أكد المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية، يوني بن مناحيم، أن إسرائيل لا تتصرف جيدًا في ملف الأسرى والمفقودين، مشيرًا إلى أن "هناك قرارات للكابينت منذ سنتين وثلاث سنوات، تتعلق بالضغط على حركة حماس من أجل الإسراع في صفقة تبادل أسرى من ضمنها اختطاف قادة من حماس لاستخدامهم كورقة مساومة، لكن هذه القرارات لم تُنفذ".
وأوضح بن مناحيم في مقابلة مع القناة السابعة العبرية، أن هناك عقبات تعيق الاتصالات غير المباشرة لبلورة صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وأفادت وسائل الإعلام أن هناك جمودًا في محاولات تعزيز الاتصالات من أجل تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
وقال بن مناحيم: إن "الطريق إلى إبرام صفقة تبادل مسدود، حيث هناك إشارات وتصريحات من قادة حماس تؤكد وصولهم لرؤية تفيد بأن حكومة إسرائيل الحالية استخلصت دروسًا من صفقة شاليط، وأن نتنياهو لا يريد تكرار الأخطاء السابقة، فهو يحاول بالرغم من أن الحكومة لم تتبنَ حتى اليوم رسميًا توصيات لجنة "شمغار"، التي أوصت بتطبيق معايير ووضع بعض الشروط والتي ترفضها حماس جملة وتفصيلًا".
وبحسب بن مناحيم فإن هناك عقبتين رئيسيتين، الأولى، أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت اعتقالهم من محرري صفقة شاليط.
"أما العقبة الثانية، فهي مطالبة حماس بإطلاق سراح مئات الأسرى الذين قتلوا إسرائيليين، ومن بينهم عدد من الرموز الكبيرة" على حد قول بن مناحيم.
وقال إن "هناك ضغط يتعاظم على قيادة حماس لمحاولة تنفيذ عمليات أسر جديدة من أجل تغيير التوازن وإجبار إسرائيل على الرضوخ لصفقة تبادل جديدة".
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه منذ بداية انتشار فايروس كورونا ازداد الضغط على قادة الذراع العسكري لحماس من جانب عائلات الأسرى ومن جانب الأسرى أنفسهم من أجل الإسراع في إبرام صفقة التبادل، خوفًا من أن يتسبب الفيروس بموت الأسرى داخل السجون.
خلال هذه الفترة حاول يحيى السنوار تقديم "مبادرة إنسانية" تطلق إسرائيل خلالها سراح الاسرى المرضى والنساء والأطفال مقابل معلومات عن مصير الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، إسرائيل رفضت هذه المبادرة لأنها تريد تنفيذ صفقة واحدة شاملة وليست على مراحل كما حدث في صفقة شاليط.
وذكر بن مناحيم "على ما يبدو أن الذراع العسكري لحماس توصلوا لاستنتاج مفاده أنهم بحاجة لأوراق مساومة أو روافع ضغط إضافية تمنع إسرائيل من التمترس خلف مواقفها، من وجهة نظرهم هذه الأوراق تتمثل في عمليات خطف جديدة لمدنيين أو جنود إسرائيليين، الأمر الذي سيسرع مفاوضات صفقة التبادل".
وزعم بن مناحيم أن هناك صعوبات كبيرة لدى حماس في موضوع تنفيذ عملية أسر في الضفة الغربية وأيضا في قطاع غزة.
وذكر المحلل أن أحد الأفكار كانت أن تقوم قوة الكوماندوز التابعة لحماس بتنفيذ عملية خطف من خلال البحر، مشيرا إلى أن هناك من خطط لهذا النوع من العمليات، "وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لذلك، الحديث هنا عن القوة التي تعتبر رأس حربة حماس في حربها ضدنا".