حرية الإعلام العبري الى أي مدى ؟ ،،، أشرف صالح

الأربعاء 12 أغسطس 2020 11:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرية الإعلام العبري الى أي مدى ؟ ،،، أشرف صالح



سخرت بالأمس صحيفة معاريف العبرية من نتنياهو بسبب البالونات الحارقة , ورغم أن إطلاق البالونات ليس أكثر من وسيلة لتسريع ما تم التفاهم عليه بين حماس وإسرائيل , إلا أن الإعلام يعتبر أن إطلاق البالونات بحد ذاته وحتى لو كان وسيلة للتفاهمات , فهو يشكل خطراً على أمن وهيبة إسرائيل , فالإعلام العبري بشكل عام دائماً يسخر من أداء الجيش والحكومة , وأحياناً من المخابرات في إسرائيل , وذلك على قاعدة حرية الإعلام , وبالتأكيد فإن سخرية الإعلام العبري تأتي من باب المحاسبة وكشف نقاط القوة الضعف في مؤسسات الدولة , وتلبية رغبة الرأي العام في إسرائيل لمعرفة إمكانات الدولة وإخفاقاتها , حتى وصل الأمر في الإعلام العبري بأن يتغنى في أداء فصائل المقاومة الفلسطينية , معايراً في ذلك قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين والأمنيين , فقبل أسابيع  قال الإعلام العبري أن أداء حكومة غزة بالتعامل مع فايروس كورونا أفضل من أداء حكومة نتنياهو , وأيضاً بالأمس تم عرض برنامج على قناة كان العبرية يتحدث عن معركة الشجاعية في حرب 2014 , وكيف كانوا جنود الإحتلال مرعوبين وبحسب وصفهم من شراسة المقاومة الفلسطينية آناذاك .

من هنا نجد أن ما يقوم به الإعلام العبري من نشر مواد قديمة وحديثة  تظهر من خلالها إخفاقات الجيش , هو بعكس ما تقوم بنشره فصائل المقاومة لتظهر من خلالها إنجازات المقاومة , وبالطبع وسائل الإعلام الفلسطينية تلتزم وبحكم المهنية الشفافية , بنشر المادة المرسلة لها دون تعليق أو تعديل , وذلك إحتراماً للمقاومة , فالخلل هنا يأتي من فلسفة الفصائل بما يخص نقل الأحداث الى الرأي العام , ففلسفة الفصائل تتبنى رفع المعنويات من خلال رفع رايات النصر ورفع شعارات البطولة في كل معركة , وحتى لو كانت المعركة خاسرة , وهذا بعكس الفلسفة التي تتبناها إسرائيل بشكل عام , وهي قائمة على رفع شعار المحاسبة للدولة والجيش  والمؤسسات والأجهزة الأمنية , وذلك من خلال كشف عوراتها عبر وسائل الإعلام , ومن هنا يستمد الإعلام العبري قوته وحريته الشبه مطلقة .

أتمنى أن تتبنى فصائل المقاومة فلسفة المحاسبة وجلد الذات , مثلما يفعل الإحتلال , فنحن أولى بذلك من الإحتلال , لأننا بحاجة ملحة لمحاربة الفساد ومحاسبة بعض القادة الفاسدين , وذلك عبر وسائل إعلامنا , لأن فلسفة رفع رايات النصر ورفع المعنويات ورفع شعارات القوة , قد يكون ضررها أكثر من نفعها , لأنها بذلك تحجب الرؤية الكاملة أمام الرأي العام الفلسطيني , وتغلق الباب أمام أي إنتقاد أو محاسبة أو مسائلة أو حتى محاولة إصلاح .