معاريف: لهذا يجب على إسرائيل أن تترك لبنان و”حزب الله” وبؤسهما

الأربعاء 12 أغسطس 2020 10:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: لهذا يجب على إسرائيل أن تترك لبنان و”حزب الله” وبؤسهما



القدس المحتلة /سما/

معاريف - بقلم: ران ادليست "يعتقد معظم محللي العصر والمنطقة بأن حزب الله تعرض لضربة قاضية بسبب حجوم القتل والدمار في بيروت. ليت هذا ما يكون. في هذه الأثناء ثمة واقع لا يؤيد هذا التقدير. فالتغطية الإعلامية لغضب البيروتيين، ولا سيما المسيحيين وعلى ما يبدو السُنة أيضاً ضد حزب الله والكتلة الشيعية (مع حركة أمل)، بالغة الانطباع. مثل التغطية الإعلامية لغضب مواطني إسرائيل اليساريين ضد نتنياهو والكتلة الدينية – القومية. بالغة الانطباع، ولكنها لا تحرك ساكناً في الاختبار الديمغرافي وموازين القوى على الأرض. حزب الله يسيطر على جنوب لبنان، و”نصرالله لاند” في الجنوب باتت حقيقة مدعومة، سواء من السكان أم من آلاف المسلحين في صيغة عسكرية. هكذا أيضاً الضاحية في بيروت وغيرها من المناطق".

إن لحملات الجيش الإسرائيلي ضد سلاح حزب الله الدقيقة مبرراً بسبب مستوى العداء في الطرفين والخوف من إلحاق وابل من الصواريخ الدقيقة الضرر في البنى التحتية في إسرائيل. إن “الأيديولوجيا” التي ترافق الحملات العسكرية تضعف قوة حزب الله في لبنان. أما الحقيقة، فهي أن تنظيم حزب الله، سواء على المستوى العسكري أم البرلماني، تعزز منذ حرب لبنان في 1982 التي استهدفت فرض حكم المسيحيين على المسلمين (أكثر من 50 في المئة من السكان اللبنانيين).

على المستوى التحليلي، يصعب علي فهم الخلطة اللبنانية. فلكي تقول شيئاً له قيمة، عليك أن تفهم من أين تبول كل سمكة في الوقت المحدد. وأستبق التحذير والصراحة، فأقول: قبل سنوات عديدة حضرت لقاء بين فؤاد وميشيل عون. وثمة انطباع نشأ عندي بعد تلك الوليمة بأنه لقاء بين مسؤول مخابرات وعميل. بعد سنوات لم أتفاجأ حين تبين لي أن عون أصبح رئيس لبنان بعد أن فهمت أنه هرب إلى باريس. ومن شدة تمعني اعتقدت في حينه بأن نبيه بري، رئيس البرلمان اليوم، هو رجل أوري لوبراني، الله يرحمه، وايتسيك تدهر ورفقا ايرلخ، أطال الله عمرهما. ولكي تفهم ما يحصل في غياهب لبنان، فإن هذه مسألة تعود للمهنيين الذين هم في معظمهم، بالمناسبة، مغلوطون.

ما تبقى لنا، نحن المتتبعين، هو أن نفحص ما يفترض أن نفعله مع ما يجري أمام عيوننا: حكومة لبنان استقالت.. وثمة فوضى في لبنان. والذي يضع اليد على الممتلكات والكتائب المنضبطة هو نصر الله، ولا أحد يعرف إلى أين ستؤدي الاحتجاجات الجماهيرية في بيروت أو كيف سيتصرف ذوو الصلة الخارجيون مثل سوريا، والسعودية، وإيران، وفرنسا والولايات المتحدة. كل محاولات إسرائيل للتدخل في السياسة اللبنانية في الماضي انتهت بالبكاء، بما في ذلك عائلات ثكلى في الجانبين. في 1982 حصل هذا عندما دعمنا المسيحيين ضد الفلسطينيين. وكانت النتيجة صبرا وشاتيلا، وتبلور معسكر شيعي مناهض لإسرائيل. يفترض أن يعلمنا الدرس بأن نتركهم في حالهم البائسة، بما في ذلك خوض الحرب اليومية ضد حزب الله، والجيش الإسرائيلي بالفعل خفف هذا الأسبوع مستوى التأهب في الشمال. لا يوجد أي احتمال بأن يهاجم نصر الله؛ فلا أحد سيسانده، إلا إذا أصررنا على أن نهاجمه بحكم أن من سيقتلك اسبقه حتى ولو كان ممدداً بلا حراك على الأرضية.