تعالت أصوات العالقين خارج القطاع وأهاليهم، مطالبين بإعادة فتح معبر رفح بأسرع وقت ممكن، وتسهيل عودة المئات من الفلسطينيين المتواجدين في مصر ودول عربية وأوربية أخرى.
وأعرب عالقون وذووهم عن خيبة أملهم لاستمرار إغلاق المعبر لأكثر من شهرين متواصلين، ما تسبب في تفاقم معاناتهم، داعين لإعادة فتحه، ليس أمام المتواجدين في مصر فحسب، بل العمل على تسهيل قدوم الفلسطينيين العالقين فى دول العالم، خاصة السودان وتركيا.
معاناة مستمرة
وتقول المواطنة دعاء عبيد، ان زوجها أنهى دراسة الدكتوراه في السودان منذ عدة أشهر، وعلق هناك بسبب أزمة "كورونا"، والوضع في السودان بات صعب للغاية، وهو غير قادر على البقاء هناك فترة أطول، ولا قادر على العودة لوطنه، وكل ما يتلقاه وباقي زملائه من السفارة الفلسطينية أو غيرها من الجهات مجرد وعود، وينتظرون بفارغ الصبر عودتهم للقطاع.
وأوضحت عبيد أنها تتواصل معه بصورة مستمرة، ويحدثها عما آلت إليه أوضاع العالقين سواء المادية أو المعنوية، وحاجتهم للعودة الفورية إلى قطاع غزة، وأنهم يعيشون في عزلة شبه دائمة، خشية الإصابة بفيروس كورونا، إضافة لتردي الأوضاع المعيشية والأمنية هناك.
وناشدت عبيد بضرورة الإسراع في فتح المعبر، وإعادة كل العالقين، قائلة: "في مثل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، الأوطان أولى بأبنائها، لذلك يجب تسهيل عودة الجميع، ومن ثم وضع القيود المناسبة على السفر".
وعلمت "الأيام"، من مصادر مطلعة أن ثمة أكثر من 2000 عالق في مصر وحدها يرغبون بالعودة للقطاع، وينتظرون فتح المعبر، وثمة المئات في السودان وتركيا ودول أخرى، يتواصلون مع سفارات فلسطين، من أجل تسهيل نقلهم لمصر، ومنها للقطاع.
من جهته أكد مصدر مطلع، أن ثمة استعدادات واتصالات بين أكثر من جهة، من ضمنها السلطات المصرية، وسفارة فلسطين في القاهرة، من أجل تأمين فتح قريب للمعبر، قد يكون قبل عيد الأضحى المبارك.
وأشار المصدر إلى أن تأخير فتح المعبر يعود لعدة أسباب، أبرزها محاولة ترتيب وصول دفعات من العالقين خارج مصر، والثاني صعوبة وضع الفيروس في الخارج، ومحاولة إجراء ترتيبات أكثر صرامة، تضمن عدم تسرب أي حالة لخارج مراكز الحجر.
وأوضح نفس المصدر أنه سيتم فتح باب تسجيل العالقين، وتحديد موعد لفتح المعبر، ومن ثم بدء استقبالهم، وفق الآليات السابقة، من حيث الحجر مدة 21 يوماً قابلة للتمديد، مع تشديد إجراءات الاستقبال والنقل لمراكز الحجر.
تجهيزات مستمرة
وتواصل الجهات المعنية في قطاع غزة الترتيبات والتجهيزات لاستقبال دفعات من العالقين، حيث تواصل لجنة العمل الحكومي إنشاء مركز حجر جديد في مدينة دير البلح وسط القطاع، ليضاف لمركزي حجر سابقين أقيما في رفح جنوب القطاع، وفي بيت لاهيا في الشمال.
وأكدت مصادر مطلعة أنه تُجرى زيادة عدد المراكز، لاحتمال إشغال المدارس بالطلاب مجدداً، عند انتظام العملية التعليمية، حيث كانت المدارس تستخدم في السابق مراكز حجر.
كما يتم تجهيز مستشفيات ومراكز صحية لاستقبال مرضى عائدين من رحلات علاج، وهم بحاجة لمتابعة صحية وعلاج في المستشفيات، إضافة لتجهيز فنادق لتستخدم مراكز للحجر الصحي.