عن أي أوهام بالسلام وعقد أي اتفاقيات مع الاحتلال.

ودعا ياغي متحدثًا باسم القوى، إلى ضرورة تبني استراتيجية وطنية موحدة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتغليب المصلحة العليا على أي اعتبارات أخرى دون تأخير أو إبطاء.

وأعرب عن أمله في أن يخرج الاجتماع القيادي هذا المساء في رام الله بخطوات عملية لاستعادة الوحدة الوطنية، ومنح المواطنين الأمل بإنهاء الانقسام.

وقال: "نتطلع لتشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتشكيل قيادة موحدة بالفعل والمضمون قائمة على الشراكة، وتتفق على جميع القرارات السياسية والكفاحية لمواجهة هذه المخططات".

كما دعا إلى وضع خطة تنموية لتعزيز ضمود الشعب الفلسطيني وتحقيق أقصى قدر ممكن من العدالة الاجتماعية ودعم القدس وأهلها والاهتمام بالمناطق المتضررة من الجدار، وإلغاء كافة الاجراءات التي مست بالمواطنين في غزة، والتخفيف من المعاناة الانسانية بالقطاع، ومحاولات فصل غزة عن الضفة، وتوسيع وتصعيد المقاومة الشعبية الشاملة.

وطالب بضرورة ابتكار أليات لتوحيد العمل المشترك خارج وداخل فلسطين، واستخدام كل الطاقات في مخيمات اللجوء والشتات والعمل على حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى جانب تعزيز حركة المقاطعة الدولية وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، وتوسيع التنسيق مع حركة التضامن مع شعبنا دوليًا وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وقال: "نحن نريد حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وضمان حق العودة للاجئين، فقضية فلسطين ليست عربية أو إسلامية فقط، بل هي قضية الانسانية جمعاء".

من جانبه، قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن الاجتماع اليوم في غزة ومساءً في رام الله، تأكيدها على وحدة الشعب الفلسطيني ورفضه المطلق لصفقة القرن

وأضاف: "اليوم نعلي صوتنا لننبه أمتنا لمؤامرة تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن التي تهدف لصياغة شرق أوسط جديد عنوانه دولة عبرية قوية وتمزيق الدول واستمرار اشعال فتيل الحروب الأهلية واختلاق الصراعات بين الدول الشقيقة".

وتابع: "ينعقد هذا اللقاء الوطني الموسع في غزة لإظهار موقف وطني موحد رافض لصفقة القرن ورفضنا لتساوق عدد من الدول الشقيقة للتطبيع مع الاحتلال".

وأكد على رفض وإدانة الكل الفلسطيني للاتفاق الثلاثي، مشددًا على عدم استعداء الشعب الاماراتي، ودون نسيان الأيادي البيضاء للشيخ زايد، ومواقفه الداعمة لفلسطين.

وشدد على ضرورة عقد لقاء وطني عاجل وسحب الاعتراف بالاحتلال والنزول للشارع لمواجهة خطوات الضم، وذلك لإسقاط هذه المؤامرة.