لا تستغبي شعبنا يا وزارة الصحة الفلسطينية..بسام ابو شريف

الأحد 19 يوليو 2020 02:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا تستغبي شعبنا يا وزارة الصحة الفلسطينية..بسام ابو شريف



الشعب الفلسطيني أوعى شعوب الأرض بسبب كثرة المآسي التي مر بها ، وبسبب المؤامرات التي حاكها الخداع والغش، والعنصرية من الصهاينة، والاستعماريين ، فلماذا يتصور “المسؤولون” غير المسؤولين ان شعبنا قطيع من الحيوانات.
لن نطيل هنا بل سنذكر بعض أمورمعينة لايمكن لجاهل أن يتقبلها: –
1- شاهد الجميع على شاشات التلفزيون كيف تقوم أفقر الدول بتعقيم البنايات والشوارع والحافلات، وسيارات الاسعاف، والسيارات الخاصة ومقاعد السيارات والباصات (صغيرة كانت أم كبيرة)، وشاهدنا جيوشا من العاملين والمتطوعين يقومون بتطهير بلدانهم وساحاتها وبناياتها، ومؤسساتها حتى مقابض السيارات والأبواب، لكننا لم نر في فلسطين بلدة واحدة أو مخيما واحدا، أو مدينة واحدة تم فيها تعقيم الشوارع والبنايات والمحلات والباصات والسيارات.
لماذا تكذبون وتقولون قمنا بكل الممكن؟
2- اتخذتم من الاغلاق الكامل وسيلة لمحاربة الفيروس… هذا جيد، لكن الاغلاق يجب أن يكون لمنع ومحاصرة الفيروس، وليس لمحاصرة الانسان بالأوبئة.
يا معالي الوزراء عندما تمنع محطات البنزين من العمل يجب أن يستثنى منها سيارات جمع القمامة اذ من غير المعقول، أو المنطقي، أو المقبول أن لاتزود محطات البنزين سيارات الاسعاف ، أو سيارات القمامة، أو نضح الحفر الامتصاصية بمايلزمها لحماية المواطنين.
في شوارع أريحا، وعقبة جبر، والبلدات القريبة تتكوم القمامة لتولد فيروساتها الخاصة تحت بند الاغلاق للحماية من الكورونا…. ماهذا الاستهتار بعقول الناس ، وبحياة المواطنين؟
لايكفي أن تجمع سيارات القمامة الأكوام من الشوارع المحيطة بالوزارات والمقاطعة ، فهناك لايعيش الشعب بل بعض الجالسين على صدور الشعب….. هل فقد المسؤولون احساسهم بالمسؤولية تجاه المواطن من هذه الزاوية أيضا؟
لماذا تخدعون المواطنين، وتوزعون أرقام هواتف لاترد ولاتجاوب، ولا تعود لك باتصال؟
لقد حاولت ربما مئة مرة أن أتصل لأبلغ عن شباب وفتيات يذهبون للعمل في مؤسسات اسرائيلية، ويعودون الى عين ديوك الفوقا، وعين السلطان، وغيرها دون حسيب أو رقيب أو ممرض ليفحص هل عادوا لنا من عند العدو بالفيروس أم لا، بعضهم يذهب للعمل في بئر السبع، ويعود لينام هنا في عين ديوك.
اتصلنا بمستشفى أريحا، فقالوا وزارة الصحة لابلاغهم دون جدوى، ثم قمت أنا بالاتصال بوزارة الصحة ، وأرسلت عدة رسائل هاتفية ولم يتم الرد عليها …. خلاصة القول ان المسؤولين لايقومون بواجبهم اللهم الا الشرطة التي تلاحق كل من يخالف الاغلاق، ويعطي سيارة جمع القمامة مازوتا كي يجمعوا القمامة ، ويمنعوا الأوبئة.
المدارس مغلقة، لماذا لايجند طلبة الثانوية لرش المبيدات والمعقمات في كافة البلدات والقرى والمخيمات ، كل مجموعة تقوم بهذا الواجب في مكان اقامتها؟
أعتقد أن المانع الوحيد، هو الاهمال وعدم الشعور بالمسؤولية، وأنا أدعو أبناء شعبنا وبنات شعبنا الى الشروع في الحشد لمظاهرات تطالب بالوقاية الممكنة والمتوفرة، ولكن غير المستخدمة، ان من لايستطيع تحمل المسؤولية كواجب مقدس عليه الاستقالة ليحل محله من يستطيع القيام بالمهمة حماية للشعب.
نحن مقبلون على انتشار خطير للفيروس، واذا لم يتم معالجة هذه الفجوات الخطيرة سنجد أن حكومتنا وضعت الشعب في أزمة خطيرة…. اضافة لأزمات سياسية كبرى.
لنحارب صفقة القرن، وكورونا المرافق لها.

كاتب وسياسي فلسطيني