على خلفية سلسلة انفجارات غامضة في إيران، رجحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن النزاع بين واشنطن وطهران دخل مرحلة أخطر تتزامن مع الحملة الانتخابية الثانية للرئيس دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة عن مسؤولين حديثهم عن استراتيجية أمريكية-إسرائيلية مشتركة تكمن في تنفيذ سلسلة ضربات مركزة بهدف القضاء على أبرز الجنرالات الإيرانيين (مثل عملية اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في بغداد أوائل يناير) ووقف التقدم الذي يحرز في المنشآت النووية الإيرانية.
بهذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى الحادث الذي وقع مؤخرا في منشأة نطنز النووية الإيرانية، ويعتقد أنه ناتج عن عملية تخريبية أو هجمات سيبرانية نفذت على أيدي إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على الحادث قولهم إنه لا يقل تعقيدا عن الهجوم السيبراني بواسطة الدودة الحاسوبية "ستوكسنت" الذي استهدف قبل عشر سنوات منشآت نووية إيرانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن التصريح الأكثر تفصيلا من قبل إدارة ترامب بشأن تلك الاستراتيجية الجديدة المزعومة جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران، براين هوك، الذي قال الشهر الماضي: "رأينا على مدى التاريخ أن تردد وضعف الأطراف الأخرى يشجع إيران على ممارسة مزيد من العدوان".
وخلصت الصحيفة إلى أن الخطوة الجديدة في هذا الصراع قد تتمثل في مواجهة محتملة بشأن أربع ناقلات نفط تتوجه حاليا إلى فنزويلا، وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت بمنعها من نقل شحنتها من النفط الإيراني إلى هذه الدولة.
وأشار مسؤولون في البنتاغون، حسب الصحيفة، إلى ملف الناقلات كإحدى نقطتين قد تجران الولايات المتحدة إلى نزاع عسكري مفتوح مع إيران، أو بين إيران وحلفاء واشنطن في منطقة الخليج.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI) ووزارة العدل الأمريكية قد أعلنا الأسبوع الماضي عن إصدار مذكرة لمصادرة الشحنة النفطية من تلك الناقلات التابعة ملكيتها لليونان، بدعوى أن هذا النفط من أصول "الحرس الثوري الإيراني" المدرج على قائمة الحكومة الأمريكية الخاصة بالتنظيمات الإرهابية.
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع إن وزارات الخارجية والعدل والخزانة تسعى إلى التعاون مع الحكومة اليونانية لتعليق عملية الشحن وتفريغ الناقلات، فيما حذرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة من أن أي خطوة في سبيل مصادرة هذا الشحنة النفطية ستكون بمثابة قرصنة.
وذكرت الصحيفة أن اثنتين من هذه الناقلات يعتقد أنهما الآن في بحر إيجه، وأما بخصوص الناقلتين الأخريين فقال مسؤول عسكري أمريكي إنهما تبحران الآن في خليج عمان قبالة سواحل الجمهورية الإسلامية ولا تزالان تحت الرقابة المكثفة.
ويشعر بعض المسؤولين الأمريكيين، حسب الصحيفة، بالقلق إزاء إمكانية أن تتدخل البحرية الإيرانية في حال ستتجاوب الناقلتان مع طلب القضاء الأمريكي وتشرعان بتسليم النفط إلى سفينة أخرى.
وتابعت "نيويورك تايمز" أنه ليس من الواضح إطلاقا كيف ستتصرف في هذه الحالة السفن الحربية الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
وأما بخصوص النقطة الخطيرة الثانية فيدور الحديث عن الوضع في العراق حيث تعتبر واشنطن الفصائل العراقية المسلحة المدعومة إيرانيا مسؤولة عن الهجمات الصاروخية المتزايدة على السفارة الأمريكية ببغداد وعلى قواعد قوات التحالف الدولي في العراق.
RT