اسرائيل:الجهاد الإسلاميّ بات العدوّ العظيم والرفيع ويملك ترسانةً عسكريّةً كبيرةً جدًا تُضاهي ترسانة حماس

الأربعاء 29 يوليو 2020 12:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل:الجهاد الإسلاميّ بات العدوّ العظيم والرفيع ويملك ترسانةً عسكريّةً كبيرةً جدًا تُضاهي ترسانة حماس



القدس المحتلة / سما /

تحت عنوان: “كيف تمكّنت حركة (الجهاد الإسلاميّ) من التقدّم على حركة حماس في الحرب ضدّ إسرائيل وتحولّت إلى العدوّ الأخطر لدولة الاحتلال”، عرض التلفزيون العبريّ ليلة أمس الثلاثاء، برنامجًا استقصائيًا عن حركة الجهاد الإسلاميّ، تضمّن مُقابلاتٍ مع خبراء ورجال أمن سابقين، بما في ذلك رئيس وحدة (تيفيل) السابق في الموساد الإسرائيليّ، ووزراء سابقين في الحكومة الإسرائيليّة، مُعتبِرًا أنّ الشهيد بهاء أبو العطا سيبقى في ذاكرة الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، لأنّه أذّل وأهان نتنياهو بشكلٍ شخصيٍّ عندما أمر بإطلاق الصواريخ على مدينة أسدود وأجبر نتنياهو على مغادرة القاعة.

وطبقًا لأحاديث الضيوف في البرنامج فإنّ تنظيم (الجهاد الإسلاميّ) كان وما زال وسيبقى الابن المدلل لإيران، وأنشأ حلفًا عقائديًا مع حزب الله، مثل الزواج الكاثوليكيّ، مُضيفًا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة، التي تبنّت عمليًا (الجهاد الإسلاميّ) تقوم بتزويده بالأسلحة الدقيقة والصواريخ بعيدة المدى، مُشيرًا إلى أنّ قائد الجهاد الأوّل د. فتحي الشقاقي استلهم فكرة الجهاد من الثورة الإسلاميّة في إيران عام 1979، ونقلها لفلسطين، ومنذ ذلك الحين تُقيم قيادة الحركة علاقاتٍ وطيدةٍ ومتينةٍ مع النظام الحاكم في طهران، وبطبيعة الحال مع حزب الله اللبنانيّ، حيث يتدّرب عناصر التنظيم في كلٍّ من إيران، سوريّة ولبنان.

وشدّدّ الضيوف الذين تحدّثوا في البرنامج على أنّ حركة (الجهاد الإسلاميّ) باتت “الابن العاق”، وبعد استلام د. زياد النخالّة القيادة قبل حوالي السنتين، بات أكثر راديكاليّةً وتطرّفًا، وذلك بفضل الدعم الإيرانيّ غير المحدود له في السنوات الأخيرة.

وقال النائب ديختر أيضًا إنّه منذ تسلّم النخالة قيادة الجهاد الإسلاميّ بات التنظيم أكثر عدوانيّةً وجرأةً من الماضي، فيما قال محلل الشؤون الفلسطينيّة، غال بيرغر، إنّ النخالّة خلافًا للقائدين السابقين، الشهيد الشقاقي ورمضان عبد الله شلّح، فإنّه نشأ في التنظيم من القاعدة وتقدّم كثيرًا حتى وصل للقيادة.

 وقال قائد المنطقة الوسطى سابِقًا في جيش الاحتلال، الجنرال احتياط يسرائيل زيف، إنّ الجهاد الإسلاميّ تحوّل من تنظيمٍ عسكريٍّ صغيرٍ إلى جيشٍ كبيرٍ وخطيرٍ جدًا على إسرائيل.

آفي ديختر، رئيس جهاز الأمن العام الأسبق (الشاباك) والنائب عن حزب الليكود اليوم، قال في معرض حديثه: ترسانة حماس تعززت كثيرًا في السنوات الأخيرة، ولكن الجهاد الإسلاميّ تلقّى الأسلحة المُتطورّة والمُتقدّمة جدًا وبات يُشكِّل خطرًا تكتيكيًا على إسرائيل، لأنّه خلافًا لحماس، تابع، التنظيم الجهاديّ ليس مسؤولاً عن السكان ومعيشتهم في قطاع غزّة، ولذا يقوم بتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ جريئةٍ ضدّ الأهداف الإسرائيليّة.

 وتابع " إنّه عمليًا “الابن الضّال” ويُعتبر تحديًا كبيرًا لإسرائيل وعناصره يؤمنون بالشهادة، أيْ الموت كأبطالٍ، ويقومون بتنفيذ العمليات الجريئة، وعلى نحوٍ خاصٍّ العمليات الاستشهاديّة داخل العمق الإسرائيليّ" فيما أشار مُعّد ومُقدِّم البرنامج إلى أنّ ترسانة (الجهاد الإسلاميّ) العسكريّة تفوق من حيث دقّة الصواريخ وعددها وأنواعها، ترسانة حماس العسكريّة، على حدّ تعبيره.

كما شدّدّ الضيوف في البرنامج على أنّه خلافًا لحركة حماس، فإنّ الجهاد الإسلاميّ يرفض أيّ مفاوضاتٍ مع إسرائيل، حتى عبر طرفٍ ثالثٍ، ويؤمن بأنّ الجهاد هو الطريقة الوحيدة للانتصار على دولة الاحتلال وشطبها عن الخارطة نهائيًا، على حدّ قولهم.

وقال وزير الأمن الأسبق، الجنرال في الاحتياط موشيه يعالون، إنّ عملية اغتيال الشهيد "ابو العطا" شكّلت انعطافةً كبيرةً في الصراع مع هذا التنظيم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه لأوّل مرّةٍ منذ عملية (الجرف الصامد) في صيف العام 2014 تعود إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات الممركزة ضدّ قادةٍ فلسطينيين.

وبحسب البرنامج الاستقصائيّ الإسرائيليّ، فإنّ أبو العطا أمر بإطلاق الصواريخ باتجاه مدينة أسدود (أشدود) في جنوب الدولة العبريّة، عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيليّ يُشارك في اجتماعٍ انتخابيٍّ كبيرٍ، الأمر الذي أجبر نتنياهو على مغادرة المكان تحت حراسةٍ مُشدّدّةٍ من قبل وحدة حماية الشخصيات المُهمّة في جهاز الأمن العّام.

 ووفقًا للبرنامج فإنّ أبو العطا تمكّن عبر إطلاق الصواريخ وإجبار نتنياهو على مغادرة القاعة، من إحداث انعطافةٍ كبيرةٍ في الصراع، وهذه الواقعة أثّرت كثيرًا على عملية كيّ الوعي الجمعيّ للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، كما أكّد مُعّد ومُقدِّم البرنامج، أساف ليبرمان، في بداية البرنامج المُسّمى “زمن الحقيقة”، والذي تقوم بثه هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة، (كان 11) شبه الرسميّة.

وكعادة الإسرائيليين، حاول البرنامج إيقاع الخلاف بين الجهاد الإسلاميّ وحماس، زاعمًا أنّ الجهاد يتحدّى حماس في قطاع غزّة، وأنّ التنظيم الحاكِم بالقطاع باتت قلقًا جدًا من تنامي قوّة الجهاد، الذي وضع قائده الجديد معادلةٍ جديدةٍ: نحن مُتساوين في القوّة واتخاذ القرارات في مُقاومة كيان الاحتلال، الأمر الذي لا يُعجِب حماس، كما قال ضيوف البرنامج.

راي اليوم