هددت كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية اليوم، الأحد، بتفكيك "كتلة اليمين" المؤلفة حاليا من حزب الليكود والأحزاب الحريدية الداعمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر في "يهدوت هتوراة" قولها إن "خيار تفكيك كتلة اليمين بشكل نهائي أقرب من أي وقت مضى، وهذا سيبقي الليكود ونتنياهو وحيدين في الطريق إلى الانتخابات".
ويأتي تهديد الحريديين على خلفية الأزمة الائتلافية الشديدة بين نتنياهو وحزب "كاحول لافان" برئاسة بيني غانتس، النابعة من خلاف حول ميزانية الدولة، حيث يطالب نتنياهو بالمصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، بينما يطالب غانتس بالمصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، كما ينص الاتفاق الائتلافي بين الجانبين. ووصلت الأزمة ذروتها، اليوم، بإلغاء اجتماع الحكومة الأسبوعي.
وفيما امتنعت الأحزاب الحريدية حتى الآن عن الإعلان أنها لن توصي أمام رئيس الدولة بعد الانتخابات بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، لكن مصادر في "يهدوت هتوراة" تقول إن "هذا لن يحدث أوتوماتيكيا"، وأن "نتنياهو سيدرك أنه يتجه إلى خطوة كهذه (لانتخابات مبكرة) من دون دعمنا. ولن ندعم هذه الخطوة التي تجري من دون سبب".
وكتب عضو الكنيست من "يهدوت هتوراة"، يعقوب ميرغي، في "تويتر"، اليوم، أن "أي أحد يتسبب بانتخابات في هذه الفترة، فإنه بالإمكان وفقا لأي تشخيص، تسريره في أقرب مركز للصحة النفسية من مكان سكناه لكي يعيدوا إليه رؤية الواقع المحزن".
ولفت موقع "واللا" الإلكتروني إلى أن الحريديين يتخوفون من إقدام نتنياهو على حل الكنيست من دون المصادقة على الميزانية، ما يعني تضرر ميزانيات الييشيفوت (المعاهد الدينية الحريدية) بشكل كبير. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى حصول الأحزاب الحريدية على شرعية من ناخبيها بعدم دعم نتنياهو لدى تشكيل الحكومة المقبلة.
من جانبه، كرر غانتس، خلال اجتماع وزراء "كاحول لافان" اليوم، القول إنه لن يتزحزح عن موقفه بشأن الميزانية، وحمّل الليكود مسؤولية الأزمة الائتلافية. "ينبغي قول الحقيقة، وهي أننا نريد ميزانية، وهم يريدون ميزانية سياسية".
واضاف غانتس أنه "نريد حل مشاكل الاقتصاد والمجتمع، وهذا سبب إصرارنا، ولن نتزحزح". واتهم الليكود، الذي يريد زعيمه نتنياهو المصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، قائلا إنه "لا يوجد أي خبير اقتصادي يؤيد ميزانية للأعياد، وهذا هراء". وأشار غانتس بذلك إلى الأعياد اليهودية خلال الشهرين المقبلين.
وهاجم غانتس نتنياهو شخصيا، قائلا إنه "يوجد شخصان فقط يريدان انتخابات وتسعة ملايين لا يريدون ولا يحتاجون إلى انتخابات. ولا توجد حقيقة أخرى. واحد يريد تحسين وضعه السياسي (في إشارة إلى رئيس كتلة "ييش عتيد – تيلم" يائير لبيد) والثاني يريد تحسين وضعه القضائي والشخصي" في إشارة إلى نتنياهو.
ورد حزب الليكود على غانتس ببيان، جاء فيه أنه "بدلا من المصادقة على ميزانية بمبلغ 8.5 مليار شيكل للمواطنين، بيني غانتس لا يريد القدوم إلى العمل اليوم". وأضاف مخاطبا غانتس: "صادِق على الميزانية اليوم، فمواطني إسرائيل قبل أي شيء آخر".
وفي هذه الأثناء، أعلنت "ييش عتيد – تيلم" أنها ستطرح على الكنيست، يوم الأربعاء المقبل، مشروع قانون يقضي بمنع نتنياهو من تشكيل حكومة. وقالت هذه الكتلة في حيثيات مشروع القانون إن "ولاية رئيس الحكومة الذي قُدمت ضده لائحة اتهام بمخالفات خطيرة وفي مقدمتها مخالفات الرشوة والنزاهة، تتناقض بالمطلق مع القيم الأخلاقية المطلوبة من منتخب جمهور".
وقال لبيد إن "عدم عقد اجتماع للحكومة اليوم، وكوننا نتجه بسرعة نحو انتخابات لأن رئيس الحكومة يواجه لوائح اتهام وهذا يشغله، هو خزي وعار. وذلك في وقت يفتقر فيه الناس للطعام، والمحال التجارية تُغلق. ولهذا السبب سنضع على طاولة الكنيست مشروع القانون الذي لا يسمح لشخص بالترشح لرئاسة الحكومة مع لوائح اتهام جنائية. وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر".