قال وزير الاستخبارات الإسرائيليّ، إيلي كوهين، إنّ الدولة العبريّة واثقة من أنّ تقاربها مع الوطن العربيّ سيزداد قوةً، إذ تظلّ القضية المحددة في الشرق الأوسط هي التهديد الذي تشكله الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، حسب تعبيره.
وأضاف الوزير كوهين، الذي شغل منصب وزير الاقتصاد والصناعة في حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، في حديث لقناة “i24news”، أضاف قائلاً إنّ العديد من الدول العربية، تتطلع إلى القيادة والابتكار الإسرائيليين المثبتين في مجال التكنولوجيا الفائقة، وفق زعمه، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه يجب الإدراك أنّ أهمية النفط والغاز آخذة في النقصان، بينما تزداد أهمية التكنولوجيا، لذلك فإنّ دول الخليج مهتمة بالتعاون مع إسرائيل، فهي مسألة مصلحة مشتركة، على حدّ قوله.
وشهدت الفترة الأخيرة تناميًا ملحوظًا في العلاقات الإسرائيلية الخليجية، كان من أبرز مظاهرها، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلطنة عمان والتي التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد، ومسؤولين عمانيين. وتوقع الحاخام الأمريكي البارز مارك شناير، مؤخرًا، أنْ تقود البحرين قاطرة التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل، مستشهدًا بمواقف إيجابية للعاهل البحرينيّ، حمد بن عيسى آل خليفة، حول العلاقة مع دولة الاحتلال، وفقا لما أوردته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة.
وكانت هيئة البث الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان)، أوْ القناة الأولى في التلفزيون العبريّ، قد استضافت مؤخرًا وزير الاستخبارات الإسرائيليّ، إيلي كوهين، من حزب (ليكود)، الذي يُصنّف بالوسطيّ أو بالمركز، ليُدلي بدلوه حول الجولة الأخيرة من المُواجهة العسكريّة بين الاحتلال الإسرائيليّ والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والتي انتهت، باعترافٍ إسرائيليٍّ واضحٍ، بانتصار المُقاومة على الجيش، الذي يُعّد من أقوى الجيوش في العالم.
وفي معرِض ردّه على سؤال مُقدِّم النشرة المركزيّة، أودي ديكيل، قال الوزير كوهين إنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ قوّة الردع الإسرائي ليّة تآكلت بصورةٍ خطيرةٍ للغاية، لافتًا إلى أنّ قيام المُقاومة الفلسطينيّة بإطلاق حوالي 500 صاروخًا باتجاه جنوب الدولة العبريّة في زمنٍ قياسيٍّ هو أكبر دليل على أنّ قوّة ردع الاحتلال باتت في خبر كان، طبقًا لأقواله.
وعندما سُئل عن الحلّ الذي يقترحه من أجل استعادة قوّة الردع الإسرائيليّة مُقابِل المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، قال بالحرف الواحِد إنّ الحلّ الأمثل لذلك هو القيام باغتيال أوْ تصفية جميع قادة حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) في قطاع غزّة وهدم المباني التي يُقيمون فيها على رؤوسهم، مُشدّدًا على أنّ عمليات التصفية المُمركزة ستدفع قادة حماس إلى التراجع والخشية من الردّ الإسرائيليّ العنيف، على حدّ تعبيره.
مُراسِلة الشؤون العسكريّة في هيئة البثّ الإسرائيليّة، كارميلا ميناشيه، التي شاركت في المُناظرة التلفزيونيّة، لفتت انتباه الوزير إلى أنّ المباني التي يُطالِب بهدمها مليئة بالأطفال الأبرياء، عندها استدرك قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ قويٌ بما فيه الكفاية، والدولة العبريّة تملك أجهزة مُخابرات من الأقوى في العالم، وبإمكان دولة الاحتلال تنفيذ عمليات الاغتيال لجميع قادة حماس بدون أنْ يُصاب الأطفال أوْ الأبرياء، وطالب الحكومة الإسرائيليّة في الوقت عينه إلى العودة فورًا إلى الاغتيالات المُمركزة، متسائلاً: متى نفذّت الدولة العبريّة اغتيالاً مُمركزًا؟ لقد مضى وقتًا طويلاً على امتناع تل أبيب عن القيام بهذه الأعمال، التي تعود إيجابًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.