كشف القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسن يوسف، عن اتصالات يومية مع حركة "فتح" من أجل إنهاء الانقسام الداخلي، والتصدي للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
والخميس 22 يوليو/ تموز الجاري أفرجت السلطات الإسرائيلية عن يوسف بعد اعتقال إداري (دون تهمة) دام 16 شهرا.
وقال يوسف الذي يعد أحد أبرز قيادات حركة "حماس" بالضفة الغربية في مقابلة مع الأناضول في منزله بمدينة بيتونيا غربي رام الله، إن "العمل يجري على عقد مؤتمر شعبي في قطاع غزة بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية".
موحدون في مواجهة الضم
وأضاف أن "هناك تواصل شبه يومي بين الحركتين بالضفة الغربية، وفي قطاع غزة، والخارج، ما يمثل رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني موحد في وجه المخططات التي تستهدف قضيتنا".
وأردف يوسف أن حركته "لم تغلق في أي يوم أبواب الحوار مع حركة فتح أو بقية الفصائل، نحن موحدون في التصدي لصفقة القرن الأمريكية ومخطط الضم".
وكان من المقرر أن تشرع الحكومة الإسرائيلية في ضم غور الأردن والمستوطنات الكبرى بالضفة الغربية، في الأول من يوليو/ تموز الجاري بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه لم يصدر أي قرار بهذا الشأن بعد.
وفي يناير الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
وتابع يوسف "أصبحت القضية الفلسطينية في خطر كبير، وحقوقنا تتآكل كل يوم، ولا خيار لنا إلا طريق الوحدة وإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة".
وشدد على "وجوب وقوف الشعب فلسطيني موحدا، ومعه الأمة العربية والإسلامية، والأحرار سدا منيعا أمام الاحتلال لنقطع الطريق عليه".
واعتبر يوسف، أن التقارب بين حركتي "حماس" و"فتح"، "يزعج الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية "استدعت نواب سابقين في المجلس التشريعي (الفلسطيني)، وحذرتهم من هذا التقارب".
وعلق ذلك بالقول "نحن منذ متى نأخذ إذن الاحتلال، نحن نعبر عن آراءنا تجاه وطننا، وهذا الموقف مبدئي وأخلاقي وإنساني، وسنبقى دائما عند حسن ظن شعبنا بنا".
وتابع يوسف "ماضون في طريق الوحدة وليكن الثمن ما يكون، حتى لو اعتقلنا لا يمكن أن نتراجع، ولا يجوز أن نتراجع".
وشهدت الفترة الماضية تقاربا ملحوظا بين حركتي "حماس" وفتح" في إطار جهودهما المشتركة للتصدي لعزم إسرائيل ضم أراضي بالضفة الغربية.
وتوج التقارب بلقاء جمع بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، عبر الفيديو كونفرنس، تعهدا خلاله بالعمل لمواجهة مخطط الضم الإسرائيلي.
استهداف شخصي
القيادي والنائب السابق في المجلس التشريعي "يوسف"، أمضى نحو 22 عاما من عمره في السجون الإسرائيلية، وكان من ضمن 415 من قادة حركتي "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، أبعدتهم إسرائيل إلى جنوب لبنان، نهاية عام 1992، واستمر إبعاده لمدة عام كامل.
ويعد يوسف أحد أبرز قيادات حركة حماس بالضفة الغربية، وناطقاً باسمها، ما جعله هدفاً متكررا أمام الجيش الإسرائيلي.
وقال يوسف، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن استهدافه شخصيا يمثل "منّة من الله".
وأضاف " لا شيء لنا غير هذا الوطن، والمسجد الأقصى والمقدسات، وقد عاهدنا الله وشعبنا أن نبقى ثابتين على الطريق مهما فعل الاحتلال".
وأردف " إذا اعتقلنا نخرج بعزيمة، ويكون ذلك إصرار لنا بالمضي والثبات حتى تتحقق آمال شعبنا ".
وأشار يوسف إلى أنه خرج من السجن يحمل رسالة من الأسرى للعالم أجمع "بأنهم ينتظرون ساعة الفرج بالتحرر من السجون".
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، فإن نحو 4500 أسير وأسيرة يقبعون في السجون الإسرائيلية، بينهم 39 أسيرة، و160 طفلا، و360 معتقلا اداريا، و6 نواب سابقين، وقرابة 700 أسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة.
ووجه القيادي في حركة "حماس" رسالة للأمتين العربية والإسلامية، "لنصرة فلسطين".
وقال يوسف "فلسطين هي فلسطين، هي ملك للأمة ولكل أجيالها، وهي ليست كأي أرض أخرى، وقد أكرمنا الله أن نكون رأس حربة، وفي المقدمة، ونتسلح بعزيمة أمتنا وشعوبها".