اندلع 60 حريقا، منذ صباح اليوم، الثلاثاء، في محيط المستوطنات الواقعة في المنطقة المعروفة إسرائيليا بـ"غلاف غزة"، من جراء إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة المحاصر، فيما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على شبان فلسطينيين في المناطق المحاذية للسياج الأمني الفاصل.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إطلاق البالونات الحارقة يتواصل من المناطق الواقعة على طول السياج الأمني شرقي القطاع، دون انقطاع، لليوم السادس على التوالي، في حين هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الغزيين بدفع "ثمن باهظ".
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) أن عدد الحرائق التي اندلعت اليوم، يعد قياسيًا ولم يسجل حتى في ذروة مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة في صيف العام 2018. وأشار إلى سقوط عشرات البالونات التي كانت تحمل أجسام متفجرة ومنها ما انفجر في الأجواء، وذكر أن النيرات أتت على مئات الدونومات.
وفي حين أشارت القناة 13 الإسرائيلية أن معظم مراكز الحرائق كانت صغيرة نسبيًا، قالت القناة العامة الإسرائيلية ("كان-11") إن حريقا ضخما اندلع قرب مزرعة "حفات شكميم" شمالي صحراء النقب، إضافة إلى حرائق أخرى نشبت بالقرب من "كيبوتس إيريز".
وذكرت "كان-11"، مساء اليوم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر منظومة لاعتراض البالونات الحارقة ومنع سقوطها في مناطق الـ48، في محيط القطاع المحاصر.
وبحسب "واينت"، فإن معظم الحرائق اندلعت في محيط "كيسوفيم" و"باري" التابعة للمجلس الاستيطاني إشكول، فيما أشار إلى أن الحرائق التي اندلعت خلال الأيام الماضية تسببت بإحراق نحو ألفي دونم من الأراضي الزراعية والحرشية. وأفاد بأنه تم إجلاء عائلة بدوية تعمل على تربية المواشي ورعي الأغنام في الأحراش الواقعة في "كيسوفيم".
كما اندلعت عشرات الحرائق في محيط المجلسين الاستيطانيين "شاعر هنيغيف" و"سدوت هنيغيف"، وأبلغ عن إصابة أحد جنود الاحتلال بينما كان يعمل جرار عسكري لإخماد الحرائق. فيما أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه مجموعة من الصحافيين وثقوا إطلاق الشبان الغزيين البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق اليوم، هدد نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، برد شديد ضد قطاع غزة إذا استمر إطلاق ما يوصف بـ"البالونات الحارقة"، وقال نتنياهو، خلال جولة في قاعدة "حتسور" الجوية، إنه "لن نتحمل إرهاب البالونات، وسنجبي ثمنا باهظا". واعتبر غانتس أن "حماس تسمح بمواصلة إطلاق بالونات حارقة وبالونات ناسفة باتجاه دولة إسرائيل، ونحن غير مستعدين لتقبل ذلك، وقد أغلقنا معبر كرم أبو سالم نتيجة لذلك. وحسنا سيفعلوا إذا توقفوا عن خرق الأمن والهدوء في دولة إسرائيل".
وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، صباح اليوم، معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد جنوبي قطاع غزة، إلى أجل غير مسمى، بدعوى الرد على إطلاق البالونات الحارقة من القطاع، ما اعتبرته حركة حماس "إمعانا في الجريمة بحق مليوني فلسطيني في القطاع يتحمل الاحتلال كافة نتائجها وتداعياتها".
وشدد الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريحات صحافية صدرت عنه صباح اليوم، أن "المقاومة الفلسطينية لن تقبل بفرض هذا الواقع على سكان قطاع غزة، ولن تتخلى عن واجبها ودورها الوطني والقيمي والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه".
وبعد شهور من التوقف، استأنفت "مجموعات شبابية"، في غزة، الأسبوع الماضي، إطلاق بالونات تحمل موادا حارقة أو متفجّرة، بهدف دفع سلطات الاحتلال على تنفيذ التزاماتها ضمن التفاهمات التي أوقفت مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة في نيسان/ أبريل 2019.
وفي هذا السياق، نقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، عن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين قولهم، إن "حماس نقلت رسائل إلى إسرائيل، بواسطة وسطاء، مفادها أن تأخير المال القطري ليس مقبولا عليها، إلى جانب تأخير مشاريع مرتبطة بنسيج الحياة الفلسطيني، المتعلقة بعملية التهدئة التي التزمت بها الحكومة الإسرائيلية".
وأشاروا إلى أن المشاريع التي تسعى حماس إلى دفعها قدما تتعلق ببناء بنية تحتية للكهرباء، المياه، الصرف الصحي، وإنشاء أماكن عمل، إلى جانب مواضيع أخرى في المجال المدني.
وتشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن حماس سمحت لناشطين بإطلاق البالونات الحارقة، منذ يوم الخميس الماضي، من أجل ممارسة ضغوط على إسرائيل لدفع مشاريع كهذه. لكن في المقابل، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع في القطاع، وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم، أمس.
وأضاف المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، بحثا التصعيد الحاصل في الأيام الماضية، وبعد ذلك نقلت إسرائيل رسائل إلى حماس، بواسطة وسطاء، زعمت فيها أن "إسرائيل تعمل على دفع المشاريع قدما، لكن ذلك يتأخر لأسباب بيروقراطية وصعوبة تجنيد جهات دولية، على خلفية تبعات أزمة كورونا وصعوبة عقد لقاءات مع حكومات أخرى".