أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أنه سيقترح على المسؤولين اللبنانيين "ميثاقا سياسيا جديدا" لـ"تغيير النظام"، وذلك بعد وقت قصير على وصوله إلى لبنان، في زيارة دعم بعد الانفجار الضخم الذي دمر أجزاء كبيرة من العاصمة وقتل وجرح الآلاف.
وأدلى ماكرون بهذه التصريحات في شارع الجميزة في شرق بيروت المتضرر بشدة من جراء الانفجار، والذي تفقده الرئيس الفرنسي سيرا على الأقدام. وقد احتشدت حوله مجموعة من اللبنانيين تهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، ثم "ثورة.. ثورة.. ساعدونا".
ورد الرئيس الفرنسي قائلا "أنا هنا لإطلاق مبادرة سياسية جديدة، هذا ما سأعرب عنه بعد الظهر للمسؤولين والقوى السياسية اللبنانية"، مشيرًا إلى ضرورة بدء "الإصلاحات (...) وتغيير النظام ووقف الانقسام ومحاربة الفساد".
وفور وصوله إلى لبنان، قال ماكرون إن لبنان يواجه أزمة سياسية واقتصادية وسيظل يعاني ما لم تُنفذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطًا لحصول لبنان على دعم يخرجه من دوامة الانهيار اقتصادي.
وقال ماكرون في تصريحات صدرت عنه من مطار بيروت، اليوم، "الأولوية اليوم لمساعدة ودعم الشعب من دون شروط. لكن هناك مطلب ترفعه فرنسا منذ أشهر وسنوات حول إصلاحات ضرورية في قطاعات عدة".
وأشار ماكرون بشكل خاص إلى قطاع الكهرباء الذي يُعد الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساسًا، وكبّد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
وأضاف ماكرون أنه يتمنى إجراء "حوار صادق" مع المسؤولين اللبنانيين، "لأنه بعيدًا عن الانفجار، نعلم أن الأزمة خطيرة وتنطوي على مسؤولية تاريخية للمسؤولين"، مشددًا على أنها تتطلب "تحركًا سريعًا وحوارًا صريحًا".
وتابع "في حال لم تنفذ الإصلاحات، سيواصل لبنان الغرق. وهذا حوار آخر سنقوم به"، في إشارة إلى إصلاحات ضرورية وضعها المجتمع الدولي شرطًا لدعم لبنان للخروج من الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ نحو عام.
من جهة أخرى، أعلن ماكرون أنه يريد "تنظيم مساعدة دولية" بعد الانفجار الضخم الذي حوّل العاصمة اللبنانية إلى مدينة منكوبة.
وقال ماكرون لصحافيين "أرغب... بالمساعدة لتنظيم مساعدة دولية، ودعم لبيروت، ولشعب لبنان"، مضيفا "سنساعد في الأيام المقبلة على تنظيم دعم إضافي على المستوى الفرنسي وعلى المستوى الأوروبي. أود تنظيم تعاون أوروبي وتعاون دولي أوسع".
وأرسلت دول عدة من ضمنها فرنسا فرق إغاثة ومعدات طبية لمواجهة الحالة الطارئة بعد الانفجار الذي دمّر المرفأ وقسما كبيرًا من العاصمة، وخلّف أضرارا بالغة في مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت. ووقع الانفجار في مستودع خزن فيه 2750 طنا من نيترات الأمونيوم.
واستقبل الرئيس اللبناني، ميشال عون، نظيره الفرنسي في مطار رفيق الحريري الدولي، ثم انتقل ماكرون لتفقد موقع الانفجار.
ومن المفترض أن يعقد ماكرون جلسة مع عون ويلتقي أيضًا رئيس الحكومة، حسان دياب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يعقد مؤتمرًا صحافيًا قرابة الساعة 18:30 مساء، ثم يعود إلى فرنسا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المساعدات ستحول إلى مؤسسات الدولة، قال ماكرون "سوف نعمل بشكل أن تصل تلك المساعدات إلى الأرض".
وأشار إلى أنه يريد "سريعًا إطلاق مؤتمر للحصول على دعم مالي"، مشيرًا إلى أنه يريد إرسال التمويل إلى المنظمات "لضمان أن تصل إلى المكان الصحيح في أسرع وقت".