أكد الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن ما ينقص فلسطين حالياً هو إنهاء الانقسام الداخلي، وتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة السياسية.
وقال عريقات في لقاء خاص نظمه بيت الصحافة مع مركز الإعلام بجامعة النجاح الوطنية، اليوم، عبر تقنية ZOOM، إن فلسطين والقدس أهم من حركة فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية، مؤكداً عدم وجود أي مبرر لاستمرار الانقسام الفلسطيني الذي تتخذه إدارة ترامب وإسرائيل كثغرة لتنفيذ مخططاتهم.
وأضاف عريقات: "قد يلزمنا عقد اجتماع للمجلس الوطني، ولكن قبل ذلك لا بد من عقد اجتماعات مع الفصائل وكذلك فصائل منظمة التحرير".
ودعا عريقات إلى عدم التقليل من أهمية المبادرة الأخيرة التي نفذها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، لأن ذلك يعزز الشراكة السياسية في المستقبل.
الضم وصفقة الـقرن
وقال إنّ: "الخارطة المطروحة من إسرائيل ستُبقي بيدها السيطرة الأمنية كاملة، وخطة ترامب تستبدل القدس العاصمة بكفر عقب ومخيم شعفاط وأبو ديس"، مشيرًا إلى أنّه في تلك الخطة سيتم بناء جدار أربعة أضعاف حجم الجدار الموجود الآن حول المستوطنات".
وكشف أنّ إسرائيل لن تسمح بحل الدولتين ولن تقبل بدولة واحدة بحقوق متساوية، وأنّ 40٪ من الأطفال ما بين عامي 1948 و1967 قد تم إبادتهم في النكبة والنكسة، مشيرًا إلى أن اتفاق أوسلو كان ينص على أنه بعد 18 شهراً من وجود المجلس التشريعي سيتم تسليم قطاع غزة بنسبة 100٪ و92٪ من الضفة العربية.
وقال عريقات: "عقدنا 37 لقاء مع الإدارة الأميركية كان آخرها في شهر أيار 2017، منها 4 لقاءات كانت بحضور الرئيس محمود عباس، ومشروع الضم يعطي الإسرائيلي حق تقرير مصيرنا، وهو ما يعتبر جريمة حرب، سنتوجه لمحكمة الجنايات الدولية بملف الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل لئلا تتكرر هذه الجرائم، كل ما تقوم به إسرائيل على أرضنا من إعدامات ميدانية واعتقالات هو جرائم حرب".
وأردف عريقات أنّ "الاحتلال يريد السلطة الفلسطينية أن تكون خدماتية وأداة من أدوات ديمومة الاحتلال"، مبيّنًا أنّ "ضم أي متر من الضفة الغربية هو إنهاء لوجود السلطة وليتحمل الاحتلال جميع واجباته".
وقال: إنّ إدارة الرئيس ترامب نسخت ولصقت المطالب الإسرائيلية التي تقدم بها المفوض السامي ولم يخجل ترامب من ذلك، مضيفًا أنّ 6 رسائل خرجت من الكونغرس الأميركي تعارض خطة ترامب- نتنياهو.
وأوضح عريقات أن القيادة الفلسطينية كثفت عملها مع محكمة الجنايات الدولية، وقطعت شوطا طويلا في ذلك، مؤكدا ان القيادة ذاهبة للمحكمة من أجل منع تكرار الجرائم الاسرائيلية وحماية شعبنا الفلسطيني.
وبيّن أن كل ما تقوم به إسرائيل على الأرض يعتبر جرائم حرب، موضحاً أن إسرائيل وواشنطن تريد ان تكون مهمة السلطة الفلسطينية خدماتية ووظيفية ، وأداة من أدوات ديمومة الاحتلال.
وشدد عريقات على أن وظيفة السلطة الفلسطينية هي نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال.
وأوضح أن نتنياهو لا تهمه بيانات الإدانة، حيث إنه بدون إجراءات عقابية ومساءلة فإن خطة الضم قادمة لا محالة.
وقال: "إن نتنياهو رجل يؤمن بأن إسرائيل دولة قوية، وهو رجل يعرف ان لا تاريخ قبله ولا مستقبل بدونه ، ولا يؤمن بالدولتين ولا بأي مشروع للشعب الفلسطيني، ويؤمن أن القوة تحقق له ما يريد".
وأشار إلى أن "إدارة ترامب منذ ديسمبر 2017 وحتى اليوم اتخذت 48 إجراء وعقوبة ضد الشعب الفلسطيني، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية للقدس، وإغلاق القنصلية الأمريكية، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن".
ولفت عريقات إلى أن خطة الضم لم تُعلق، لأن المادة 29 من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي تنص على أن الأول من تموز بداية إجراءات الضم وليس نهايتها.
وأكد أن القيادة الفلسطينية لن تجلس مع الإدارة الامريكية الحالية التي تتخذ هذه المواقف مهما بلغت الكلفة، مبيناً أن من يشكك في منظمة التحرير سيجد نفسه في مربع صفقة القرن ومشروع تصفية القضية الفلسطينية.
ووجه عريقات الشكر لكلٍّ من جمهورية مصر العربية والأردن على مواقفهما التي لم تتغير، وتأكديهما أهمية القضية الفلسطينية ورفض مخططات الضم وصفقة القرن.
وقال: "دول المنطقة عليها مسؤولية كبيرة، وهناك فرق شاسع بين من يخدم فلسطين، ومن يستخدم اسمها، لأن القيادة الفلسطينية تريد الخير لكل دول المنطقة".
وشدد عريقات على أن "القيادة الفلسطينية لم تفوض أي أحد للحديث باسمها، مؤكداً أن اللعب في الساحة الفلسطينية يعتبر من المحرمات، ولكن في الوقت ذاته العاتق الأكبر يقع علينا".
رسالة إلى غزة
وفي ختام اللقاء وجه عريقات رسالة إلى أهل قطاع غزة، أكد فيها أن غزة مثل أريحا وحيفا و نابلس وطوباس والخليل، حيث إنها كانت قبل عام 1948 مركزاً للثقل الاقتصادي.
وقال: "غزة فكرياً ووطنياً منبع للوطنية الفلسطينية، ولا دولة في غزة أو بدونها، وهذا ليس شعاراً، بل واقع".
وأضاف عريقات: "كلما اقتربنا من إنهاء الانقسام في قطاع غزة، أصبحنا قريبين جدا من الاستقلال، لأن غزة تعني الوطنية الفلسطينية".